الفيل الأزرق لـ أحمد مراد

الفيل الأزرق  لـ  أحمد مراد


منبه المحمول انتزعني من غياهب الثوم، راقدا على جانبي الأيسر ألفظ أنفاسي، قلبي منسحق في ضلوعي، صفراء معدتي تسلخ لقي والعرق يكسوني كملاكم في جولته الثانية عشرة..
مددت ذراعي سرا إلى المنضدة قلم تحرك تنميلا، تفضتها ليتدفق الأم فيها قبل أن ألتقط المحمول لأخرس إلحاح جرسه المستفز،
تحاملت لأجلس مقاوما كرات الاستيقاظ وداع شرعي من بقايا الكحول في أوردتي، جمرة مستعرة في مؤخرة رأسي تصب الحمم بين عيني، في مرآة الدولاب المواجه لمحتني، مأساة إغريقية لن تكون قدت ظهري فطقطقت فقراتي ألما قبل أن ألفف بیجارة الاستصباح وأنا أتأمل الماكينة الHarley Davidsons» «لون كريمي طراز «Fat Boy
۱۳۲ فرس؛ الرابضة بجانبي تحتضن المخدات بين ساقيها، ليلة أمس رؤع رئیر موتورها جيراني وترك لي ژکوبها شذا عليا، تأملت منحنياتها القياسية، منكبيها ناصعي البياض المرضعين بالتش، ځصلاتها التجرية العابقة بالكحول، وعدادي الشرعة المدللين اللذين تركت عليهما بصماتي..
الفيل الأزرق  لـ  أحمد مراد

مایا.. حالة الجو معك دائما.. صیقا کاریبیا.. على القمر ..
استحلبت نیکوتیني ثم أنزلت قدمي أتحسس بشبا ترخت فيه حتى المطبخ على صوت طقطقة گاچلي المعتادة في كل خطوة التقطت من الثلاجة زجاجة Meistern ترتجف، لا يفل “داع حول إلا الكحول! تجرعتها دفعة واحدة ثم أضفت الزجاجة بحرص إلى هرم الزجاجات الفارغة الذي أصدرت قرارا بتشييده منذ شهرين اليحيل اسمي تخليدا، بضع جاجات إضافية وأبلغ القمة! ملت مكعبات الثلج من الفريزر إلى الحمام، فتحت المياه بعدما وضعت السدادة ثم أفرغت يدي، امتلأ الحوض فدسست رأسي في المياه المثلجة قبضا لأوعيتي المحتقنة، محاولة دبلوماسية لإقناع الدم بالكف عن طرق رأسي، دقيقة وخبت الجمرة، ثم انطفأت، ژفرت أنفاسي في سبعة وثلاثين عاما معكوسة أمامي في المرآة ! ما يغير فيلا، لكنه يظل فيلا بمخرطوم! أما أنا فلا! گل سنة تمر ألقي في المرآة غريبا أبذل جهدا في استيعاب قسماته، مقارنة بصور الثانوية العامة؛ أنا لم أعد أمت لي بصلة! هذا بالإضافة لعوامل التعرية؛ ذقن تغزوها الشعيرات البيضاء باستحياء، أسنان تطمسها السجائر والقهوة بالتناوب، وعينان تزحف عليهما العروق الحمراء تزحف اللبلاب على الجدران..
موت خفيف... استسلمت لش بارد قبل أن أغرس قلم الأنسولين الرحيم في خذي، ثلاثون وحدة يعوضون تقاعس بنکریاس مخز ويحرقون






مقدما ما اسارمرمها من الشارع حتى الليل، سحقت شميطة في قطعة جبن وأنا أرمق ظرف خطاب الإنذار الملقي فوق المنضدة، أخرجت الورقة منه وتمشيت بعيني فوق كلماته اللزجات..
إنذار رقم ۲: «انقطاع عن العمل بدون إذن».. السيد بحی... ممم... وحيث إنك قد تعذيت المدة القانونية 150 يوما، منقطعا عن العمل بدون إبداء إذن تقبله الإدارة... ممم... فإن الإدارة مضطرة لاتخاذ... ممم.. وتطبق أحكام المادة ۹۸ من القانون 47 لسنة... ممم.. بالفصل النهائي... لعن الله الشئون القانونية وأحرق ملفاتها وشرد موظفيها؟
بترت قراءتي وكورت الجواب لألقيه في صندوق القمامة ليسقط كالعادة بجانبه، ثم دلفت غرفتي وفتحت الدولاب لألتقط ما أرتديه حين لمخت شترة قديمة تتواری مني في كن، تفضتها وجربتها فضولا فبدوت داخلها نحيلا كمطرقة الجرس للجرس، خلعتها ووضعتها في كيس وأكملت ارتداء ملابسي مجاهدا للعثور وسط القدم والتيه على جوربين من نفس اللون قبل أن أتجه لمايا النائمة على بطنها فتيلة طعنات اللذة، أرحت صلاتها من فوق أذنها ووسوست لها:
- مايا.. عندي مشوار لازم اروحه..
لم تتحرك ولم تفتح جفنيها، فقط أجابت بشفاه مبحوحة ملئها الألال:
- بتهزر.. استئى أما أصحا..

الفيل الأزرق  لـ  أحمد مراد 




إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget