أصول علم النفس لـ أحمد عزت

أصول علم النفس  لـ  أحمد عزت


الكل علم من العلوم موضوع خاص يتخذه محور دراسته ، فعلم الفيزيقا (1) بدرس خواص المادة وخواص الطاقة بمختلف صورها و تحول بعضها إلى بعض ، وعلم الكيمياء يدرسی ترکیب المواد المختلفة وتفاعل بعضها مع بعض "وعلم الأحياء (۲) أو «البيولوجيا، يدرس تکوین الكائنات الحية ونشاطها ونموها وتكيفها للبيئة التي تعيش فيه . وعلم الاجتماع (۳) يدرس حياة الجماعة ومشاكلها
ومختلف ضروب التنظيم الاجتماعي فيها : أما علم النفس (4) فمن الغريب أنه لا يوجد لدينا حتى اليوم تعریف واحد له يجمع عليه كل الباحثين في هذا العلم أو اكثرهم ، وذلك لأنه كان على عهد قريب فرعا من الفلسفة ينقاد لطريقتها في البحث، ويدرس موضوعات اكثرها ذو طابع فلسفی صريح أي لا تدخل في نطاق العلم بمعناه الحديث : هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فقد تعرض علم النفس أثناء نموه و تطوره ، كما سنرى ، المؤثرات عدة من العلوم الطبيعية على اختلافها جعلت علماء النفس يختلفون في وجهات نظرهم إلى طبيعة الظاهرة النفسية وتأويلها • فمن التعاريف المألوفة لعلم النفس اليوم :| ١- انه العلم الذي يدرس والحياة النفسية، وما تتضمنه من افکار ومشاعر واحساسات وميول ورغبات وذكريات وانفعالات .
۲- انه العلم الذي يدرس سلوك الإنسان ، أي ما يصدر عنه من أفعال وأقوال وحركات ظاهرة .
۳ - أنه العلم الذي يدرس أوجه نشاط الانسان وهو يتفاعل مع بيئته ويتكيف لها .
مخمس
أصول علم النفس  لـ  أحمد عزت

وقد يبدو أن هذه التعاریف متناقضة ، أو أنها تدرس ظواهر يختلف بعضها عن بعض اختلافا جوهريا ، غير انها في الواقع تعاریف متكاملة كما سيتضح لنا من شرح التعريف الثالث من هذه التعاريف كما يلى :
تفاعل الانسان وبيئته :
يعيش الإنسان في بيئة من الناس والأشياء ، وهو يسعى فيها وبكد للظفر بطعامه و کسانه ومأواه ، ولارضاء حاجاته المادية والمعنوية المختلفة ولبلوغ أهداف يرسمها لنفسه ويراها جديرة بما يبذله في سبيلها من مشقة وعناء ، وهو في سعيه هذا لقضاء حاجاته وتحقيق أغراضه بلقی موانع وعقبات ومشاكل وصعوبات مادية واجتماعية شتی ، ويجد نفسه على الدوام مضطرا إلى التوفيق بين مطالبه و امکانات البيئة ، والى ، تعديل سلوکه حتی بتلاءم مع ما يعرض له من ظروف وأحداث ومواقف جديدة او عسيرة أو غير منتظرة ، وذلك عن طريق التفكير والتقدير واستخدام ذكائه وابتكار طرق جديدة أو تعلم طرق جديدة للسلوك يستعين بها على حل ما يلقاه من مشكلات . كما يجد نفسه مضطرا إلى التقيد أو الامتثال لما تفرضه عليه البيئة ، وخاصة البيئة الاجتماعية ، من قيود والتزامات، اور نزاعا إلى تهذيب بعض ما بهذه البيئة وتغييره وتبديله .. بل انه يرى نفسه في كثير من الأحيان مرغما على أن يرجی، ارضاء حاجاته ومطالبه العاجلة في سبيل تحقيق أغراض وأهداف أجلة ، وعلى أن يصبر ويحتمل الألم ، أو على أن يلجأ إلى أساليب وحيل ملتوية شتی ابتغاء أرضاء هذه الحاجات وبلوغ هذه الأهداف : ولا يخفى أنه في سعيه هذا ، أي في تعامله مع البيئة وتفاعله معها معرض أبدا لضروب من الشد والجذب ، والر کز والوثب ، والرضا والسخط ، والغضب والخوف ، والحب والكره ، والاقدام والأجرام ، والنجاح و الاخفاق تحمله على المضي في نشاط معين أو کف نفسه عن هذا النشاط
وغني عن البيان أن هذه البيئة التي يضطرب فيها ليست شيئا سلبيا تسمح له أن يصنع بها ما يريد متى أراد ، بل انها تقاومه و تستفزه وتؤثر فيه .. كما أنه لا يقف منها ، كما رأينا ، موقفا سلبيا فينتظر حتی تقدم له ما يحتاج اليه بل انه يواجهها ويقاومها ويتحداها ويجهد في استغلالها والاشتراك في ميادين نشاطها والتأثير فيها باللين تارة وبالعنف طورا ، ولا بد له في هذا الكفاح من قدر من المرونة والصلادة والاحتمال والا ملك :






وبعبارة أخرى فالعلاقة بين الانسان وبيئته علاقة أخذ وعطاء ، بل علاقة فعل و انفعال ، وتأثير متبادل ، وصراع موصول : وهو في تفاعله معها يتاثر وينفعل بشتى الانفعالات ويرغب ويفكر ويقدر ويصمم وينفذ ويتعلم ويعي ما تعلمه ، كما انه يعبر عن أفكاره ومشاعره باللفظ تارة وبالحركة والاشارة تارة أخرى ، ويحاول ضروبة مختلفة من السلوك ، ويصيب ويخطىء .. كل اولئك وهو يشق طريقه في الحياة طمعا في عمل يؤديه ، ومركز اجتماعی بصبو اليه ، وأسرة" يقيمها ويرعاها ، أو جماعات مختلفة يندمج فيها ويشترك في نشاطها ، أو نوع من الإصلاح يعقد العزم على تنفيذه ..
هذه الأوجه المختلفة من النشاط العقل والانفعالي والجسمي والحر کی التي تبدو في تعامل الانسان مع بيئته وتفاعله معها ، والتي تعكس تأثيره فيها وتأثره بها ، هي موضوع دراسة علم النفس • مباحث علم النفس :
نستطيع أن نجمل ما تقدم فنقول أن علم النفس يبحث في :
ا كل ما يفعله الانسان ويقوله أي كل ما يصدر عنه من سلوك حرکی او لفظی کالمشي والجري والاكل والكتابة والكلام والهرب والاعتداء والضحك والابتسام .
٢- كل ما يصدر عنه من نشاط عقلی گالادراك والتذكر والتخيل والتفكير والتعلم والابتكار :
و ۳- كل ما يستشعره من تأثرات وجدانية وانفعالية ، كالاحساس باللذة أو الألم ، و كالشعور بالضيق أو الارتياح ، بالحزن أو الفرح ، بالخوف أو الغضب ، و كل ما ينزع ويميل البه، أو يريده ، أو يرغب فيه ، أو ينفر منه :

أصول علم النفس  لـ  أحمد عزت 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget