أكذوبة اليسار الإسلامى لـ مصطفى محمود

أكذوبة اليسار الإسلامى  لـ  مصطفى محمود


تاريخ الشيوعية مع الدين تاريخ مثير يستحق التحليل والتأمل فالمذهب الماركسي في أصل منهجه برفض الدين والغيبيات ولا يعترف بإرادة أو مشيئة خارجة عن الكون المادي ، و يرى أن الكون المادي يفسر نفسه بنفسه بدون حاجة إلى افتراض قوة إلهية مسابقة على الوجود .. وأكثر من ذلك يرى أن الدين عقبة في سبيل التطور وأنه أفيون ومخدر وقوة رجعية معطلة تؤدي بالطبقات الكادحة إلى
الرضا والقناعة والتوم على حرمانها ، في انتظار جنات وهمية في الآخرة ، وأن الدين هو الحليف الطبيعي للإقطاع والرأسمالية وأنه يعطى الأغنياء سندا شرعيا بليا على
حين يقيد الفقراء بقدرية لا فكاك منها .. ولهذا بدأ تاريخ الشيوعية بالحملة على الدين وعلى رجال الدين فهدم ستالين الكنائس واعتقل الرهبان وطارد القساوسة وألغي التعليم الديني من المدارس واستبداله بتدريس الإلحاد وجعل من الإلحاد شرطا أساسيا للعضوية في الحزب .. وظل هذا هو الحال حتى واجه ستالين مشكلة مصيرية في حربه مع الألمان قلبت جميع الموازين .. حينما رأى الفلاح الروسي على ظهره للعدو
أكذوبة اليسار الإسلامى  لـ  مصطفى محمود

ويول الأدوار .. فلماذا يحارب ولاذا يموت إذا كان قائده الأعلى بقول، له .. إنه لا آخرة ولا بعث بعد موت .. ولا امتیاز لشهيد على سالن ، وإنما الكل ذاهب إلى التراب .. ثم يدافع عن ماذا وعن من ... الشيوعية مذهب الدولة الرسمي ترى أن الوطنية رجعية والقومية تخلف الذهب كل شيء إلى الجحيم إذن.. ما دام الشجعان والحيناء قد استووا في رقدة الموت التي لا قيام بعدها ولا حساب ولا سؤال ولا كرامة
أمام هذا التخاذل الخطير رأی ستالين نفسه مضطرا ليعيد الحماس إلى هذا الفلاح أن يعود فيعترف بالوجود الضروري للكنيسة وأن بفتح أبواب الكنائس الصلاة ، وأن يرفع الاضطهاد عن رجال الدين وأكثر من هذا بشجع الشعور الوطني والقوى .. فعل هذا مضطرا برغم تناقضه مع جوهر تفكيره کشیوعی مارکسی .





وتغيرت التعلمات القادمة من موسكو إلى جميع الخلايا السرية في كافة البلاد بعدم فتح معركة مع الدين وبالتنبيه على الجميع بترديد الجواب التقليدي .. إن مسألة الذين غير مطروحة في الأيديولوجية الماركسية .. وأن الشيوعية لا تتعرض لمسألة وجود الله .. وإنما هدفها قضية العدل الاجتماعي ومحاربة الاستغلال .. وأن الأممية ليست ضد الوطنية
ثم خطت الشيوعية بعد ذلك خطوة أكثر إيجابية حينما وجدت أن هذه السلبية من جانبها لم تثمر المهادنة المطلوبة. بينها وبين الدين فسمعنا عن بعثات للحج تخرج من موسكو وسمعنا عن الرفيق محمدوف يلقي خطبة الجمعة من مسجد ازبکستان وقرأنا عن المفتي عبد الرحمانوف يهدی مصحفا شريفا إلى هذا الزائر المسلم أو ذاك . الا

ثم رأيناهم لا يكتفون بمحاولة التودد للمسلمين ، بل رأيناهم يتجاوزون هذا إلى محاولة الزواج السفاح بالإسلام ، فسمعنا عن الجماعة الماركسية الإسلامية في إيران ثم رأينا الرفاق الحجاج في مصر وعلى رأسهم الحاج
خالد محي الدين يقودون المسيرة الماركسية وقد ليسوا لنا لباسنا وقرأنا الفلاسفتهم بكتبون عن اليسار في الإسلام .. وأصبح الشعار الحديد .. نحن نختلف مثلكم مع الفلسفة الماركسية ولكننا نؤمن بالمنهج الماركسی الاجتماعي وهو لا يتعارض مع الدين .. فتعالوا يا إخوان إلى كلمة سواء نأخذ من ماركس ما يوافقنا وندع ما يتناقض وتراثنا وتقاليدنا . ونسي الرفاق أو تناسوا أن الماركسية فكر شمول إذا أخذت بعضه ورفضت بعضه فقد هدمته لأنه كل مترابط مناسك .. ثم ماذا تأخذ وماذا ندع إذا كان صلب المنهج الاجتماعي الماركسي وهو
ملكية الدولة لوسائل الإنتاج ، وهو ما تعرفه عندنا بالتأميم والقطاع العام قد جربناه وطبقناه وانتهى باقتصادنا إلى الحراب .. فإذا رفضنا هذا البند وعدنا إلى الانفتاح وسمحنا بالاستثمار الفردي واعترفنا بالقطاع الخاص
کفرورة لا يتوازن الاقتصاد بدونها .. فاذا بقي من المنهج الماركسی الأخذ منه وندع .. وماذا يتبقى لنا ولكم من علاقة بهذا الفكر .
ولكنها مخادعة .. وتمويه .. ومهادنة مؤقتة .. سببها العجز والفشل والعقم الأيديولوجي وهزيمة الماركسية في جميع المواقع التي التحمت فيها بالدين .. فلم يبق لها إلا تغيير الملابس والتمويه بالشعارات واستبدال العداوة القديمة بالغراميات المفتعلة ... أو ما يسمونه في قاموسهم باستراتيجية المرحلة .. وهو اللفظ الحديد الهدب للنفاق والانتهازية


أكذوبة اليسار الإسلامى  لـ  مصطفى محمود 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget