نوفمبر 2018

الكون  لـ  كارل ساغان


علقت مجلة «ذي كريستيان سيانس، (The Christian Science) على هذا الكتاب بقولها:
شهد العالم ذلك المسلسل التلفزيوني غير العادي الذي بثته معظم محطات الإرسال التلفزيونية العامة وأثار اهتمام عشرات الملايين من المشاهدين ليس بأعاجيب الفضاء فحسب، بل بإدراك وفهم أعمق المسائل العلمية المتعلقة بطبيعة العالم، وأصله وبالحياة والجنس
البشري، وليس کتاب «الكون، لكارل ساغان مجرد نص مكتوب للمسلسل التلفزيوني، بل هو قصة كاملة تعبر في أغلبها، وبتسلسل زمني دقيق، عن الجهود البشرية الكبيرة في الانجاز العلمي، ويعطي هذا الكتابه القارىء فرصة اكتشاف العالم في العمق.. ويجعل من كتابات ه: ج ويلز وجول فيرن مجرد كلام عادي ومبتذله
وعلقت صحيفة «شيكاغو ترييون، (Chicago Tribune) بما يلي:
ولم تمض سوى بضع سنوات، حتى أصبح ساغان «مستر علم»، أي ذلك الرجل المحترم على مستوى القاعدة الشعبية الواسعة القادر على الربط بین مادة الحياة وتاريخها من ناحية واتساع الكون والخلود من ناحية ثانية، وهو يفعل ذلك بتناسق وحيوية يقنعانك وإن مؤقتا على الأقل بأن شيئا آخر لا يمكن أن يكون أكثر اثارة أو أكثر أهمية.
الكون  لـ  كارل ساغان

وقالت «نيوزداي ( News Day)
،إن ساغان هو فلكي ينظر بعين إلى النجوم، وبأخرى إلى التاريخ، وبثالثة هي عقله الى الطبيعة الإنسانية .. ونحن نعجب به كثيرا بسبب طموحه ومعرفته الواسعة وأحيانا بسبب روعة أسلوبه في الكتابة وغالبا بسبب ما يثير فينا من ذهول نحو عالمنا وأنفسنا..
أما صحيفة «ذي سان دييغو يونيون» (The San Diego Union) فقد قالت مايلي
اعمل رائع في العلم الشعبي، ومشحون بجرعة غير عادية من الخيال والتصور
وقالت مجلة «جون باركهام ريفيوزه (Johan Barkham Reviews) |
يعرف ساغان تماما كيف يثير خيال القاريء العادي ويستحوذ على اهتمامه من الصفحة الأولى حتى الصفحة الأخيرة، وهذا هو الكتاب الذي يفتح أذهاننا ويأخذنا معه في أجمل الرحلات، وهو مكتوب بأسلوب رائع وموضح الى حد مدهش.
وعموما فحتى القارىء الذكي يجب أن يقرأ قصة ساغان عن الكون ويهتم بها، ويتعلم منها ويستوعبها بعمقه
وقالت «ذي أميركان راشناليست (The American Rationalist)
رائع.. وإن بحث ساغان هذا عن الإنسان في الطبيعة خال من الوهم والتشاؤم وهو تصور مفحم
ولكن ماذا قيل عن مسلسل الكون، التلفزيوني؟
قالت جامعة ولاية أوهايو الأميركية التي منحت الجائزة السنوية للتفوق التلفزيوني
شوهد المسلسل الذي استقطب أكبر عدد من المشاهدين في تاريخ العروض التلفزيونية العامة الأميركية، والمعروف به الكون، من قبل أكثر من مئتي مليون إنسان في أكثر من ستين بلداء
وربما يكون مسلسل «الكون، الإسهام الأكثر أصالة وتميزا بین البرامج التلفزيونية التي قدمت خلال السنوات الثلاث الماضية.. فهو متفوق في كل مستوياته، وهو يوحي بالإضافة إلى كونه يقدم المتعة والتعليم والأنباء والإثارة بالاهتمام الكبير بوضوح الفكر والعلم .. وبالاحترام الاستثنائي لجمهور






المشاهدين
إن مسلسل الكون، هو نصر للدكتور ساغان وللبرامج التلفزيونية العلمية، وللشعب الأميركي.
وقال رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست» (Washington Post)
ان مسلسل الكون يفي بوعد أنصار التلفزيون الذين كانوا يقولون دائما : إنه يمكن استخدام الأساليب التقنية لإغناء معلومات المشاهدين دون إزعاجهم، وبتقديم المزيد من المرح والألعاب لهم.. وهو يعطيك مقياسا جديدا يمكنك أن تحكم بوساطته على سائر البرامج التلفزيونية، |
وكذلك قال مانح جائزة جورج فوستر بيبودي للبرامج التلفزيونية المتفوقة ما يلي
مثير للاهتمام والفضول والبهجة.. وهو أي مسلسل «الكون يمثل نجاحا فوريا لأولئك الذين يتطلعون إلى الجودة الحقيقية في التلفزيون..
ويقول آخرون عن هذا الكتاب ما يلي:
الناشر: هذا الكتاب هو الأكثر مبيعا في 12 بلدا. بيعت منه خمسة ملايين نسخة في 80 دولة، وهو الأكثر مبيعا أيضا بين كل الكتب العلمية التي نشرت حتى الآن باللغة الإنكليزية، وبقي الكتاب الأكثر مبيعا لمدة 70 أسبوعا في لائحة الكتب الأكثر مبيعا في صحيفة نيويورك تايمز»..
- قسم مراجعة الكتب في صحيفة «نيويورك تايمز: كتاب جذاب واسع الخيال مشوق للقراءة ومتنوعه
صحيفة ميامي هيرالد» :Miami Herald)
مثير للإعجاب في مجالات أبحاثه وفي اقتراحاته وهو يدفعنا إلى الدهشة،، ونحن نشك فيما اذا كان أي إنسان قادرا على أن يفك نفسه من برائن هذا الكتاب في اللحظة التي يقع فيها عليه، وبالتالي لا يبقى له خيار سوى الاستسلام
- المسؤول عن الرد على الشكاوي في كليفلاند: كتاب و الكون» هو اشبه ما يكون بمنهج دراسي علمي في كلية ما، كان بودك أن تدرسه ولكنك لم تستطع ايجاد الأستاذ الذي يمكنه أن يعلمك إياه، أنه رائع، فساغان یکتب بأسلوب جميل .. يتسم بالحماس والعاطفة ويكاد يلامس كل جوانب المعرفة الإنسانية، وهو كتاب رائع جدا في دقته وواقعيته،


الكون  لـ  كارل ساغان 



المخ ذكر أم أنثى ؟  لـ  عمرو شريف


وتدل بداية الكتاب على تميز وتفرد وتجديد في المنهج العلمي. حيث يبدأ بتأملات وتساؤلات، يعقبها إجابة العلماء وطرح للمفاهيم التي تعتمد عليها الدراسة. ثم يعرض كيف تنشأ الأنوثة والذكورة.
ويقوم الكتاب بعد ذلك بدراسة جوانب التشابه والفروق بين مخ الذكر ومخ الأنثى، في جميع النواحي التشريحية والهورمونية
والجزيئية. ثم يعرض تأثير كل ذلك على الحياة البيولوجية والنفسية، كما يتطرق إلى الوظائف العقلية المختلفة كالذكاء والذاكرة، وانعکاس كل ذلك على سلوك كل من الجنسين.
وإذا كانت نساء العالم يطالبن بالمساواة مع الرجال، ولهن الحق في ذلك، فإن قراءة هذا الكتاب تبين لنا أن المساواة ليست في صفهن، لا لأنهن يتميزن ويتفوقن على الرجال في بعض المظاهر البيولوجية والنفسية والاجتماعية، بل لأنه ببساطة لا يمكن بيولوجيا مقارنة بنية ووظيفة مخ الإناث بمخ الذكور!! |

المخ ذكر أم أنثى ؟  لـ  عمرو شريف

وليسمح لى القارئ أن أعرض بعض المقتطفات من كتابي «التشريح النفسي للشخصية المصرية، (۲۰۰۹)، من الفصل الذي بعنوان «مخ الإنسان ذلك المجهول: الغضب والهلع والاكتئاب مجرد تغيرات في كيمياء المخ:
ما زال المخ البشري حتى الآن يحير العلماء. ورغم التقدم العلمي الرهيب، فما زال الكثير من خباياه مجهولا. وإذا كان العلماء قد استطاعوا التعرف على مكونات المخ تشريحيا ووظيفيا، مما مكنهم من علاج الكثير من أمراضه، فإنهم في بحثهم عن العقل الذي هو جوهر المخ اكتشفوا أنهم ما زالوا أمام لغز كبير.
وللإجابة عن السؤال حول ماهية العقل، نقول: إن العقل هو الوظيفة العليا في المخ، وتضم العاطفة والتفكير والسلوك. وقد كان العقل دائما محل خلاف

على مر العصور، فقد وضعه الفلاسفة في أماكن مختلفة في الجسم، فقال أفلاطون أن العقل يقع في المخ، وجاء أرسطو ليقول أنه موجود في القلب. وأخيرا عرفنا أن العقل موجود في المخ.
وفي السنوات الأخيرة، نشطت الأبحاث العلمية التي تريد التعرف على العقل بصورة أعمق. وذلك من أجل الوصول إلى حقيقة الذكاء والوعي والذاكرة واللغة واتخاذ القرار والانفعال. لقد كان يظن أن أماكن هذه الوظائف محددة وثابتة في المخ، ثم أثبتت الأبحاث الحديثة أنها نشاطات وظيفية، ليست محددة في مكان ثابت
هناك كم كبير من الاتصالات شديدة التعقيد، تم بين خلايا المخ وبين مراكزه المختلفة لأداء وظيفة واحدة مثل الذاكرة، التي تتطلب تشغيل آلاف من الخلايا العصبية في وقت واحد، وبأسلوب منظم، خلايا تحتل أماكن كثيرة بخلاف الأماكن التشريحية التقليدية المعروفة سابقا
و من دراسات العلياء الجادة لمعرفة حقيقة العقل، أبحاثهم حول الوعي، لقد وجدوا أن الوعي يعتمد أساسا على نشاط التكوين الشبکی، الذي هو مجموعة من الخلايا العصبية الموجودة في جذع المخ، والتي تحافظ على النشاط الدائم لقشرة المخ، حتى أن بعض العلماء يرون أن الروح موجودة في هذا التكوين الشبكي! ويبقى الإنسان واعيا ومستيقظا ما دام هذا التكوين الشيکی يقوم بتنشيط القشرة المخية، وينام الإنسان فور توقف عمل هذا التكوين
وإذا كان المعتقد سابقا أن تشریح مخ المرأة يشبه تقريبا تشریح مخ الرجل، مع فارق بسيط في الحجم لصالح مخ الرجل، يرجع إلى صغر الجمجمة عند






المرأة، فإنه لا توجد علاقة مباشرة بين حجم المخ ونسبة الذكاء. فالفيل مثلا يملك ما أكبر من الإنسان ولكنه ليس أذكى منه. وعندما تم تشریح مخ أينشتين بعد وفاته، لم يجد العلماء أي فرق بينه وبين مخ أي متخلف عقلى. إن الاختلاف هو في طريقة أداء الخلية العصبية في المخ لوظائفها.
لو أكملنا رحلتنا الخيالية مع العقل وسألنا: هل نستغل قدراتنا العقلية بنسبة ٪۱۰۰ أم أقل من ذلك بكثير؟ وللإجابة نقول: إنه إذا كنا لا نعلم بالتحديد ما هي طاقات المخ البشري، فلا شك أن الإنسان لا يستغل إلا قدرا ضئيلا من إمكاناته العقلية، ولا أحد يعرف بالضبط - حتى الآن - ماذا يحدث لو استطعنا استخدام قدر أكبر من قدرات المخ، ربما ينتج عن ذلك تداخل في الوظائف.
ولا شك كذلك أنه يمكن تحسين أداء العقل البشري عن طريق التدريب. فالذاكرة مثل المكتبة، يمكن تحسين الخدمة بها عن طريق العناية بترتيبها، وليس بالضرورة زيادة سعتها
و في مجال البحث عن اختلاف عمل مخ الرجل عن مخ المرأة، أجريت عدة أبحاث تم فيها تصوير نصفي المخ لدى مجموعات من الرجال والنساء أثناء عملهم، حتى تكتمل الصورة وظيفيا كا اكتملت تشريحيا.
ومنذ ما يقرب من عشر سنوات، توصل العلماء والباحثون إلى وجود اختلافات بسيطة في التشريح بين مخ الرجل ومخ المرأة. ولكن لزمت هذه الأبحاث الصمت تجاه الإجابة عن مدى تأثير هذه الاختلافات على عمليات التفكير عند كل من الجنسين.


المخ ذكر أم أنثى ؟  لـ  عمرو شريف 



المتلاعبون بالعقول  لـ  هربرت شيللر


يقوم مديرو أجهزة الإعلام في أمريكا بوضع أسس عملية تداول - الصور والمعلومات، ويشرفون على معالجتها وتنقيحها وإحكام السيطرة عليهاء تلك الصور والمعلومات التي تحدد معتقداتنا ومواقفنا، بل وتحدد سلوكنا في النهاية، وعندما يعمد مديرو أجهزة الإعلام إلى طرح أفكار وتوجهات لا تتطابق مع حقائق الوجود الاجتماعي، قاتهم يتحولون إلى سائسي عقول، ذلك أن الأفكار التي
تنحو عن عمد إلى استحداث معني زائفاء وإلى إنتاج وعي لا يستطيع أن يستوعب بإرادته الشروط الفعلية للحياة القائمة أو أن يرفضها، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، ليست في الواقع سوى أفكار مموهة أو مضللة
إن تضليل" عقول البشر هو، على حد قول پاولو فرير، و آداة للقهره، فهو يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى تطويع الجماهير الأهدافها الخاصة .. فباستخدام الأساطير، التي تفسر وتبرر الشروط السائدة للوجود، بل وتضفي عليها أحيانا طابعا خلايا، يضمن المضللون التأييد الشعبي لنظام اجتماعي لا يخدم في المدى البعيد المصالح الحقيقية للأغلبية، وعندما يؤدي التضليل الإعلامي للجماهير دوره بنجاح، تنتفي الحاجة إلى اتخاذ تدابير اجتماعية بديلة.
المتلاعبون بالعقول  لـ  هربرت شيللر

على أن تضليل الجماهير لا يمثل أول أداة تتبناها النخب الحاكمة من أجل الحفاظ على السيطرة الاجتماعية، فالحكام لا يلجأون إلى التضليل الإعلامي كما يوضح فرير- إلا عندما يبدأ الشعب في الظهور أولو بصورة قجة) كارادة اجتماعية في مسار العملية التاريخية، وأما قبل ذلك، فلا وجود للتضليل (بالمعنى الدقيق للكلمة)، بل نجد بالأحرى قمعا شاملا، إذ لا ضرورة هناك التضليل المضطهدين، عندما يكونون غارقين لآذانهم في بؤس
الواقع.(2)
والواقع أن القمع أي كيت الفرد وإخضاعه كلية لم يقتصر على أي كيان جغرافي أو سياسي منفرد، فاغلب البشر تعرضوا للقمع، على مر العصور وفي كل أرجاء العالم، من خلال وضع من الإفقار الكامل يطرح نفسه على أنه «طبيعة. (ويكون ذلك صحيحا في حالات قليلة)، على أنه لا يعدو، في أغلب الحالات، أن يكون النتيجة المترتبة على التقسيم الاجتماعي غير المتكافي، فحتى وقت قريب لم يكن هناك سوى قلة نادرة من البلدان التي شاء الها حظها السعيد أن تجمع بين الموقع الجغرافي وكفاية المصادر الأولية والأسبقية التاريخية المواتية، مما وفر لها وسيلة الإفلات من مخاطر الندرة والكوارث الاقتصادية المتكررة ، ومع ذلك فقد ظل القمع، حتى في تلك المواقع المتميزة نسبيا، قدر أغلب الناس حتى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر،
ولقد مثلت أمريكا الشمالية، منذ البداية، حالة شديدة الخصوصية فهي القارة الغنية بالموارد، المتحررة من القيود الاجتماعية التي تبلت أوروبا وآسيا، والمنتزعة نهائيا ودون رجعة من سكانها الأصليين بالقوة المسلحة وبالخداع والحيلة، وقد تم تطويرها بمعدلات سريعة وفقا لمبدأ أخلاقي اقتصادي استغرقت بلورته وتطويره قرونا عديدة في أوروبا الغربية، |
وإذا استثنينا السود والملونين الآخرين، الصفر والحمر والسمر وهو استشاء يشمل الملايين فان القمع لم يكن يمثل الأداة الرئيسة للسيطرة الاجتماعية في أمريكا، ولم تدع الحاجة لاستخدام القمع ووضعه موضع التنفيذ إلا في مناسبات متباعدة وقصيرة الأمد بوجه عام. فمنذ العصر الكولونيالي (آي فترة الاستيطان في القارة، ظل المهيمنون على النظام الاجتماعي يمارسون بفعالية تامة تضليل الأغلبية البيضاء (أي استمالتها

والتمويه عليها) وقمع الأقلية الملونة
فقد تمثلت ، العبقرية المرعبة للنخبة السياسية الأمريكية منذ البداية وكما لاحظ جورفيدال، في قدرتها على إقناع الشعب بالتصويت ضد أكثر مصالحه أهمية اق)





ولا ريب في أن الشروط الخاصة جدا للحياة الأمريكية المصادر الأولية الوفيرة للقارة التي تم استيطانها بسهولة، وانتقال المهارات التكنولوجية من الخارج إلى داخل البلاد دون عوائق، وغياب القيود السياسية التقليدية، والأمان التام من وقوع أي عدوان عسكري خارجي طوال فترة التطور قد أتاحت مرونة مادية غير مسبوقة تاريخيا، وترقيا اقتصاديا واجتماعيا ملموسا لقسم كبير من السكان، على أن هذه المزايا المؤثرة، ورغم توزعها بتوسع نسبي على النطاق الاجتماعي، لم تكن متاحة بالنسبة للقطاعات العريضة من السكان الملونين وأفراد الطبقة العاملة، أو لم تنل منها إلا النزر اليسير، ومع ذلك فقد أدت هذه التحسينات الملموسة للغاية على مستوى الواقع المعيش، إلى جعل خيوط السيطرة الأجتماعية والهيمنة السياسية دقيقة للغاية، أو غير مرئية باستثناء فترات الأزمة الدورية في النظام،
وعلى رغم أنه من الصحيح تماما، في تصوري، وصف الولايات المتحدة بأنها مجتمع منقسم يمثل فيه «التضليل الإعلامية إحدى الأدوات الرئيسة للسيطرة، في أيدي مجموعة صغيرة حاكمة من صناع القرار من أصحاب الشركات ومسؤولي الحكومة، فإن من المفيد أن نورد تحفظا تحذيريا واحدا في هذا الصدد،
فحقيقة التمايز بين من يملكون ومن لا يملكون، ينبغي ألا تقيم على أنها تعني وجود فاصل جامد لا يمكن تخطيه بين الفئتين، يناضل قية والذين يملكون الذين تحددت شويتهم سلفا، من جيل لأخر، للحفاظ على وضعيم المتميز، صحيح أن ذلك قابل للحدوث بل ويحدث بالفعل، إلا أنه لا بعد تفسيرا كافيا للديناميات الأجتماعية المؤثرة في الواقع، فمن الضرورة بمكان أن تتذكر أن الموقف قد يختلف بالنسبة لكثير من الأفراد
إن الأداء الوظيفي العادي لنظام السوقي، القائم على الملكية الخاصة ينتج باستمرار إضافات جديدة للطبقات العليا، تماما مثلما يضيف للقطاعات


المتلاعبون بالعقول  لـ  هربرت شيللر



الماركسية والإسلام  لـ  مصطفى محمود



الحرية هي نقطة البدء
وليست الحرية هي أن نجد ما تأكله ( كما يعرفها بذلك الماديون أصحاب فلسفة المضمون الاجتماعي للحرية ) فالحيوان يجد ما يأكله . وضمان الطعام لا يكفي ليجعل من الإنسان إنسانا .. فالإنسان حیوان حريفكر لنفسه ، ويقرر لنفسه ، وقد يختار الجوع فيصوم ، وقد
يختار الموت دفاعا عن قضية فيموت .. وقد يتطوع في حرب انتحارية يعلم أنه لن يعود بعدها ، لأنه قرر أن يقول : الا..
وفي هذه القدرة على أن يقول : لا ، للظلم ، ولاء للباطل ، يكمن المعني الوحيد لحريته .
فإذا سلمناه هذه الحرية فإنا نسليه في الوقت نفسه الوسيلة الوحيدة لخلاصه . فلا فضيلة لمن يطيع القانون خوفا .
وأمام الخوف والإرهاب يمكننا أن نتصنع الفضيلة ، ولكن لا يمكننا أن نكون فضلاء حقيقة لأن الخوف بسلينا الكرامة .. والعطاء يستحيل أمام من يذكرني في كل لحظة أني مجبر مكره على العطاء، وأي عطاء هذا الذي
الماركسية والإسلام  لـ  مصطفى محمود

سوف أعطيه .. ربما أعطبت بالقول والكلام وبالكذب والنفاق ، ولكني لن أعطى بالفعل .. والنتيجة هي مجتمع المخاوف والزلفي ، وطلب الحماية بالتقرب إلى السلطة وطلب الأمان بالكذب على الرؤساء وطلب المنفعة بالتجمع في شلل .
والإجادة والإتقان والعمل بضمير وإخلاص قيم لا يمكن إحكام الرقابة عليها ، والنتيجة أن الحاكم لن يجد الوسيلة إلى ذلك المستوى من الإنتاج الذي يحلم به لأن المحبة مفتقدة ، والخوف هو الذي يقف رقيبا على جميع الآلات.
أما الكلام عن نشر الأخلاقيات الجديدة بالتلقين المستمر عن طريق الإذاعة والشعارات والملصقات فهو تفاؤل ساذج . فالأخلاق تنمو بتفاعل من الداخل وليس بالإملاء .. والتلقين مجرد طلاء من الخارج ، إن لم يجد السطح الملائم لاستقباله فإنه يجف ويسقط من فوقه بعد قليل.
التغيير الأخلاقي أعمق كثيرة من مجرد التلقين ؛ إنه اقتناع داخلی ، وارتباط وجداني ، واعتناق يحتاج إلى الحرية المحضة ،
والجندي الجبان لا يمكن أن يتحول إلى جندی شجاع بعد برنامج إذاعة .. والمؤثرات العفوية التي يمكن أن تلقيها كلمة إذاعية في قلب جندي ما تلبث أن تتبخر بعد أول طلقة ،، وإنما شجاعة المحارب لا تكون إلا نتيجة إيمان واقتناع ومحبة مطلقة لشيء يؤمن به ويدافع عنه حتى الموت .. هذا الشيء لا يمكن أن يعتنقه إلا عن حرية كاملة وأختيار .. الحرية هي روح الموقف الأخلاق .
وبدون الحرية لا أخلاق ولا إخلاص ولا إبداع ولا إتقان ، ولا واجب ؛ من أجل أن نلتزم بواجب لابد أن نأخذه على عاتقنا بكامل حريتنا ، لا لمجرد تكليف من رئيس .
وتأجيل الحرية بدعوى الوصاية على الشعب في مرحلة انتقال هو قرار في الوقت نفسه بتأجيل الصدق والأمانة والشجاعة الضرورية لقيام المجتمع السليم ،
الحرية إذن هي نقطة الانطلاق.|






ولكن الحرية الآن موضوع مختلف عليه ، وكل فرقة سياسية تفهمها فهما خاصا
وقد ظلت الدماء تسيل بطول التاريخ في صراع المبادئ والطبقات ، وكان القتلة من جميع الأطراف يقتلون دائما باسم الحرية وتحت رايتها
والحرية اليوم عند أهل المين غير الحرية عند أهل اليسار.
الحرية في النظام الرأسمالي هي أن تفعل ما تشاء ، ومثلك ما تريد .. إن شئت امتلكت صحيفة ودار نشر ومحطة إذاعة ومجمعة للحديد والصلب ومنجما للنحاس وآبارا للبترول ، مادمت تدفع الضريبة وتملك الثمن . . ولكن هذه الحرية سوف تتفاقم آليا لتصبح احتكارة يتحكم في السلعة وفي السعر وفي البورصة ، وبالتالي سوف تسلب الآخرين حرياتهم وتستغلهم وتتحكم في رقابهم .. ومن رأس المال الذي سوف يتضاعف تلقائيا سوف يصبح في إمكانك أن تشتري أصوات الناخبين ، وتدخل البرلمان ، وتؤلف حزبا ، وتوجه دفة الحكم لصالحك ، وتثير الحروب لتشغيل مصانعك ولتر ویج ما تنتج من بنادق ودیا بات ، و بالتالي سوف تزداد الرقعة التي تتحكم فيها في رقاب الآخرين ، وسوف تتضاعف قدرتك على سلب الحريات ، لتتحول في النهاية إلى استعمار وإلى تدمير وتخريب وقتل تصدره إلى الخارج كل يوم .. وحرياتنا في مقاومتك لن تتجاوز صرخات في الهواء وقصاصات ورق .. مجرد عواء في ځواء .
وحريتك بهذا المعنى تضمنت عبوديتنا من البداية ، ، وسوف تنتهي إلى عبوديتك أنت في النهاية .. عبوديتك لرأس المال الذي وقفت نفسك على خدمته .. وفي النهاية سوف تصبح وقودا للحرب التي تشعلها .
والحرية بهذا المعنى تناقض نفسها ، فهي تقضي على حرية الآخرين ، وفي النهاية تقضي على حرية صاحبها .
وهذا رفضنا الحرية بالمعنى الرأسمالي .


الماركسية والإسلام  لـ  مصطفى محمود 



الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود


كل شيء يتغير ۰۰ أن المثل القائل بأن لا شيء باق على الأرض مثل صحيح .. فلا شيء باق في الحقيقة .. حتى المثل العليا کالجمال والحق والخير دائمة التبدل والتطور هي الأخرى ؟
كان حقا مشروعا في الأزمان الغابرة أن يبيع أي تاجر هلفوت عددا من العبيد أو يشتريهم علنا في الأسواق ۹۰ و كان المشتري لا
بخجل حينما بزن بضاعته الآدمية .. ويتحسسها اذا كانت امرأة ۰۰ ويعاینها عارية قبل أن يدفع الثمن .. كان كلا البائع والمشتري مستريحي الفهير ، وكانت السلعة البشرية ترضى بنصيبها على أنه قدر " وعلى أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ۰۰ ولكن هذا الحق أصبح الآن باطلا ۱۰ وسقط من حساب القانون ۰۰ لأن الزمن نفسه قد سقط من حساب التاريخ .. والناس قد ماتوا .. وماتت معهم أحكامهم وظهر ناس جدد بعقول جدد وموازين جديدة *
الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود

حقوق البابا المقدسة .. وحقوق الكرادلة والمطارنة التي كانت تحكم الى جوار الملك وتحرق الناس على الصلبان ۰۰ وتلقي بهم في اعماق السجون ۰۰ وتعزل الوزارة .. وتجيش الجيوش .. هذه الحقوق قد تقلصت ۰۰ وانكمشت قلم تبق منها الا الابتهالات التي يقدمها الشماس فریده ۰۰ والدموع التي يسكبها القسيس على المنيع ليطلب لزبائنه الرحمة ..

كان الكردينال في الماضي يكتب لمریدیه صكا يصرف من بنك الجنة .. قيمته كذا من القيادين والعز
ب .. وكان يعينهم في والبلاط بكلمة من فمه .. أما الآن فغاية ما يملكه أن يقول الجيش في تبتل ووفقار ۰۰
- سوف اصلی من أجلك يا ولدي .. سوف أطلب لك الخلاص من الرب "
وحقوق الملك لم تكن أحسن حظا من حقوق الكرادله ۰۰ فقد تحول الملك من عملاق يحكم الى باشكاتب يبصم ۰۰ وطلع له عفریت يجثم على أنفاسه اسمه البرلمان .. وطلع للبرلمان عفریت خر اسمه الشعب .. كان كعصا موسی ابتلعت كل الأفاعی ۰۰
والخير والشر خضعا لناموس التطور . فتغيرت معاني الرذيلة .. ومعانى الفضيلة ..
كانت المراة رمزا للشيطان .. وكانت الغريزة الجنسية خطيئة تحمل أوزارها المراة وحدها .. فاصبحت المرة الأن نصفا مكملا للرجل .. وأصبحت الغريزة حالة فسيولوجية تنظم لصالح المجتمع ومرة أفراده .
وتحولت نظرة القانون للمجرم ۰۰ فأصبحت تنظر الى شره في داخل اطار ظروقه وبيئته وتزن حريته وحدود امكانه وتحكم عليه حکما اكثر عدالة ۰۰
ثم بدا القانون الحديث بنظر الى المجرم نظرته إلى الريفي الذي يلزم غزله في مستشفي ورعايته واصلاحه بالطعام الجيد والنصح والتعليم *
وسقطت هالات القياسة عن معظم الآلهة القديمة ، واصبح كل شي قبل النقاش والجدل والمراجعة |
بعضنا فهم الحياة على انها لذة نمضي يبحث عن الشبع ۱۰ مفی يبحث عن اللبن والعسل والحضن الدافيء والثروة واللقب والنصب .. وعاش حياله شهرة" مجرد شهوة الى الملعام " والجنس " والغني .. والقوة . والحكم :.
وبعضنا فهم الحياة على أنها ارتفاع فوق الحياة .. على اتها خلق اشیاء او فكرة او مذهب ، وعاش في محنة الخلق يصنع للعقول خبزها وهو نفسه يحيا بلا خبر ''





ويعضنا فهم الحياة على انها اهدار للحياة وانتحار .. فعكف على قتل نفسه تنلا بطيا بالخمر والمخدرات والقمار والدعارة والتهتك ۰۰ وسكب على المصابه الكحول وأشعل فيها النار دفعة واحدة او اخنصر الطريق وعلق نفسه من طرف حبل .. -
وبعضنا رفض أن يفهم .. ورفض أن يحاول .. وجلس على قارعة الحياة يتفرج بلا مبدا وبلا مذهب .. وبلا عقيدة .. وبلا أله : مجرد متفرج تمر من خلاله الحياة دون أن يقبلها أو يرفضها
وبعضنا عجز عن الفهم أصلا وارتح عليه فوقف أمام الحياة مبهوتا سليب الارادة في حالة من القلق والحيرة والتبلبل ۰۰ والوله والهذيان : وقف يصيح .. يا رب .. يا متجلی .
الحياة ليست اذن سكة واحدة مؤدية الى مكة كما يعنند صاحبنا المغربي .. ولكنها خمس سكك متقاطعة .. مرصوفة بالخمر والزهر والدم والعرق والدموع ۰۰ خمس سكك تؤدي الى خمس ارباب يحاكمون عقول الناس في الأرض .. فأي رب من هؤلاء تعبد ۰۰
هل تعبد اللذة .. أم تعبد الألم .. أم تعبد المجد - ام تعبد نفسك .. أم تعبد الله .. ام انك مزيج من هؤلاء العبدان كلهم تقفي مع كل رب ساعة من حياتك وتركع في كل محراب ركعة ..


الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود 



اللاهوت العربى واصول العنف الدينى  لـ  يوسف زيدان


اللاهوت العرب قبل الإسلام، وامتداده في علم الكلام. ذلك هو عنوان البحث المختصر الذي ألقيته بمؤتمر (القبطيات) المنعقد بمقر الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، في منتصف شهر سبتمبر ۲۰۰۸، بحضور عدد كبير من كبار الباحثين الدوليين في ميادين التراث المصري) القبطي. كان انعقاد المؤتمر، قد تزامن مع ازدياد الصخب والضجيج، بصدد روايتي عزازیل. بل كانت هذه الضجة قد
بلغت في صخبها المنتهى، حسبما ظن وقتها؛ فكان من العسير على كثير من المشاركين بالمؤتمر، أعنى أولئك المستقرين منهم مسيقا؛ أن يتقبلوا ما قدمته يومها من أفكار ورؤى تتعلق بالامتداد التراثي الواصل بين المسيحية والإسلام، فقد كان معظمهم يهمني أصلا، بما يتوهمونه من عدائي للتراث القبطي، وهو اتهام لا محل له عندي بل هو عندي عجيب!
كان منظمو المؤتمر، من المتخصصين والقسوس والأساقفة العقلاء الواعين، يعرفون أن تلك الاتهامات محض توهمات، وكانوا يعرفون أنني أرى في الزمن القبطي مرحلة تاريخية من تراث مصر والمنطقة. وهي مرحلة لا بد من دراستها، وإلا فلن نفهم بقية المراحل. وهذا كل ما في الأمر. ومن ثم، فقد أصر هؤلاء الأفاضل، بل ألوا، من أجل حضوري المؤتمر؛ لألقي بحثي في اليوم الأول منه، وأدير الجلسات الخاصة بالمخطوطات في اليوم الثالث، وهو ما تم في اليومين. ولكن نظرا لالتهاب بواطن الكثيرين، يومها، رأي الأنسب أن يكون البحث الذي ألقيه مختصرا، ومقتصرا على بعض الأفكار التي سوف ترد وافية كاملة، في هذا الكتاب الذي بين أيدينا.
وبداية، فإنني من خلال هذا المصطلح الجديد (اللاهوت العربي) الذي أطرحه
اللاهوت العربى واصول العنف الدينى  لـ  يوسف زيدان

هنا للمرة الأولى، أؤكد أن ثمة نقاطا مفصلية، مهمة ومهملة، تجمع بين تراث الديانتين الكبيرتين: المسيحية والإسلام. بل تجمع هذه النقاط المفصلية الواصلة، بين تراث الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، التي هي، فيما أرى، ديانة واحدة ذات تجليات ثلاثة
ومن المفيد أن أشير أو لا، قبل الدخول إلى الفصول والتفاصيل التي قد تطول، إلى بعض النقاط الاستهلالية التي تلقي الضوء على تلك المنطقة الكثيقة، المعنية الوعرة، التي نحن بصدد الدخول إليها، ولسوف نورد هذه النقاط الافتتاحية، المفتاحية، من خلال مجموعة الأقوال التالية:
القول الأول : في سماوية الدين بالضرورة
جرت عادة الناس في بلادنا، في أيامنا الحالية، أن يصفوا اليهودية والمسيحية والإسلام، تحديدا، بأنها ديانات سماوية. ولم يكن غالبية الأوائل ولا الأواخر من العلماء، يستعملون تلك التسمية أو هذا الوصف للديانات الثلاث. غير أن صفة
السماوية) طفرت في ثقافتنا المعاصرة فجأة، كوصف عام و اسم معتاد للدهانات الثلاث، ثم شاع مؤخرا استخدامها في كتاباتنا وكلماتنا اليومية من دون انتباه إلى أن أي دين، آيا كان، هو بالضرورة سماوي لغة واصطلاعا! فالسماء في اللغة، أي من حيث المفهوم الأصلي للكلمة، تعني العلو، ومن هنا، وحسبما يقول العلامة اللغوي الشهير این منظور وغيره كثيرون من علماء العربية: فإن كل ما أظلك وعلاك هو سماء.. فالسماء، في حقيقة الأمر، لفظ لا يقع معناه على شيء محسوس محدد، وإنما على أي سقف كان، ولو كان سقف الغرفة. وقد قيل للسحاب سماء؛ لأنه يعلو ويظل لا أكثر من ذلك ولا أقل





ومن هنا، لم يعتد الأوائل من علمائنا بصفة السماوية، ولم يعتادوا استخدام و صب السماوي) للإشارة إلى واحدة من هذه الديانات الثلاث المشهورة. وإنما قالوا، مثلما قال القرآن الكريم، بالكتابية، نسبة إلى أهل الكتاب (التوراة، الإنجيل) وبالكفار

الذين لا يؤمنون بالله. وأيضا، لم يستخدم وصف وثني بالمعنى الاصطلاحي في فجر الإسلام، وإنما أشير في القرآن إلى أن الكفار يعكفون على أصنام وأوثان، يعبدونها من دون الله"، فهم بهذا المعنى (يكفرون) العبادة الحقة وينكرون آیات الألوهية الساطعة في الكون، آيا ما كان الذي يكفرون به، أي بخفون ويغطون. إذ لفظ الكفر يعني اصلا: الإخفاء والتغطية، ولذا وصف الزراع الذين يدفنون البذور في الأرض، بالكفار". ولذلك، فقد يكون الكفر صنما مقدسا عند عرب قلب الجزيرة قبل الإسلام، أو تارا معبودة عند المجوس، أو كواكب منيرة في السماء عند الصابئة . وهؤلاء (الكفار) جميعا، يتعالون بما يعيدونه من محسوسات، فبتسامون بها إلى مرتبة الألوهية حين يصيرونه معاليا عن وجوده الفيزيقي، ومجاورا لحده الفعلي، فيكون بلفظ فلسفي (ترنسندنتالي)، أي أنهم يتعالون بمعبوداتهم إلى سقف سماوي بفارق واقعها المحسوس، بحسب ما يتوهمونه في معبوداتهم. ومن هنا نقول إن كل دین، مهما كان، هو سماوي بالضرورة في نظر معتنقيه
ولعل الأصځ، إذا أردنا تمييز الديانات الثلاث عن غيرها، أن تصفها بأنها دبانات رسالية أو (رسولية لأنها أتت إلى الناس برسالة من السماء، عبر سل من الله و انبیاء يدعون إليه تعالى ويخبرون عنه التأس. سواء جاء هذا المخبر عن الله بكتاب، فكان رسولا؛ أو علت دعوته على كتاب سابق، فكان نیا، ومن هنا كانت اليهودية هي رسالة موسى و أنبياء العهد القديم، الخيار الأوائل منهم أو الصغار المتأخرين. وابتدأت المسيحية بنبوءة يوحنا المعمدان؛ یحیی بن زکریا، ذلك الصوت الصارخ في البرية مؤذنا بمجيء بشارة المسيح، الذي أكمل دعوته (كرازته) تلاميذه الذين

اللاهوت العربى واصول العنف الدينى  لـ  يوسف زيدان 




الكلاب لا تأكل الشيكولاتة  لـ  عمر طاهر


قبل أن ينفرد بالكتاب يشتري الشيكولاتة التي يحبها من "أون ذا رن" مع كوب كبير من الأمريكان كوفي بدون لبن، ويجلس على أقصر سور مطل على النيل يستمتع بمزيج القهوة والشيكولاتة، ويتمنى لو أن كل الاختراعات في العالم لها مثل هذا الطعم، يذوب في المزيج وهو يقول لنفسه: إن كل اختراعات البشرية مجتمعة لا توزاي عبقرية اللحظة التي اخترع الله فيها شجرتي الكاكاو والين، بل
إن البشرية يمكنها أن تكتفي بهما فتخرج منهما الطاقة والطعام، وتبني بخشب أشجار الكاكاو بيوتا عظيمة وتصنع من زبدنه ما يكفي من دهن لإشعال مئات آلاف القناديل، وتداوي بالكافيين الموجود في البن أرق الروح وحزنها، سيكون حساء الكاكاو رفيقا مدهشا في عشاء الأيام الباردة، وستكون حبات البن الخضراء شهية عندما تنضج على النار مع لحم الطيور، سيغرق العالم في يقظة البن وبهجة الشيكولاتة، وهكذا يمكن أن يتفرغ على أكمل وجه للمهمة الأصلية له على الأرض .. العبادة.
الكلاب لا تأكل الشيكولاتة  لـ  عمر طاهر

قلت لبرما: هل تعتقد أن هناك ناسا على الكوكب كمالة عدد؟ فقال: مستحيل، كل شخص موجود هنا لا غنى عنه على عكس ما يبدو، قد تعتقد أن الحياة ستكون أجمل بدون هؤلاء الأشخاص، لكن أؤكد لك أنها كانت ستسير إلى الأسوأ بدونهم.
قلت له: مش فاهم.
فقال: لولا الجار المؤذي ما فكرت يوما في البحث عن سكن جديد وتغيير العتبة، الجار المؤذي موجود في الكوكب ليدفعك لعمل نقلة في حياتك ما كنت لتفكر فيها لولا وجوده، الناجح يلهمك، والفاشل أيضا يلهمك ربما بدرجة أكبر، هناك نماذج بشرية تدفعك للأفضل بأن تتعلم منها ومن تجربتها وتقلدها، وهناك نماذج بشرية تدفعك للأفضل بأن تتعلم منها ألا تصبح مثلها أبدا
قلت له: ذكرتني بمقولة للخواجات: "إذا لم تستطع أن تكون قدوة فلتكن عبرة". قال: هو كده بالضبط، كل شخص موجود في مكانه له دور حتى لو لم تفهمه في ساعتها، لا بد من وجود محمود المليجي حتى يصبح فريد شوقي ملك الترسو، لا بد من وجود الشخص المزعج الذي لا يرفع يده

عن الكلاكس حتى تتعلم منه حسن إدارة دواسة الفرامل في سيارتك فتزيد ثقتك في نفسك فلا تعش حياتك مذعورا مثل
هذا الرجل، لا بد من وجود الشخص اللزج الزنان الذي يقول الك: "مش هنرقص في فرحك بقي؟" بالرغم من أنه هو بالذات لا يغادر ترابيزته طول الفرح، لكن لولاه ولولا لزاجته ما كنت لتسعى لهذه الخطوة.
قلت له: والفقراء یا برما؟





قال برما: الفقراء هم سر حركة الكون، النقاش الذي لا يعمل ما دام في جيبه عشرون جنيها، كيف كنا سنعيش بدونه ما لم تعوزه الحاجة للعمل؟ "إحنا أصلا كلنا بنشتغل عند بعض"، الثري برأس المال والأقل ثراء بالجهد، تخيل لو الجميع لديهم طاقة جبارة للعمل اليدوي ولا أحد يمول هذه الطاقة ليحولها إلى ثمرات، أو أن الجميع أثرياء جدا ستجد البشرية وقتها عبارة عن أشخاص بكروش يجلسون في الظل يعدون نقودهم ثم يلتهمونها من الجوع، لا بد من وجود ناس أقل منك حتى تحمد الله على ما أنت فيه تحمده فيزيدك، ولا بد من وجود ناس أغنى منك حتى تحسدهم فيضيق بك الحال

فتحترم نفسك فتصبح شخصا أكثر صفاء فتحمد الله فيزيدك ربما أكثر من الذين كنت تحسدهم من قبل.
تنهد برما ثم قال: قد تبدو بعض الناس متعبة في التو واللحظة لكنك ستتأكد لاحقا من أهمية وجود كل شخص.
قلت له: هناك أقارب ليس لهم أي لازمة في الوجود وحمل على الواحد یا برما
قال برمان الثابت علميا في قناعتنا أن "ما حدش بياخد أكثر من نصيبه"، هل فكرت يوما أن "ما حدش بياخد أكتر من نصيبة إلا بصلة الرحم"؟ هذا ليس كلاما من عندي، ده كلام النبي هو الذي قال فيما معناه: "أن من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه فليصل رحمه". ربما تكون هناك مشقة في التواصل معهم، ولكن على قدر المشقة في صلة الرحمة يكون رزقك، يا صديقي، ربنا بيرزق الناس بالناس، فما بالك إذا كانت هذه الناس قريبة؟
قلت له: والحاكم الظالم یا برما؟


الكلاب لا تأكل الشيكولاتة  لـ  عمر طاهر



القوقعة  لـ  مصطفى خليفة


حتى ربع الساعة الأخير هذا، لم تواس سوزان من محاولة إقناعي بالبقاء في فرنسا، أخذت تتكرر على مسامعي نفس الحجج التي سمعتها منذ شهور عندما أعلمتها بقراري التهاني بالعودة إلى الوطن والعمل هناك أنا ابن عائلة عربية تدين بالمسيحية والمذهب الكاثوليكي. نصف العائلة يعيش في باريس ، لذلك كانت الأبواب مفتوحة أمامي للدراسة في هذا البلد، دراستي كانت سهلة وميسرة وخاصة إنني كنت أحمد الفرنسية علي قبل قدومي إلى باريس ، درست الإخراج السيتعافي وتفوقت في دراستي . وها أنا أعود بعد
تخرجي إلى بلدي ومدينتي سوزان أيضا أبنة عائلة عربية، ولكن كل عقلتها كانت قد هاجرت وتعيش في فرنسا، أصبحنا صديقين حميمين في السنتين الأخيرتين من دراستي ، وكان يمكن أن أتزوج بمباركة العتلتين لولا إصراري على العودة إلى الوطن، وإصرارها على البقاء في فرنسا. قلت لها حسا لأخر نقاش في الموضوع ونحن في المطار : سوزان .. أنا أحب بلدية مدهشني أحب شوارعها وزواياها. هذه ليست رومانسية فارغة، إنه شرور أصيل احفظ العبارات المحفورة على جدران البيوت القديمة في حينا، أعشقها، أحن إليها. هذا أوه، أما ثانيان فهو أنني أريد أن أكون مخرجا متميزا، في رأسي الكثير من المشاريع والخطط، إن طموحي كبير، في فرنسا سوف أبقي عربية، أعمل كأي لاجيء عندهم، يفضلون علي ببعض الفتات ... لا... لا اريد. في بلدي أنا صاحب حق ... وليس لأحد ميزة التفضل علي، بقليل من الجهد أستطيع أن أثبت وجودي، هذا إذا فخينا جابا حاجة الوطن لي وأمثالي. لذلك قراري بالعودة نهائي، وكل محاولة لإقناعي عكس ذلك عمث. ران صنعت استمر بضع دقائق. سمعنا الداء. آن أوان صعود الطائرة، وقضاء شربنا ما تبقى في كؤوسنا من برة دفعة واحدة، نظرت إليها متلرأ، لمحت مشروع دمعة في عينيها، ألقت بنفسها على صدري، قبلتها سريعة. لا أطيق هكذا موقف" قلت : أتمنى لك السعادة - وأنا كذلك، أرجو أن تفقهه، حافظ على نفسك رصدت الطائرة.
: يوميات متلصص
إن التلصص الذي مارسته لم يكن تلصصا جنسيا - وان لم يخل الأمر من ذلك هذه اليوميات كلمت معظمها في السجن الصحراوي، وكلمة ( عتمت ) في الجملة السابقة ليست دقيقة ففي السجن الصحراوي لا يوجد أقلام ولا أوراق للكتابة في هذا السجن الضخم الذي يحتوي على سبع ساحات إضافة إلى الساحة صفي، وعلى سبعة وثلاثين مهجعة، وعلى العديد من المهاجع الجديدة غير المرقمة والغرف والزنازين الفرنسية (السيلول ) في الساحة الخامسة، والذي ضم بين جدرانه في لحظة من اللحظات

أكثر من عشرة الاف سجين، في هذا السجن الذي كان يحتوي على أعلى نسبة لحملة الشهادات الجامعية في هذا البلد، لم ير السجناء - وبعضهم قضى أكثر من عشرين عاما - اية ورقة أو قلم. الكتابة الذهنية أسلوب طوره الإسلاميون. " أحدهم كان يحفظ في ذهنه أكثر من عشرة آلاف است، هم السجناء الذين دخلوا السجن الصحراوي، مع أسماء عائلاتهم، مدنهم أو قراهم، تاریخ اعتقالهم، أحكامهم، مصيرهم
عندما قررت كتابة هذه اليوميات كنت قد استطعت بالتدريب تحويل الذين إلى شريط تسجيل، سجلت لهه كل ما رأيت، وبعض ما سمعت. والأن أفرغ "بعض" ما احتواه هذا الشريط - هل أنا نفس ما گفته قبل ثلاثة عشر عاما ؟! ... شعم ... ولا. نعم صغيرة، ولا كبيرة. نعم، لأنني أفرع وأكتب "كتابة حقيقية" بعضا من هذه اليوميات ولا.. لأنني لا أستطيع أن أكتب وأقول كل شيء . هذا يحتاج إلى عملية بوح ، وللبوح شروط . الظرف الموضوعي والطرف الأخر 20 نیسان وقفت على سلم الطائرة قليلا اتملي أبنية المطار. انظر إلى الأضواء المعيدة، أضواء مدينتي. إنها لحظة رائعة نزلت، أخذت حقيبتي وجواز السفر في يدي، إحساس بالارتياح، إصاص من يعود إلى بيته وزواياه الملونة بعد طول غیاب. طلب مني الموظف الانتظار، فرا جواز السفر، رجع إلى أوراق عقده، بعدها طلب مني الانتظار، فانتظرت اثنان من رجال الأمن استلما جواز السفر وبلطف مبالغ فيه طلها مني مرافقتهما. أنا وحقيبتي - التي لم ارها بعد ذلك - ورطة في سيارة الأمن على طريق المطار الطويل، ارقي الأضواء
على جانبي الطريق، ارقب أضواء مدينتي تقرب، التفت إلى رجل الأمن الجالس إلى جواري، اساله - خير إن شاء الله ؟ .. لماذا هذه الإجراءات ؟! يصاب سبابته على شقتهه، لا ينطق بأي حرف، يطلب مني السكوت، فأسكت! رحلة من المطار إلى ذلك المبنى الكليب وسط العاصمة. رطة في المكان ومنذ تلك اللحظة ولى ثلاثة عشر عاما قادمةرحلة في الزمان. "عرفت فيما بعد أن أحدهم، وكان طالبا معطا في باريس، قد كتب تقريرا رفعه إلى الجهة الأمنية التي يرتبط بهاء يقول هذا التقرير التي قد تفوهت بهارات معادية للنظام القادم، وإنني تلقظت بعبارات جارحة بحق رئيس الدولة، وهذا الفعل يعتبر من الشهر الجرائم، يعدل فعل الخيانة الوطنية إن لم يكن أقسی۔ وهذا جرى قبل ثلاث سنوات على عودتي من باريس". تلك التقرير فادني إلى هذا المبنى الذي يتوسط العاصمة - قريبا من بيتنا هذا المهني الذي أعرفه جيدا ، فلطالما مررت من أمامه. گفت حينها ثارا بالغموض الذي يلقح والحراسة الشديدة حوله.






رجلا الأمن يحفراني، اشتدت قبضاتهما على ساعدي عندما ولحنا الباب إلى العمر الطويل . في آخر العمر شب، صاح عندما رأنا - أهلهن موسی ..شو ؟! أخضر ولا أحمر؟ - کلو أخرى من بعض. من العمر إلى ممر آخر، درج ناظي، ممر طوي، غرفة إلى اليمن... قرع الباب... صوت من الداخل: أدخل. فتح مرافقي الباب بهدوء، ثم خيط الأرض بقدميه بقوة - احترامي سيدي .. هذا مطلوب جهناه من المطار .. سيدي. انسلت إلى ألفي رائحة مميزة، لا يوجد مثيلها إلا في مكان ضباط الأمن، هي خليط روائح العطور المختلفة السجائر الفاخرة، رائحة العرق الإنساني، رائحة الأرجل كل ذلك ممزوج برائحة التعدين. العذاب الإنساني. رائحة القوة. ما أن تصل الرائحة إلى أن الإنسان حتى يشعر بالرهبة والخوف، وقد شعرت بهما رغم اعتقادي أن التماسا ما وراء كل هذا۔ التفت إلينا شخص عملاق، أبيض الشعر ذو وجه أحمر، لمحت عند قدميه شاها مقرفصا معصوب العينين، قال العملاق - خذه لعند أبو رمزت جذبني المر القان، هذه المرة بعطف طاهر. ممرات وأدراج، كم يبدو البناء صغيرة من الخارج، بينما هو بكل هذا الأشاع من الداخل، خلال مسیرشا تصلي أصوات صراخ إنساني واستغاثات، كلما تقد منا أكثر تزداد هذه الأصوات ارتفاعا ووضوحة، نزلنا - على ما اعتقد إلى القبر، فتح أحد مرافقي المال، رایت مصدر الصراع والاستغاثة، فالجألتني صرخة ألم عالية إثر ضربة كلل على قمي الشخص المعند الرضا والمحشور في دولاب سيارة خارجي، رجلاه مرتفعتان في الهواء "احسست أن شيني بين فخذي قد ارتحق". بينما كنت مذهولا من رؤية الكابل الأسود يرتفع ثم يهوي على قدمي الشاب المحشور في دولاب السيارة الأسود ثم يرتفع نقرأ معه نقاط الدم ونقف اللحم الأنمي، جمدني صوت زاعق. التفت مرغما إلى مصدره، في زاوية الغرفة رجل محتقن الوجه، محمزه، والزبد يرعي على زاويتي فمه - طقش عيونه ..ولا حمار !! قفز أحد مرافقي قفزتين، واحدة إلى الأمام، وأخرى إلى الوراء، وإذا بشيء يوضع على عيني و ربط بطط خلق رأسي، ولم أعد أرى شيئا - و قوه على الحائط تفعة على ظهري، صفعة على رقبتي، بيداي إلى الخلف، أسير مرغما، يرتطم راسي بالجدار، أق. - ارفع يديك لفوق ..ولك كلب ..

القرآن والسلطان  لـ  فهمى هويدى


هذا الكتاب ينبغي ألا يصنف تحت أي من العناوين المبتدعة في زماننا هذا ، سواء كانت الإسلام الجديد أم الإسلام المستنير أم الإسلام التقدمي ، أم ما شابه تلك الصياغات التي لقيت رواجا ، وازدحمت بها السياحة الفكرية خلال السنوات الأخيرة .
إنما غاية ما أتمناه أن يظل كل حوار أو رأي - وإن أخطأ - محكومة دائمة بلافتة واحدة ، ومدرجة دائمة تحت كلمة واحدة ، هي
الإسلام ، وكفي !
ذلك أنه منذ أطلت علينا ظاهرة ما يسمى بالصحوة الإسلامية ، وبالأخص منذ حققت الثورة الإسلامية في إيران انتصارها الباهر على الشاه السابق بجبروته وأجهزته العاتية والقوى العظمى التي كانت تسانده , منذ ذلك الحين ، ظهرت على السطح شريحة جديدة من المفكرين والكتاب العرب و المعجبين بالإسلام ، الذين استهوتهم بعض جوانب فيه ، ولجأوا إلى تنظير موقفهم وصياغته , قاقتطع كل منهم الجزء الذي أعجبه ، وأقام عليه منبرأ ولافتة إسلامية ، ومضي بحدثنا من تحتها عن ذلك الاكتشاف المدهش
وعن هؤلاء فرأنا - ولا زلنا - الكثير عن « الإسلام السياسي و الاجتماعي وه الإسلام الثوري ، لا شيء عن الإسلام الدين والرسالة ، لا شيء عن الإسلام العقيدة والشريعة ، ولكنهم اختاروا فقط « لقطات : فريدة وجذابة من المشهد كله .
بعين السائح و منطقه مروا على الإسلام أو تعاطفوا معه . ذلك أن السائح عندما يتعلق بشيء ما في بلد ما ، فإن وقفته أمامه قد تطول ، و إعجابه به قد يملأ عليه قلبه وعقله ، ومعرفته به قد تتعدد وتزداد عمقا ، لكن انتماءه الحقيقي يظل لشيء آخر ، وفي بلد آخر !
وهكذا فعل بعض مفكرينا من : الإسلاميين بالسياحة ، تعاطوا الإسلام
القرآن والسلطان  لـ  فهمى هويدى

كمعجبين ، فأسمعونا إطراء و كلام حلوة وحماسية أحيانا ، لكن انتماءاتهم ظلت إلى شيء آخر ، وربما إلى عالم آخر !
ولا اعتراض لنا على ذلك ، إلا من باب واحد ، عندما يحاول هؤلاء أن يشكلوا من بيننا و وفود سياحية تطوف بأجنحة الإسلام ، لكي نشاركهم الاعجاب بتلك اللقطات والأركان الفريدة والجذابة التي اكتشفوها فيه.
ذلك أن المطلوب ليس أن نحول المنتمين إلى معجبين ، فتلك خطوة إلى الوراء بكل تأكيد. إنما المطلوب أن تخطو إلى الأمام، فتحول المعجبين إلى منتمين
وإذا كان يرضي كثيرين أن يتراید - مثلا - عدد الذين تستهويهم حيوية الإسلام السياسي أو فاعلية الإسلام الثوري ، إلا أنه يسعدهم أكثر أن تشع العلاقة وتتطور من الاعجاب إلى الاعتقاد ، أو من الحب إلى الزواج إذا جاز التعبير !
ثمة فريق آخر من الكتاب والمفكرين انتهج خطة مختلفة . فهم في مناخ : الصحوة صعدوا إلى المسرح . لا لكي يستظلوا بمظلة الإسلام ، وإنما لكي بسحبوا تلك المظلة إلى مسرح مختلف ، في موقع مختلف .
هم هنا لم يلتحقوا بالعربية ليطوفوا مع السائحين وبشار گونهم الأعجاب بالإسلام ، ولكنهم حاولوا أن يقفزوا إلى مقعد القيادة ليذهبوا بالعربة كلها إلى مكان آخر، في اتجاه آخر ا
لقد عهدنا منذ زمن طويل أن يسعى الحكام والكهنة إلى توظيف الدین لصالحهم وفي خدمة سلطانهم وأطماعهم ، وهو سعي لم يتوقف حتى يومنا هذا . لكننا نشهد في الآونة الأخيرة إضافة جديدة إلى فرق المستثمرين للدين ، تضم بعض المثقفين الذين شرعوا في انتقاء ما تصوروه لا مفيدة ، و إيجابية في الإسلام ، تمهيد لاجتراء تلك المساحات وإقامة أبنية أخرى فوقها ، مطعمة بالإسلام استجابة للمناخ العام ، لكنها ليست من الإسلام في شيء !
وأكاد أقول إننا أمام «ظاهرة جديدة ، فبعد أن كان اليمين ممثلا في أولئك الحكام والكهنة هو الذي يسعى جاهدة لاستخدام الدين وتوظيفه ، فإن بعضا من أهل اليسار يحاول الآن استخدام السلاح ذاته ، مع تقليمه وتطويعه باسم التجديد والمعاصرة والتقدم ، وتحت لافتات لا تخلو من بريق مثل الإسلام الجديد والتقدمي
والمستنير






وهنا أحب أن أسارع بإيضاح أمرين :.
الأول : انتي في هذا السياق لا أسجل موقفا ضد تلك التيارات ، وان اختلفت معها ، كما أني لا أحاول أن أستعدي عليهم أحدة ، بل أذهب إلى الظن بأن المؤمنين بالله وكتبه من أهل اليسار هم أقرب إلى الفهم الصحيح للإسلام من كثيرين غيرهم ، من حيث وعيهم المقترض بقضية العدل الاجتماعي ، ولكني فقط أسجل موقفا ضد محاولة الانتقاء من الإسلام وتفصيل بعض أجزائه على قياسات بذاتها . ضد تفتيت الإسلام وتقطيع أوصاله ، وإن تم ذلك بحسن نية ولأهداف يجدها أصحابها شريفة ونبيلة .
الثاني : أنه من التبسيط الشديد للأمور ، وربما من السذاجة الشديدة ، أن يتصور أحد أنني ضد التجديد والمعاصرة والتقدم ، لأن العكس هو الصحيح تماما . فوقني ، الذي أرجو ألا يكون بحاجة إلى إعلان ، هو على طول الخط مع المخلصين الواقفين تحت تلك الشعارات المضيئة ، شريطة أن نظل ثابتين على أرضية الإسلام وتحت رايته ومظلته .
ليس هناك إسلام تقدمي وآخر رجعي ، وليس هناك إسلام ثوري وآخر استسلامي ، وليس هناك اسلام سياسي وآخر اجتماعي ، أو إسلام السلاطين وآخر للجماهير .. هناك إسلام واحد ، كتاب وأحد أنزله الله على رسوله ، وبلغه رسوله إلى الناس .
و بعد البلاغا صارت الأمانة و في أعناق الناس ومن مسؤولياتهم.
فإذا تعددت الاجتهادات يمينا ويسارا ، وإذا تراوحت الممارسات صعودا وهبوطا أو سقوطأ ، و إذا أحسن البعض فهم الإسلام أو أمياء ، فذلك شأن المسلمين أولا وأخيرا ، وينبغي ألا يحمل بأي حال على الإسلام
وإذا كان التحفظ ضرورية على ما يقوله البعض من خارج الدائرة الإسلامية ، فإن التحفظ يصيح أوجب إزاء ما يردده البعض من داخل البيت الإسلامي !
ذلك أنه إذا كنا قد عرفنا فريقا يرى الإسلام بعين السائح ، وفريقا آخر يحاول أن يجر مركبة المعجبين بالإسلام وغيرهم في اتجاهات أخرى بعيدة عن الإسلام ، فإن هذا الفريق الثالث يرتكب ما هو أفدح ، اته بانتهازيته حينا ، وضيق صدره حينا ، وضيق أفقه أحيانا ، يكاد يقود المركبة كلها إلى الغرق !


القرآن والسلطان  لـ  فهمى هويدى



القرآن كائن حى  لـ  مصطفى محمود


اللغة القرآنية تختلف عن لغتنا التي نكتب بها أو نتكلم بها في أنها محكمة لا خطأ فيها ولا نقص ولا زيادة. .
وقد كثر الكلام عن الآيات الكونية التي تحدثت عن النجوم ومساراتها والأرض وخلقها والحياة وبدايتها.. وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المبهر من الحقائق خلال مئات السنين التي أعقبت التنزيل القرآني، فلم تخرق حرفا قرآنیا واحدا، ولم تنقض آية، بل توافقت
جميعها مع كلام القرآن وزادته توکيدا.
کہا جاء القرآن في نظم الحكم وفي الاقتصاد، وفي الأخلاق وفي حقوق الإنسان، وفي الأسرة وفي الزواج والمرأة، والشرائع بالكلمة النهائية الجامعة.
القرآن كائن حى  لـ  مصطفى محمود

کا انفرد بذروة في البلاغة، وقمة في البيان وجمال في الأسلوب لم يطاوله فيه كتاب.. وقد أفاض القدماء في هذا وأغنونا.





لكن يظل هناك وجه معجز من وجوه القرآن ربما كان أهم من كل هذه الوجوه.. يحتاج إلى وقفة طويلة.. وهو ما أسميته بالمعمار أو البنية الهندسية، أو التركيب العضوي أو الترابط الحي بين الكلمة والكلمة
وما أشبه القرآن في ذلك بالكائن الحي.. الكلمة فيه أشبه بالخلية.. فالخلايا تتكرر وتتشابه في الكائن الحي، ومع ذلك فهی لا تتكرر أبدا.. وإنما تتنوع وتختلف.. وكذلك الكلمة القرآنية فإننا نراها تتكرر في السياق القرآني ربما مئات المرات، ثم نكتشف أنها لا تتكرر أبدا برغم ذلك، إذ هي في كل مرة تحمل مشهدا جديدا.. وما يحدث أنها تخرج بنا من الإجمال إلى التفصيل، وأنها تتفرع تفرعا عضوا.. تماما مثل الذرة التي تعطى جذرا وساقا ثم أغصانا ثم أوراقا ثم براعم ثم أزهارا ثم ثمارا، وهي في كل مرة لا تخرج عن كونها نبات البرتقال.. ولكنها عبر هذا التفصيل تعطينا في النهاية حقيقة نبات البرتقال.. وذلك هو الترابط العضوي أو المعمار الحي.. والقرآن بهذا المعنى يشبه جسي
حيا.. والكلمة القرآنية تشبه كائنا حيا أو خلية جنينية حية، فهي تتفرع عبر التكرار الظاهر لعرض مشاهد يكمل بعضها بعضا تماما كما تنقسم خلية الجنين لتعطى خلايا الرئتين والقلب والكبد .

والأحشاء والعظام والجهاز العصبي إلى أن تعطينا في النهاية إنسانا کاملا.. وقد جاء كل هذا التنوع من خلايا متشابهة.. فذلك هو التفصيل الذي كان مجملا في الخلية الأولى للجنين.
وكمثال نأخذ كلمة «العلم» في القرآن |
فنجد أن العلم يأتي في البداية مجملا بمعنى النظر في خلق السموات والأرض.. ثم نجد هذا النظر يأتي بعد ذلك مفصلا..



القرآن كائن حى  لـ  مصطفى محمود 



القراءة المثمرة  لـ عبد الكريم بكار



فقد كان الأمة الإسلام تاريخ حافل بالإنجازات الكبرى في شتى المجالات، وهو على درجة من الوضوح تغنيه عن أي شرح... والمتابع لتاريخ النمو الحضاري في الإسلام يلحظ بوضوح أنه كان في توتره مقترنا دائما ب (القراءة) وحب العلم والشغف بالمعرفة، وكثرة العلماء والباحثين في ميادينها المختلفة، مما لا يدع مجالا لأي شك في أن الولع بالمزيد من الاطلاع، واصطحاب الكتاب هو
أحد الحلول المهمة للأزمة الحضارية التي تعاني منها أمة الإسلام.
وإذا أمعنا النظر في واقع الأمم الصاعدة اليوم؛ لمسنا
القراءة المثمرة  لـ عبد الكريم بكار

للوهلة الأولى أنها اعتمدت النهوض بالتعليم وتيسير سبل التثقف أساسا لتقدمها الحضاري في جوانب الحياة كافة. وفي المقابل فإن الشعوب التي توصف اليوم بأنها متخلفة، تشترك جميعا في أنها لا تملك بنية معرفية صحيحة، كما أن بين معظم أفرادها وبين الكتاب نوعا من الجفاء، ونوعا من الخلل في أسلوب التثقف ، وفي الحساسية نحو المعارف الجديدة .
سيكون من المؤسف أن تحتاج أمة، أول كلمة نزلت في کتابها ودستورها الثقافي كلمة (اقرأ) إلى من يحثها على القراءة، ويكشف لها عن أهميتها في استعادة ذاتها وكيانها! |
ومع هذا، فإن علينا أن نواجه مشكلاتنا بواقعية وشجاعة، ونكف عن التغني بأمجاد الآباء والأجداد، والإشادة بانتصارات لم نخض معاركها.
ولعل الله - جل وعلا - يقدر لهذه الرسالة الصغيرة أن تشكل إسهامة متواضعة في تحسين موقفنا من الكتاب، وتعاملنا معه. إنه سميع مجيب.

إن فطر الله - جل وعلا - لبني الإنسان على التساؤل وحب الاستكشاف أتاح لهم أن ينموا كينوناتهم المعرفية، وأن يندفعوا دائما نحو معرفة المزيد دون أن يجدوا أي حدود للتشبع أو الارتواء. كان العلم في القديم يقوم على (النقل)، فكان التعلم والتعليم عبارة عن أفعال مقترنة بالزمان؛ حيث يتمان وفق تتابع زمني، وحين يموت العالم، فمن الممكن أن يذهب معه أفضل ما يعرف.
وحين صار للغات أبجديات، وتمتع الإنسان بنعمة الكتابة انتقلت المعرفة من حيز الزمان إلى حيز المكان، وصار الحفظ والتوثيق والاسترجاع والنشر، مما هو متاح على أوسع نطاق، وبذلك أمكن للناس أن يطوروا معارفهم على نحو مدهش، وصار للبشرية بذلك تاریخ جدید!.
إن هناك دواعي كثيرة ، تفرض على الواحد منا أن يتعلم، ويقرأ، ويكتسب الخبرات مدى الحياة، منها:






ا- إن الذي يدعو الإنسان إلى مزيد من التعلم، هو العلم نفسه، إذ إنه كلما زادت المعرفة، اتسعت منطقة المجهول . والتقدم نفسه يعمل على زيادة حاجة الإنسان الشديدة إلى المعرفة؛ حيث إن التوغل في حقول المعرفة، يتيح إمكانات ومجالات جديدة، ويولد دوافع جديدة للتقدم الأوسع نطاقا .
المثقف الذي يرغب في الحفاظ على قيمة ثقافته وكرامتها، مطالب بأن يعيد تكوين ثقافته على نحو مستمر و متجدد. وعندما يشعر بالاكتفاء بما لديه من معلومات ، سيضع نفسه على شفا الانحطاط . وإذا كان متخصصا فإن أمواج القفزات العلمية في تخصصه ستقذف به نحو الشاطئ، ليجد نفسه في النهاية خارج
التخصص
الوضع الذهني للرجل متوسط الثقافة . فضلا عن الضعيف - يسف وينحط بسبب ما يحتشد من النظريات والأفكار والمذاهب التي لم يعد بإمكانه المساهمة فيها، حتى لو أبدی اهتماما بها.
إن جهلنا ينبسط مع تقدم المعرفة، كما ينبسط سطح التماس لكرة ما مع العالم الخارجي عندما يكبر قطرها، وهذا پشگل تحدية متزايدة لكل قارئ .


القراءة المثمرة  لـ عبد الكريم بكار 



القراءة الذكية  لــ  ساجد العبدلي



لا أظنه يخفى على أحد منكم وضع الكتاب، وحالة القراءة عموما، في عالمنا العربي في زمننا الحالي، فالوضع سين بل ربما سين جداا أقول هذا وأنا أدرك الطغيان الكبير لوسائل المعلومات الأخرى من فضائيات وإنترنت وغيرها، وأدرك مدى سهولة وصول المعلومة التي توفرها هذه الوساتل بالمقارنة مع الكتاب، لكن وحتى اكون منصفا، فحال القراءة والكتاب تأثرت في العالم الحديث
أجمع
إحدى الدراسات الحديثة التي جرت في العام ۲۰۰۳ أشارت إلى آن ۵۰ من الجمهور الفرنسي بدأ يعزف عن شراء
الكتب ويتجه إلى الإنترنت كمصدر للمعلومات والمتعة. هل تتسورون أن مثل هذا من الممكن أن يحصل في فرنسا، بلد النور والنقاهة كما يسمونها ؟
القراءة الذكية  لــ  ساجد العبدلي

نعم يحصل
ولذلك فقد أعلن وزير الثقافة الفرنسي حالة الطوارئ القصوى لأنه وجد متموب القراءة في انخفاض، فنزل هو ومعه كبار الكتاب والمؤلفين في الشوارع والحدائق العامة والمراكز الثقافية والمكتبات العامة يقرؤون ويتحدثون مع الناس من حولهم عن القراءة والكتب في مهرجان أسموه (مهرجان جنون المطالعة |
ولنتصور الوضع في العالم العربي 19 ما من شك بأن الوضع أسوأ بكثير عندنا وأن الفرق شاسع بين عالمنا العربي والغرب في هذا الصدد وهل تتصورون أن متوسط القراءة في العالم العربي يوازي ستة دقائق في السنة للفرد الواحد. ستة دقائق
هل تصدقون بأن كتابا واحدا فقط يصدر تكل ربع مليون مواطن عربي سنويا، بينما في المقابل يصدر
كتاب الكل 15 ألف مواطن في العالم المتقدم - هل تتخيلون أن الناشر العربي لا يطبع أكثر من ۳۰۰۰ نسخة من الكتاب الواحد غالبا لأنه يعرف أنه إن
طيع أكثر من ذلك فسيعجز عن أن يجد من يشتريها! | يذكر تقرير لمنظمة اليونسكو نشر في العام ۱۹۹۹م أنه يصدر في مصر ما يقارب من ۱۱۰۰ کتابا سنويا، بينما يصدر في بريطانيا ما يناهز ۸۰۰۰ كتاب في ذات الفترة، وفي روسيا ما يناهز ۸۲۰۰۰ کتاب وفي الولايات المتحدة ما يقارب ۸۵۰۰۰، لكن الكارثة الأكبر أن ما تقبعه دور النشر العربية مجتمعة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر
في كل عام لا يوازي تصف ما تطبعه الطابع الإسرائيلية في نفس الفترة؟ أعتقد أن ما سبق كاف جدا ليدرك القارئ حجم وأبعاد المشكلة في عالمنا العربية






لذلك فمن الطبيعي أنثي وعندما قررت أن أكتب كتابا حول القراءة وجدت معارضة للفكرة ممن حولي، لأنها ، وبحسب ما قالوه لي لن تستهوي أحدا، ولن تجد لها جمهورا وبالفعل، فهذا الكلام منطقي إلى حد كبير، فكيف لي أن أقنع أناسا لا تقرأ، وربما تفعل ذلك لأنها لا تريد أن تقرأ أصلا بأهمية التراوڈ، بواسطة كتاب ۱۹ آنا حينها سأكون كمن يطلب من شخص أن يعبر سورا عاليا ، فيضع له السلم على الجانب الأخر من السورة أخرون قالوا لي بان الناس بعيدة كل البعد عن القراءة والكتب لأنها مشغولة بالدوران في مجلة الحياة ، وأن جهودي ستضيع سدى، فقلت لهم لكن المتنبي يقول، وخير جليس في الزمان كتاب، فأجابوني بأن لا أحد جالس في هذا الزمان الكل وافض وماش وربما يركض و الناس صارت تاكل وهي واقفة، وتعمل وهي تمشي، بل تعيش وهي تركض إذن فالمهمة صعبة والطريق محفوفة بالصعاب، والنهاية أيضا غير مضمونة لكن وبالرغم من كل هذه الصعوبات فقد قررت أن أخوض التجربة، وأن أكتب هذه الأوراق قررت ذلك وأنا أتبع خيطا رفيعا من الأمل، الأمل بأن يقع الكتاب بيد من يجد فيه ما يشحذ همته لتصبح القراءة دأبه الدائم وشغله الشاغل، وما يشجعة لدعوة من هم حوله إلى عالم القراءة، هذا العالم السحري البديع الذي لا يعلم

القراءة الذكية  لــ  ساجد العبدلي 



الفيل الأزرق  لـ  أحمد مراد


منبه المحمول انتزعني من غياهب الثوم، راقدا على جانبي الأيسر ألفظ أنفاسي، قلبي منسحق في ضلوعي، صفراء معدتي تسلخ لقي والعرق يكسوني كملاكم في جولته الثانية عشرة..
مددت ذراعي سرا إلى المنضدة قلم تحرك تنميلا، تفضتها ليتدفق الأم فيها قبل أن ألتقط المحمول لأخرس إلحاح جرسه المستفز،
تحاملت لأجلس مقاوما كرات الاستيقاظ وداع شرعي من بقايا الكحول في أوردتي، جمرة مستعرة في مؤخرة رأسي تصب الحمم بين عيني، في مرآة الدولاب المواجه لمحتني، مأساة إغريقية لن تكون قدت ظهري فطقطقت فقراتي ألما قبل أن ألفف بیجارة الاستصباح وأنا أتأمل الماكينة الHarley Davidsons» «لون كريمي طراز «Fat Boy
۱۳۲ فرس؛ الرابضة بجانبي تحتضن المخدات بين ساقيها، ليلة أمس رؤع رئیر موتورها جيراني وترك لي ژکوبها شذا عليا، تأملت منحنياتها القياسية، منكبيها ناصعي البياض المرضعين بالتش، ځصلاتها التجرية العابقة بالكحول، وعدادي الشرعة المدللين اللذين تركت عليهما بصماتي..
الفيل الأزرق  لـ  أحمد مراد

مایا.. حالة الجو معك دائما.. صیقا کاریبیا.. على القمر ..
استحلبت نیکوتیني ثم أنزلت قدمي أتحسس بشبا ترخت فيه حتى المطبخ على صوت طقطقة گاچلي المعتادة في كل خطوة التقطت من الثلاجة زجاجة Meistern ترتجف، لا يفل “داع حول إلا الكحول! تجرعتها دفعة واحدة ثم أضفت الزجاجة بحرص إلى هرم الزجاجات الفارغة الذي أصدرت قرارا بتشييده منذ شهرين اليحيل اسمي تخليدا، بضع جاجات إضافية وأبلغ القمة! ملت مكعبات الثلج من الفريزر إلى الحمام، فتحت المياه بعدما وضعت السدادة ثم أفرغت يدي، امتلأ الحوض فدسست رأسي في المياه المثلجة قبضا لأوعيتي المحتقنة، محاولة دبلوماسية لإقناع الدم بالكف عن طرق رأسي، دقيقة وخبت الجمرة، ثم انطفأت، ژفرت أنفاسي في سبعة وثلاثين عاما معكوسة أمامي في المرآة ! ما يغير فيلا، لكنه يظل فيلا بمخرطوم! أما أنا فلا! گل سنة تمر ألقي في المرآة غريبا أبذل جهدا في استيعاب قسماته، مقارنة بصور الثانوية العامة؛ أنا لم أعد أمت لي بصلة! هذا بالإضافة لعوامل التعرية؛ ذقن تغزوها الشعيرات البيضاء باستحياء، أسنان تطمسها السجائر والقهوة بالتناوب، وعينان تزحف عليهما العروق الحمراء تزحف اللبلاب على الجدران..
موت خفيف... استسلمت لش بارد قبل أن أغرس قلم الأنسولين الرحيم في خذي، ثلاثون وحدة يعوضون تقاعس بنکریاس مخز ويحرقون






مقدما ما اسارمرمها من الشارع حتى الليل، سحقت شميطة في قطعة جبن وأنا أرمق ظرف خطاب الإنذار الملقي فوق المنضدة، أخرجت الورقة منه وتمشيت بعيني فوق كلماته اللزجات..
إنذار رقم ۲: «انقطاع عن العمل بدون إذن».. السيد بحی... ممم... وحيث إنك قد تعذيت المدة القانونية 150 يوما، منقطعا عن العمل بدون إبداء إذن تقبله الإدارة... ممم... فإن الإدارة مضطرة لاتخاذ... ممم.. وتطبق أحكام المادة ۹۸ من القانون 47 لسنة... ممم.. بالفصل النهائي... لعن الله الشئون القانونية وأحرق ملفاتها وشرد موظفيها؟
بترت قراءتي وكورت الجواب لألقيه في صندوق القمامة ليسقط كالعادة بجانبه، ثم دلفت غرفتي وفتحت الدولاب لألتقط ما أرتديه حين لمخت شترة قديمة تتواری مني في كن، تفضتها وجربتها فضولا فبدوت داخلها نحيلا كمطرقة الجرس للجرس، خلعتها ووضعتها في كيس وأكملت ارتداء ملابسي مجاهدا للعثور وسط القدم والتيه على جوربين من نفس اللون قبل أن أتجه لمايا النائمة على بطنها فتيلة طعنات اللذة، أرحت صلاتها من فوق أذنها ووسوست لها:
- مايا.. عندي مشوار لازم اروحه..
لم تتحرك ولم تفتح جفنيها، فقط أجابت بشفاه مبحوحة ملئها الألال:
- بتهزر.. استئى أما أصحا..

الفيل الأزرق  لـ  أحمد مراد 




MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget