المرأة مشكلة صنعها الرجل لـ نبيل فاروق
هذا الكتاب ظاهرة فريدة، في عالم الدراسات الأدبية
وهذا لا يعود في الواقع إلى فكرته، التي طالما نوقشت في أكثر من مجال، ولا إلى عبقرية كاتيه -لا سمح الله - ولكنه يعود إلى أن هذا الكتاب، الذي نشرت فصوله مسلسلة في سلسلة (كوكتيل ۲۰۰۰)، التي أتشرف بكتابتها، والتي تصدرها المؤسسة العربية الحديثة)،
فقبل أن أكتب سطرا واحدا من الكتاب، طرحت فكرته وعنوانه، علی صفحات (كوكتيل ۲۰۰۰)، کتنويه عن بدء ظهوره، في الكتاب التالي من
مجرد عنوان.. (المرأة مشكلة.. صنعها الرجل).. العنوان وحده استفز مشاعر الطرفين بشدة. المرأة.. والرجل..
وفوجئت بسيل من الخطابات الغاضبة، والثائرة، والمحبذة، والمؤيدة والمهاجمة، والمعترضة..
الرجال اعترضوا على أن تكون لهم أدنى علاقة بمشكلة المرأة وأصروا على أنها المسئولة عن كل ما تفعله، وانها سيب كل مشکلات
الدنيا، بل وراح البعض يتحنث باعتبار أن المرأة جنس أدني، لا ينبغي أن يكون له ای وجود، متناسية أن من انجبته امرأة، وليست رجلا..
أما النساء، فقد اعترضن على كونهن مشكلة من الأساس، واتهمن الرجل بأنه مخلوق غبي، أناني، متوحش، لا يدرك قيمتهن واهميتهن في الحياة..
المرأة مشكلة صنعها الرجل لـ نبيل فاروق
بالتأكيد كانت هناك أصوات عاقلة من الجنسين ولكنها ض اعت وسط صرخات المتعنتين والغاضبين والمعترضين..
ولكن المهم، في كل هذا، هو أن مجرد عنوان، أثبت أن العلاقة بين الذكر والأنثى لم تعد هادنة بسيطة، أو تسعى للمودة والرحمة، بل صارت حربية شعواء، يسعى كل طرف فيها إلى تأكيد ذاته بانتصار ساحق ماحق، لا يتبقى للخصم بعده موی الانكماش والعار والعبودية..
ظاهرة عجيبة ومخيفة للغاية.. ظاهرة استحقت أن يظهر هذا الكتاب إلى الوجود..
ولقد نصحنى العديدون بإعادة ترتيب موضوعات الكتاب، بحيث أقدم رأيي أنا أولا، ثم أضع رسائل وآراء القراء في ملحق مستقل، في نهاية الكتاب..
وهذا ما صنعته بالفعل.. هذا لأنها ليست مشكلة شخصية.. بل هي مشكلة عصر باكمله..
عصر حصلت فيه المرأة على ما تتصور أنه حقوقها.. وسعت للحصول على المزيد، وعلى انتزاع حقوق الرجل أيضا، حتى أصبحت المرأة مشكلة كبيرة..
صنعها الرجل.
إرسال تعليق