الإسلام .. ما هو ؟ لـ مصطفى محمود

الإسلام .. ما هو ؟  لـ  مصطفى محمود



المشايخ أحيانا يباشرها الممثلون بإجادة أكثر من أصحابها .
والرايات واللافتات والمجامر والمباخر والجماعات الدينية أحيانا يختفي وراءها التآمر والمكر السياسي والفتن والثورات التي لا تمت إلى الدين بسبب .
ما الدين إذن ... ؟!
الدين حالة قلبية .. شعور .. إحسان باطن بالغيب .. وإدراك مبهم ، لكن مع إبهامه شديد الوضوء بأن هناك قوة خفية حكيمة مهيمنة

عليا تدير كل شيء
إحساس تام قاهر بأن هناك ذاتا ليا .. وأن المملكة لها ملك .. وأنه لا مهرب الظالم ولا إفلات جرم .. وأنك حر مسئول لم تولد عبنا ولا تحيا سدى وأن موتك ليس نهايتك .. وإنما سيعير بك إلى حيث لا تعلم .. إلى غيب من حيث جنت من غيب .. والوجود مستمر .
وهذا الإحساس يورث الرهبة والتقوى والورع ، ويدفع إلى مراجعة النفس ويحفز صاحبه لأن پیدع من حياته شيئا ذا قيمة ويصوغ من نفسه وجودا أرقی وترشي كل لحظة متحسبا لليوم الذي يلاقي فيه ذلك الملك العظيم .. مالك الملك .
هذه الأزمة الوجودية المتجددة والمعاناة الخلاقة المبدعة والشعور المتصل بالحضور أبدا منذ قبل الميلاد إلى ما بعد الموت .. والإحساس بالمسئولية والشعور بالحكمة والجمال
الإسلام .. ما هو ؟  لـ  مصطفى محمود

والنظام والجدية في كل شيء .. هو حقيقة الدين .
إنما تأتي العبادات والطاعات بعد ذلك شواهد على هذه الحالة القلبية .. لكن الحالة القلبية هي الأصل .. وهی عین اندین و کر
وجوهره ،
وينزل القرآن للتعريف بهذا الملك العظيم .. ملك الملون .. وبأسمائه الحسنى وصفاته وأفعاله وآياته ووحدانيته .
ويأتي محمد عليه الصلاة والسلام ليعطي المثال والقدوة . وذلك لتوثيق الأمر وتمام الكلمة .
ولكن يظل الإحساس بالغيب هو روح العبادة وجوهر الأحكام والشرائع ، وبدونه لا تعني الصلاة ولا تعني الزكاة
ولقد أعطى محمد عليه الصلاة والسلام الندوة والمثال للمسلم الكامل ، كما أعطى المنال للحكم الإسلامي والمجتمع الإسلامي ،، لكن محمد عليه الصلاة والسلام وصحبه كانوا مسلمين في مجتمع قريش الكافر .. فيبيئة الكفر ، ومناخ الكفر لم يمنع أيا منهم من أن يكون مسل تام الإسلام .
وعلى المؤمن أن يدعو إلى الإنسان ، ولكن لا يضره ألا يستمع أحد، ولا يضره أن يكفر من حوله ، فهو يستطيع أن يكون مؤمنا في أي نظام وفي أي بيئة .. لأن الإيمان حالة قلبية ، والدین شعور وليس مظاهرة . والبصر يستطيع أن يباشر الإبصار ولو

وقبض ، وأمل وحلم ، وفيما يلقى في القلب من خواطر و واردات .. حتى التكاد تتحول حياة العائد إلى حوار هامس بیته وبين ربه طول الوقت ..





حوار بدون کلمات ...
لأن كل حدث يجري حوله هو كلمة إلهية وعبارة ربانية ، وكل خير مشيئة ، وكل جديد هو سابقة في علم الله القديم .
وهذا الفهم للمشيئة لا يرى فيه المسلم تعطيلا حريته، بل يرى فيه امتدادا لهذه الحرية .. فقد أصبح يختار بربه ، ویرید بر به ، ويخطط بربه ، وينفذ بربه .. فالله هو الوكيل في كل أعماله ،
بل هو يمشي به ، ويتنفس به ، ويسمع به ، ويبصر به ، ويحيا به ، وتلك قوة هائلة ومدد لا ينفد للعابد العارف كادت أن تکون بده يد الله وبصره بصره ، وسمعه سمعه ، وإرادته إرادته .
إن نهر الوجود الباطني داخله قد اتسع للإطلاق .. وفي ذلك يقول الله في حديثه القدسی :
ولم تسعني سماواتي ولا أرضى ووسعني فب عیدی المؤمن »


الإسلام .. ما هو ؟  لـ  مصطفى محمود 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget