العشق لـ عادل صادق

العشق  لـ عادل صادق



الجنازة
رأى الجنازة تتقدم في الاتجاه المعاكس . فصدر إليه أمر من داخله ليعبر الطريق ويلحق بالجنازة ، وينتظم في صفوفها . لم يكن يعرف احدا من المشيعين ؛ بل لم يكن يعرف الميت ذاته . سال عنه فقالوا له : شاب صغير مات فجأة ، مهندس .. حديث التخرج . كان ينوي الزواج في الاسبوع القادم من بنت زى القمر .
لوی شفتيه وانفصل عن الجنازة وعبر الطريق ومضى إلى حال سبيله.
الحياء
تحت مظلة تشابك عيدان الذرة الكثيفة ، رآهما معا على فراش من طين . تسلی بمراقبة إنهاكها . وبعد انتهائها فوجئت المرأة به فانطلقت كصاروخ . أما الرجل فبهت في البداية ثم نظر إليه شزرا وقال له بجفاء : أنت لا حياء لك.
خاب ظنها دخل العيادة رجل طويل عريض المنكبين ، وجهه قاس ، يشع
العشق  لـ عادل صادق

رجولة خشنة ، صوته غليظ ، وشنبه أكثر غلظة . جاء يشكو من الضعف الجنسي . نسينا أن نقول أن هذا الرجل كان بصحبته إمرأة يبدو من عينيها أنها لعوب .
أحاسيس بشرية
قمت أنا وامرأتی برحلة إستكشاف . ذهبت بها إلى خارج حدود الكون حيث اللازمان واللامكان . ولكن عيني لم تحط بشيء ، وإذنی لم تفهم شيئا ، وعقلى لم يستوعب شيئا. ورغم أننا كنا نبدو كاللاشيء أمام اللامتناهی وتحت مظلة المطلق إلا أنني كنت أشعر بذاتي وأنا مسك بامرأتي ، وهمث هی لی انها في قمة تكاملها .
تحسست قلبها فوجدته ينبض ، وتحسست هي نبض قلبي . شعرت بدفء أنفاسها وشعرت بحرارتی فتعانقنا ، شملنا حسب ، وانبعثت فينا رغبة ، وتخلقت مني ومنها ثمرة . ولذلك اضطررنا للعودة بثمرتنا حيث الزمان والمكان ، ولم نكرر هذه الرحلة بعد ذلك .
اللاعودة
سار خلف النعش متقدمة الصفوف بقلب غير قادر حتى على الحزن. وحين واري جثمان والده التراب كانت الفكرة قد اختمرت تماما في ذهنه مما أدخل عليه بهجة غير متوقعه في مثل هذه الظروف . لقد قرر ألا يعود . انصرف المشيعون وتخلف هو عن أشقائه بحجة محاسبة






التربي . وبعد أن أجزل له العطاء ليغريه بما هو آت أخبره بطلبه . وذهل : التربي ، وإن استطاع أن يداري ابتسامته في صدره ويمنعها أن تتحول إلى ضحكة عالية لاتتناسب أيضا مع الموقف . وحين لاحظ الجدية والإصرار في عينيه التفت حوله فلم ير احدة بعد انصراف المقرئين فقرر بحكم تكوينه - استغلال الظروف .
بدا با المفاوضة على الثمن ، وانتهى الأمر بأن يأخذ كل ما في جيوبه بل جيوبه ذاتها طالما أنه لن يعود . وارتاح صاحبنا لوصوله للاتفاق النهائي ، وقرر بدء التنفيذ فانطلق إلى داخل المدفن ليخلع ملابسه وأحضر له و التربی ) ملاءة ليلفه بها بدلا من الكفن . وخطر في ذهنه شيء عن أولاده. كان لابد أن يعد لهم بعض الترتيبات حتى لا يتعرضوا للمشاكل والتعقيدات وخاصة أنهم لن يعثروا له على أثر وفي نفس الوقت لن يعتبروه میتة إلا بعد وقت طويل . وفكر في الاستئذان من
التربی، بعض الوقت لمعالجة موضوع أولاده ولكنه وجده منهمكا في فتح التربة فتراجع عن فكرة الذهاب لأولاده إذ خشي أن ينقض «التربيه الاتفاق إذا هو تركه بعض الوقت ، فقرر أن يكتب لأولاده خطابا يوضح لهم الترتيبات الملائمة ويوقع لهم بعض الأوراق على بياض بتاريخ سابق ليستغلوها كيف يشاءون . ثم تذكر أمه التي ترملت قبل ساعتين وكيف أنها تعتمد عليه مادية هي وشقيقاه اللذان يصغرانه وأنها تتلقى هذه المساعدات سرة بعيدة عن عيني زوجته . فقرر أن يكتب لها شبكة بربع أمواله بالبنك ويرسله لها ، وهذا يكفي للإنفاق عليها مدى



العشق  لـ عادل صادق



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget