رجلتى من الشك الى الإيمان لــ مصطفى محمود

رجلتى من الشك الى الإيمان  لــ  مصطفى محمود


كان ذلك من زمن بعيد لست أذكره . ، ربما كنت أدرج من الثالثة عشرة إلى الرابعة عشرة وربما قبل ذلك .. في مطالع المراهقة .. حينها بدأت أتساءل
في تمرد ؛
- تقولون إن الله خلق الدنيا لأنه لابد لكل مخلوق من خالق ولابد لكل صنعة من صانع ولابد لكل موجود من موجد .. صدقنا وأمنا .. فلتقولوا لى إذن من خلق الله .. أم أنه جاء بذاته .. فإذا كان قد جاء بذاته وصح في تصوركم أن يتم هذا الأمر .. فلماذا لا يصح في تصوركر أيضا أن الدنيا جاءت بذاتها بلا خالق ويتى الإشكال .
كنت أقول هذا تصفر من حولي الوجوه وتنطلق الألسن تمطرني باللعنات وتتسابق إلى اللكمات عن يمين وشمال .. ويستغفر لى أصحاب القلوب التقية ويطلبون إلى المدى ،، و يتبرأ مني المتزمتون ويجتمع حولي المتمردون .. فتغرق معة في جدل لا بنى إلا ليبدأ ولا يبدأ إلا ليسترسل
وتغيب عني في تلك الأيام الحقيقة الأولى وراء ذلك الجدل . إن زهوي بعقلي الذي بدأ بتفتح وإعجابي بموهبة الكلام ومقارعة الحجج

التي انفردت بها .. كان هو الحافز دائمة .. وكان هو المشجع.. وكان هو الدافع .. وليس البحث عن الحقيقة ولا كشف الصواب
لقد رفضت عبادة الله لأني أستغرقت في عبادة نفسي وأعجبت بومضة النور التي بدأت تومض في فكرى مع الفتاح الوعي وبداية الصحوة من مهد الطفولة ،
كانت هذه هي الحالة النفسية وراء المشهد الجدلي الذي يتكرر كل يوم .
وغابت على أيفتة أصول المنطق وأنا أعالج المنطق ولم أدرك أني أتناقض مع نفسي إذ أعترف بالخالق ثم أقول ومن خلق الخالق فأجعل منه مخلوقة قي الوقت الذي أسميه فيه خالق وهي السفسطة بعينها .
ثم إن القول بسبب أول للوجود يقتضي أن يكون هذا السبب واجب الوجود في ذاته وليس معتمدة ولا محتاجة لغيره لکی پوجد ، أما أن يكون السبب في حاجة إلى سبب فإن هذا يجعله واحدة من حلقات السيبية ولا يجعل منه سية أول .
هذه هي أبعاد القضية الفلسفية التي انتهت بأرسطو إلى القول بالسبب الأول والمحرك الأول للوجود .
ولم تكن هذه الأبعاد واضحة في ذهني في ذلك الحين.
ولم أكن قد عرفت بعده من هو أرسطو ولا ماهي القوانين الأولى للمنطق والجدل .
واحتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب والاف الليالي من الخلوة والتأمل والحوار مع النفس و إعادة النظر ثم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطريق الشائكة من الله والإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب اليوم من كلمات على درب اليقين .






لم يكن الأمر سهلا .. لأني لم أشأ أن آخذ الأمر مأخذا سهلا
ولو أني أصغيت إلى صوت القطرة وتركت البداهة تقودني لأعفيت نفسي من عناء الجيل .. ولقادتني الفطرة إلى الله .. ولكني جئت في زمن تعقد فيه كل شيء وضعف صوت الفطرة حتى صار همسا وارتفع صوت العقل حتى صار الحاجة وغرورة واعتدادة ، ، والعقل معذور في إسراقه إذ يرى نفسه واقفة على هرم هائل من المنجزات وإذ يرى نفسه مانحة للحضارة بما فيها من صناعة وكهرباء وصواريخ وطائرات وغواصات وإذ يرى نفسه قد اقتحم البر والبحر والجو والماء وما تحت الماء , فتصور نفسه القادر على كل شيء وزج بنفسه في كل شيء وأقام نفسه حكمة على ما يعلم ما لا يعلم .
وغرقت في مكتبة البلدية بطنطا وأنا صبي أقرأ لشبلي شميل وسلامة موسي وأتعرف على فرويد ودارون .
وشغفت بالكيميا والطبيعة والبيولوجيا .. وكان لي معمل صغير في غرقی أحضر فيه غاز ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت وأقتل الصراصير بالكلور وأشرح فيه الضفادع ،
وكانت الصيحة التي غمرت العالم هي ،، العلم ، ، العلم ، و العلم .. ولا شيء غير العلم ،
النظرة الموضوعية هي الطريق . الترفض الغيبيات ولنكف عن إطلاق البخور وترديد الخرافات ،
من يعطينا ديابات وطائرات ويأخذ منا الأديان والعبادات ؟؟ وكان ما يصلنا من أنباء العلم الغربي باهرة يخطف أبصارنا وكنا نأخذ عن الغرب كل شي .. الكتب والدواء والملابس والمنسوجات والقاطرات والسيارات حتى


رجلتى من الشك الى الإيمان  لــ  مصطفى محمود



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget