فن الإغواء لــ روبرت غرين


فن الإغواء  لــ  روبرت غرين


لطالما دار الحديث بيني وبين الرفاق عما تريده الفتاة و كيفية الوصول إليها والحصول عليها وعدم خسارتها بعد ذلك، وعن كيفية المحافظة على الوقار والقيمة الذاتية أثناء كل هذا الكدح.
فكان شأننا في ذلك شأن جميع الفتية في المدارس الذين لا ينستی لهم رؤية الفتاة إلا إذا وقفوا كالبله أمام مدارس البنات عند انتهاء
الدوام أو فلينحرموا حتى من النظر إذا كانوا يخجلون من ممارسة ولادية كهذه.
وكنا نعلل النفس بالأماني وتقول بأننا عندما نتحرر من المدرسة وندخل الجامعة فإننا سنحظى بكل الفتوحات الغرامية والعلاقات السعيدة التي طالما حلمنا بها. لكن في الوقت الذي دخلنا فيه الجامعة فإن الحواجز النفسية التي تشكلت عبر سنوات الكبت كانت أكثر منع من جدران المدرسة الإسمنتية. ولم تسعفنا لا تجربتنا الضحلة في هذا المجال ولا ذخر الثقافة الشعبية التي قوامها قليل من المقولات الجاهزة والأقوال السائرة، وجربنا كل وصفات التقرب إلى الفتاة؛ فمن لعب كمال الأجسام حتى صارت أجسام بعضنا كتماثيل آلهة الإغريق في تناسقها وجمالها إلى الاعتناء المفرط بالمظهر والشعر والهندام إلى التواجد الدوري في الأماكن التي يكثر فيها وجود الفتيات إلى ركوب السيارات الفخمة. وأثبتت هذه الجهود المضئية عقمها إذ لم يحكم شيئا علاقة معظمنا بالإناث سوى قانون الاعتباط المحض والصدفة. ونتيجة لهذا فقد تحولت صورة الأنثى في أذهان العديدين من المخلوق اللطيف الذي يعد بسعادة غامرة إلى ذلك الكيان المتقلب الذي تناقض أفعاله أقواله ولا يصرح ظاهره بما يعتمل في باطنه حتى صار لغزة يستهلك طاقة الشاب أولا في محاولة تصوره عبئة وثانية في كرهه نتيجة

لذلك، وكأنه لم يوجد إلا ليقدم لنا الأحجبة تلو الأحجية والمعضلة تلو المعضلة ولغيرنا كل ما تمتيناه يوما
ألم يكن من الأجمل لو كان هنالك كتاب يكشف أسرار النفس الإنسانية وأسرار التواصل ما بين الجنسين کي يوفر كل هذا الشفاء ويزيل الاضطراب الذي تضطرب به خلجات الكثيرين في علاقتهم مع نصفهم الآخر؟ و محو سوء الفهم والتردد والارتباك والحيرة ويعصف بكل العقد التي تراكمت عبر السنين وكأنها لم تكن بوع؟
هذه كانت أمنيتي گمراهق؛ إذ كنت أقول لرفاقي: آپولو كان هنالك کتاب بهذا الخصوص في أحفظه! و کوته لا يوجد فإني سأؤلف مثل هذا الكتاب, لكن لم أستطع أن أشرع في مثل هذه المحاولة، كوني أنا نفسي لم أكن أعرف كيف أغوي ونصيبي في لعبة الإغواء ليس مما يباهي به، لذا فبدأت بمحاولة اكتشاف وتعلم مبادئ هذا الفن كي أعلمه فيما بعد فأصبت حينة وأخطأت أحيانا، وأصابني التردد والشك؛ فلجأت إلى من يزعمون أنهم أساتذة في هذا المضمار قوجدت حيرة أعمق من حيرني وتخبطة أكبر من تخطي ويقينا لا يتم إلا عن الجهل والتمسك بالمألوف، لذا فقد قررت أن ألجأ إلى الكتب، فأخذت أنقب في روائع الأدب علي أجد بين شجونها قانونا يحكم النفس الإنسانية أو وجهة من وجوهها أو سيه كونيه خالدة فاكتشفت الآلي من الحكمة لكنها كانت كلالي البحر تنتظر من يستخرجها ويجمعها في عقب جميل ومن ثم رحت أقرأ في كتب علم النفس والاجتماع فاستفدت فائد جئة لكني لم أجد ضالتي تماما إذا لم يكن ولا کتاب منها يتعامل بشكل مباشر وشمولي مع مسألة الإغواء، ثم فطنت إلى كتب لغة الجسد بعد أن أعياني التضارب ما بين الأقوال والأفعال وبين ما يصرح به اللسان وبين ما يقهر في صفحات الوجه والإيماءات, لكن كل هذه الكتب كانت تمز موضوع الإغواء مرور الكرام دون تعنت أو إحاطة حتى صرت أعتقد أن هذا الموضوع الأكثر تعقيدا من أن تنظمه القوانين وبالتالي لا يمكن أن يؤلف كتاب عنه، وهكذا صار الحلم يخبو رويدا رويدة
حتى انزوي في مكان مظلم من الذاكرة شأنه في ذلك شأن كثير من أحلام الصبيا التي بنخلى عنها أصحابها بعد أن يستوها بالأهواء والمروات. عندها فقط، وبمحض الصدفة، رأيت کتاب فن الإغواء، باللغة الإنكليزية، في






مكتبة أنطوان في لبنان، فأمسكت به وتلست أحرفة الذهبية الناقرة كمن يتحتم کنزا وقلت لنفسي هل يعقل أن الحلم قد تق وأن هنالك فعلا مثل هذا الكتاب ؟!! فاشتريته على الغور و محلات به إلى منزلي ورحت أقرأ
وإذا به كلما قرأت صفحة منه، حضرتني صفحة من ماضي وتجربتي، واكتشفت قلة معرفي و بطلان كثير من الآراء الراسخة التي كنت أعتنقها وأعلنها بإيمان، فقلت لنفسي آن الأوان لأن أفي بوعدي لأصدقائي ولأن تتحول الأماني إلى حقائق
وكان قد تجلى لى ظهر السين مدى استفحال عقد الكبت والتشج في مجتمعاتنا العربية التي تذخر بالعلاقات ومدى تقلع الأسباب ما بين الرجال والنساء، وأدركت أن مشكلة الإغواء ليست مجرد صعوبات بلاقيها بعض المراهقين في التواصل مع نصفهم الآخر في مرحلة عابرة من حياتهم وإنما هي هاجي يؤرق مضجع السواد الأعظم من شبابنا العربي ومصدر تعاسة كبيرة ليس لها أي ميزر او مسوغ،
فكم من طالب يرسب كل عام أو يفشل ومرة فشله هو الفشل بالإغواء أو الجهل به، وكم من شخص توقف نموه النفسي أو تأخر بعيد صدمة عاطفية ، وكم يعاني من لا يتمتع بمهارات الإغواء من شعور طاحن بالنقص والتقصير؛ وكم من زوجين لا يجمع بينهما إلا الأمر الواقع وأحكام الضرورة ولا تشدهما إلا تيارات المل؛ وکم تواضع نجاح الكبيرين نشيح الافتقادهم لهذه المهارة أو تلك من مهارات الإغواء؛ وكم وكم وكم..
وهكذا قررت أن أحصل على حقوق الترجمة والنشر باللغة العربية با فابتدأت تفاوض مع دار النشر الأمريكية التي أطلقت هذا الكتاب ؟ وتمخضت المفاوضات عن دار المنهر وهذا الكتاب الذي بين أيديكم
في الإغواء لا يتطلب أن نستنبط أو تخشع ولا أن تخلق شيلة من لا شيء وإنما أن تكشف ما هو موجود أساسا، الفرق ما بين المغوي وخير المعوي كالفرق بين الألماس والفحم كلاهما مكون من نفس المادة، ذرات الكربون، لكن الألماس ترتبت ذاته بطريقة مختلفة عن الفحم وتبلورت، هذا الكتاب مپساعدك على إعادة ترتيب مكوناتك النفسية وعلى إجراء عملية

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget