النقد التطبيقي عند العرب لــ أحمد نتوف



تتناول هذه الدراسة جانبا من جوانب النقد العربي فتصد زاوية محددة من ميدان الحركة النقدية في القرنين الرابع والخامس الهجريين، وهي النقد التطبيقية والهدف العالم من ذلك هو أن تؤضل هذا النوع من النقد، وتكشف عن أنشطة التقاد المختلفة في إطار من الوصف والتحليل والتركيب والمقارنة، بما يخدم نقدنا العربي
القديم ،
ولا ريب في أن اقتصار البحث على مدة معينة من تراثنا النقدي العربي الواسع يجب الوقوع في مع التعميم والتعشف في إطلاق الأحكام، على أن هذا لا يعني أن البحث قد أحاط بالنقد التطبيقي عند العرب في بيئاتهم المختلفة خلال هذين الفرئين، وبحسب هذه الدراسة أنها ألقت ضوءة عليه من خلال أمثلة ونماذج نحكم غيرها.
وقد وقع الاختيار على هذا الموضوع لأسباب كثيرة أهمها: أن الإدراك الواعي لما كان الناقد التطبيقي يصنعه هو أول ما يقتضيه الاهتمام الجدي بدراسة النقد العربي؛ وأن تلاقح الثقافات الوافدة والثقافة العربية الإسلامية بدأ يعطي شمارة ناضجة في بداية القرن الرابع، فظهرت كتب تأثر أصحابها بالثقافة الوافدة
نقد الشعر القدامة بن جعفر، وأن هذين القرنين شهدا ظهور أبرز النقاد التطبيقيين، وفيهما نفث أهم الدراسات التطبيقية في التراث النقدي، ككتاب الموازنة للآمدي والوساطة للقاضي الجرجاني، والمنصف لابن وكيع، وقراضة الذهب






لابن رشيق، والمختار من شعر بشار للتجيبي ودلائل الإعجاز العبد القاهر الجرجاني ؛ وأن الاطلاع على هذا النقد التطبيقي يحقق قائدة خاصة لصاحب البحث، لأنه يشكل له ذخيرة هامة تعينه على أبحاثه المستقبلية المتعلقة بالنقد القديم الذي اختاره اختصاصا لنشاطه العلمي والفكري، ويحقق فائدة عامة، إذ بمهد الطريق أمام الباحثين لدراسة النقد التطبيقي ضمن بيئة ومدة محددتين ، ويضع معالم في طريق مجهولة يسهل بها العبور لمن يأتي من بعد.
وتأتي أهمية هذا الموضوع من أهدافه التي يتواها، ومن أهمها : بیان مذی التطابق بين النقدين النظري والتطبيقي عند العرب، على الرغم من أن التفريق بين النظرية النقدية وتطبيقها مصطنع، ولكنه ذو فائدة كبيرة، لأنه يوضح المبادئ التي يبني عليها القاذ أحكامهم، ويوضح طريقتهم ومنهجهم في أثناء العملية النقدية ، ومن أهدافه تحديد الأساس المعرفي وحقول العلم التي منحت الناقد ملكته النقدية وكونت ذوقه الأدبي .
ومنها تعرف شخصية الناقد التطبيقي من خلال نقده وإيضاح ضروب المهارة التي يتطلبها متميزا في ذلك من الناقد النظري.
وكذلك الوقوف على أدوات الناقد التطبيقي المختلفة، وأيضا معرفة الأصول العامة للنقد التطبيقي المتفقة مع الأصول العامة لبعض علوم العرب ؛ بغية وصف المكانة التي يتسنمها هذا النقد في البنيان المعرفي العربي؛ ومنها تمییز مناهج النقاد التطبيقيين؛ ذلك أن الباحثين في شتى فروع المعرفة يسعون إلى بيان مناهجها المختلفة لتسهيل وصول الفراء والباحثين إلى أصولها التي تقوم عليها، ومنها معرفة مدى استيعاب النقاد للنصوص الإبداعية في عصرهم أو قبله، وبيان أثر نقدهم في الحركة الإبداعية المعاصرة والتالية .

و قد قسم البحث إلى ثلاثة أبواب وخاتمة :
أما الباب الأول فينقسم إلى ثلاثة فصولي، تناول أولها النقد التطبيقي مصطلحة وبذورة ومصادر، وثانيها شخصية الناقد التطبيقي وأدواته، وثالثها النص بوصفه میدانة للدرس النقدي.
وأما الباب الثاني فينقسم إلى خمسة فصول مخصصة لمناهج النقد التطبيقي لدى نقاد القرنين الرابع والخامس، فالأول للمنهج الوصفي، والثاني لمنهج المقارنة، والثالث للمنهج التاريخي، والرابع للمنهج الاستقرائي، والخامس للمنهج التحليلي.
وأما الباب الثالث فينقسم إلى ثلاثة فصول تهدف إلى دراسة توجهات أولئك النقاد التطبيقيين؛ پدرس الأول النقد اللغوي عندهم، والثاني النقد الجمالي، والثالث النقد الأخلاقي والاجتماعي
وتحدث الخاتمة عن سمات النقد التطبيقي العامة، وأهم نتائج البحث.
اعتمدت الرسالة مجموعة من المناهج منها الاستقرائي في جمع المادة النقدية ، وكان الاستقراء موسعة وليس تامة، وكذلك المنهج التحليلي إذ وضع الباحث معايير التحليل المادة النقدية اتكأ فيها على قضايا النقد القديم إضافة إلى ما توصلت إليه الدراسات التي تبحث في المناهج وتؤصل للعلوم المختلفة ، واعتمد أيضا المنهج الاستنباطي في عرض نتائج كل فصل من فصول الرسالة .
وتقتضي الموضوعية والأمانة العلمية الإشارة إلى الدراسات النقدية التي خصصها أصحابها للنفد التطبيقي عند العرب، فقد وقفت على اثنتين قبل البدء بهذا الموضوع، هما: المتنبي بين ناقديه في القديم والحديث للدكتور محمد عبد الرحمن شعيب، والنقد التطبيقي والموازنات» لمحمد الصادق عفيفي ،

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget