الغد المشتعل لـ مصطفى محمود

الغد المشتعل  لـ  مصطفى محمود



حکام إسرائيل ينظرون إلى العالم الإسلامي من فوق .. فإذا أبدت بی نظیر بوتو رئيسة باكستان رغبتها في زيارة غزة ولم تأخذ إذن رابين ، أستنكر رابين وأظهر استياءه بأشد العبارات وأكثرها عجرفة وكان غزة ضيعته الخاصة ، وكأن دولة باكستان قرية غير معلومة على الخريطة .
ومازال رابين رافضا للتنازل عن الجولان ، فكل أرض عربية هي أرضه إلى آخر لحظة .. وكل إسرائيلي يريد أن يأخذ قبل أن يعطی.
وهم قد جعلوا من الحرم الإبراهيمي جيتو يهودي .. لليهود فيه الثلثان .. وللمسلمين الثلث .. دون اعتبار إلى أن إبراهيم أبا الأنبياء لنا فيه مثل ما لهم.
والأصل في تفكيرهم أنه لا اعتبار للمسلمين ولا لحقوقهم ، وأن العلو لهم وحدهم فهم الجنس المختار عند الله .
والصهيونية عندهم في السماء وفي سواد عيونهم وهي حرم
الغد المشتعل  لـ  مصطفى محمود

الايمس ، إذا طالها قلم بسوء أطلقوا زبانيتهم خلفه ليستأصلوا شأفته
أما الإسلام وكتابه ونبيه وشرائعه فهی ترکه مستباحة ، إذا اعتدي عليها معتد فتحوا له أبواب دور النشر وانهمرت عليه الجوائز وكتبت صحفهم تمجده وتشيد به ورفعه نقادهم إلى الصدارة.
ولإسرائيل وأمريكا وأوروبا في هذا الموقف من الإسلام استراتيجية واحدة وجبهة واحدة ورجل واحد ( وسلمان رشدی ونسرين تسليمه مثالان )
وهم يصدرون في مواقفهم عن يقين ثابت أنهم يمثلون العلم في هذا العصر ، وأن المسلمين يمثلون الجهل والرجعية والتخلف . (والمسلمون في حالهم الذليل يوافقونهم ) .
وإذا كان هذا هو ظاهر الحال .. فإنه لا يمثل كل الحقيقة .. فعلوم الكيمياء والكهرباء والذرة والالكترونيات التي سبقنا فيها الغرب ليست كل العلم ، وإنما هي علوم الظاهر من أمور الدنيا. وقد قال عنهم ربنا ساخرا بهم ، مهونا من شأنهم
يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون» (۷ - الروم ) .
فعلمهم الظاهر لا يساوي شيئا في العلم العظيم المكنون عند الله
والمسلم الحق الذي عنده علم الآخرة وعنده العلم بالله وهو أشرف العلوم ( فالله هو أشرف معلوم على وجه الأطلاق ) .. هذا المسلم قد جهل مقداره ونسی شرف العلم الذي انفرد به .. هذا المسلم قد أقبل عليه الذل من كل جانب لأنه غفل عن الدرجة الرفيعة التي خصه الله






بها بصفته الداعي إلى الله على بصيرة، وبصفته الحامل لأشرف العلوم.. العلم بالله . . وهل كان شرف محمد عليه الصلاة والسلام وسيادته على كل
البشر إلا في هذه الدعوة على بصيرة وهذا العلم الرفيع .. فما كان محمد عالما في الكيمياولا عالما في الذرة والالكترونيات ولا خبيرا في الصواريخ .. وإنما كان يعلم من الله ما لا يعلم كل هؤلاء
وهذا حال الوارث المحمدي والمسلم الحق في هذا الزمان ، فهو حامل الراية وحامل شرف الرسالة .. ولا يصح أن ينبهر المسلم بعلوم الظاهر ، ولا أن ينسحق قلبه أمامها، فهی علوم سهلة يمكنه أن يحصلها ويتفوق فيها دون عناء .. والمسلمون الذين طلبوا تلك العلوم حازوها وتفوقوا فيها بلا مشقة وهم أساتذة كبار في أمريكا وأوروبا ولهم مكانتهم .
ولكن العلم بالله هو ذروة كل العلوم وأشقها وأبعدها منالا. . وهو علم شريف عظيم لا يبوح بأسراره إلا لأهله وخاصته .
والمسلم الذليل في هذا العصر هو المسلم الجاهل لشانه ، الغافل عن رتبته ، المحتقر لما في يده من صلاحيات .. النائم عن دوره المتكاسل عن رسالته .. ولو فطن إلى العلم المودع في قلبه لرفع رأسه عاليا ولاختلف حاله .
وشتان بين عالم بالحيوان وعالم برب الحيوان . هذا علم هام ، وذاك علم أهم.
. هذا علم دونی ، وذلك علم سيادي. و انا


الغد المشتعل  لـ  مصطفى محمود 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget