الأفيون لـ مصطفى محمود

الأفيون  لـ  مصطفى محمود



اللهم يا جامع الشتات، ويا مفرج الكربات، ويا محبی العظام الرفات..
اللهم يا مهد الكرامات.. ومنزل الآيات البيئات.. اللهم أسألك بحق أبا تك أن تجود على بقضاء حاجتي ،، وتجعل ليلى الداجی نهارا جهارا.. وتنفخ لي في هذا التراب ذهبا نضازاد
اللهم بحق أسائلك. بحق گلاتك.. گھبعض،، کهیعنصاد
کهعنهاد، الأضداد تخرج من الأضداد من النار الرماد.. من الرماد خلق العباد فلنكن مشيئتك بأن يكون ذلك الرماد نا بإذنك، با واحد.. يا أحد.. با صمد یاکریم،، جواد، کهیعتماد..
كان الرجل المضيم الشاحب ذو الوجه الثرابی پتلو هذه التعزيمة على البوتقة التي يضعها على النار ومزج بها مقداری عشر فمحات من التوتيا الحمراء مثل وزنها من الألمونيوم ويضيف إليها ۲۱ فمحة من الصابون التايلسي.. تماما کا ورد في كتاب « سحر الكهان في تحضير الجان . في باب
الأفيون  لـ  مصطفى محمود

صناعة الذهب.. وبعيد كل تفليية للمزيج كان يصرخ بأعلى صو نهی، گریم.. جواد.. کهیعناد..
وللمزيدك معرفة بالرجل تقول لك إنه محمد عبد المقصود الهادي المهدیه لبس شيخا كما يتبادر إلى الذهن، ولكنه أفئدی، باشكاتب في أرشيف وزارة الأوقاف.. رجل كالح البشرة, ترابي اللون في لون الدوسيهات المقبرة التي يكدسها كل يوم على مكتبه، عيناه جاحظنان على الدوام.. سنه 40 عاما.. ومع ذلك فهو يبدو في السبعين ربما بسبب شعر لحينه الذي ينمو مرسلا بغير نظام. ورما بسبب الهم والفقر وكثرة العيال.. فهو أب لسنة من العيال معظمهم مرضى أغلب أيام السنة..





والذي تعرفه الآن من تاريخ حياته أنه منذ أكثر من ۲۵ سنة كان طالبا نجها.. وأنه دخل كلية الحقوق.. وكانت اله حينذاك أحلام عريضة في مستقبل باهر في المحاماة بشق به طريقه إلى الأسم المرموقي
ولكنها كانت مجرد أحلام لم تدم أكثر من سنة اضطر بعدها أن يهجر دراسته ليبحث عن عمل.. فأبوه الشيخ عبد المقصود المادي المهدی صاحب مكتبة المهدي بزقاق الصنادقية بالأزهر سنط مشلولا.. نزلت عليه النقطة

كما يقول العوام فترك مكتبته، ومن يومها قل الوارد وانقطع البيع والشراء، وتدهور حال الأسرة
وكان لابد أن يبحث محمد عبد المقصود وهو كبير العيلة عن وظيفة لسد رمق الأفواه التي لا تكف عن طلب الطعام..
وهكذا استقر به المطاف في وظيفة بالدرجة الثامنة في مكتب بأرشيق وزارة الأوقاف.. ووضع كل مستقيله على الرف..
ومنذ ذلك التاريخ وهو قايع هناك هو وأحلامه مع الأوراقي الدشت
ولكن محمد عبد المقصود لم يقطع صلته بالعلم طوال هذه السنوات.. شكرا للركن الهادئ تحت المصباح الجاز في مكتبة الصنادقية التي ورثها عن أبيه، واتخذ فيها مجلا يقضي فيها أوقات فراغه بدلا من إنفاقها في المقاهي،، وشكرا لطباع التلميذ التجيب التي ظلت تلازمه والطموح الذي ظل يدفعه دائما التقليب أي كتاب يقع تحت يده والاستغراق في صفحاته..
وفي مكتبة المهدی غرق عبد المقصود في عشرات الكتب الصفراء أمثال : مجربات الديربي الكبير.. الإلهامات الربانية، تسخير الشياطين في وصال العاشقين.. بردة


الأفيون  لـ  مصطفى محمود 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget