القراءة الذكية لــ ساجد العبدلي

القراءة الذكية  لــ  ساجد العبدلي



لا أظنه يخفى على أحد منكم وضع الكتاب، وحالة القراءة عموما، في عالمنا العربي في زمننا الحالي، فالوضع سين بل ربما سين جداا أقول هذا وأنا أدرك الطغيان الكبير لوسائل المعلومات الأخرى من فضائيات وإنترنت وغيرها، وأدرك مدى سهولة وصول المعلومة التي توفرها هذه الوساتل بالمقارنة مع الكتاب، لكن وحتى اكون منصفا، فحال القراءة والكتاب تأثرت في العالم الحديث
أجمع
إحدى الدراسات الحديثة التي جرت في العام ۲۰۰۳ أشارت إلى آن ۵۰ من الجمهور الفرنسي بدأ يعزف عن شراء
الكتب ويتجه إلى الإنترنت كمصدر للمعلومات والمتعة. هل تتسورون أن مثل هذا من الممكن أن يحصل في فرنسا، بلد النور والنقاهة كما يسمونها ؟
القراءة الذكية  لــ  ساجد العبدلي

نعم يحصل
ولذلك فقد أعلن وزير الثقافة الفرنسي حالة الطوارئ القصوى لأنه وجد متموب القراءة في انخفاض، فنزل هو ومعه كبار الكتاب والمؤلفين في الشوارع والحدائق العامة والمراكز الثقافية والمكتبات العامة يقرؤون ويتحدثون مع الناس من حولهم عن القراءة والكتب في مهرجان أسموه (مهرجان جنون المطالعة |
ولنتصور الوضع في العالم العربي 19 ما من شك بأن الوضع أسوأ بكثير عندنا وأن الفرق شاسع بين عالمنا العربي والغرب في هذا الصدد وهل تتصورون أن متوسط القراءة في العالم العربي يوازي ستة دقائق في السنة للفرد الواحد. ستة دقائق
هل تصدقون بأن كتابا واحدا فقط يصدر تكل ربع مليون مواطن عربي سنويا، بينما في المقابل يصدر
كتاب الكل 15 ألف مواطن في العالم المتقدم - هل تتخيلون أن الناشر العربي لا يطبع أكثر من ۳۰۰۰ نسخة من الكتاب الواحد غالبا لأنه يعرف أنه إن
طيع أكثر من ذلك فسيعجز عن أن يجد من يشتريها! | يذكر تقرير لمنظمة اليونسكو نشر في العام ۱۹۹۹م أنه يصدر في مصر ما يقارب من ۱۱۰۰ کتابا سنويا، بينما يصدر في بريطانيا ما يناهز ۸۰۰۰ كتاب في ذات الفترة، وفي روسيا ما يناهز ۸۲۰۰۰ کتاب وفي الولايات المتحدة ما يقارب ۸۵۰۰۰، لكن الكارثة الأكبر أن ما تقبعه دور النشر العربية مجتمعة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر
في كل عام لا يوازي تصف ما تطبعه الطابع الإسرائيلية في نفس الفترة؟ أعتقد أن ما سبق كاف جدا ليدرك القارئ حجم وأبعاد المشكلة في عالمنا العربية






لذلك فمن الطبيعي أنثي وعندما قررت أن أكتب كتابا حول القراءة وجدت معارضة للفكرة ممن حولي، لأنها ، وبحسب ما قالوه لي لن تستهوي أحدا، ولن تجد لها جمهورا وبالفعل، فهذا الكلام منطقي إلى حد كبير، فكيف لي أن أقنع أناسا لا تقرأ، وربما تفعل ذلك لأنها لا تريد أن تقرأ أصلا بأهمية التراوڈ، بواسطة كتاب ۱۹ آنا حينها سأكون كمن يطلب من شخص أن يعبر سورا عاليا ، فيضع له السلم على الجانب الأخر من السورة أخرون قالوا لي بان الناس بعيدة كل البعد عن القراءة والكتب لأنها مشغولة بالدوران في مجلة الحياة ، وأن جهودي ستضيع سدى، فقلت لهم لكن المتنبي يقول، وخير جليس في الزمان كتاب، فأجابوني بأن لا أحد جالس في هذا الزمان الكل وافض وماش وربما يركض و الناس صارت تاكل وهي واقفة، وتعمل وهي تمشي، بل تعيش وهي تركض إذن فالمهمة صعبة والطريق محفوفة بالصعاب، والنهاية أيضا غير مضمونة لكن وبالرغم من كل هذه الصعوبات فقد قررت أن أخوض التجربة، وأن أكتب هذه الأوراق قررت ذلك وأنا أتبع خيطا رفيعا من الأمل، الأمل بأن يقع الكتاب بيد من يجد فيه ما يشحذ همته لتصبح القراءة دأبه الدائم وشغله الشاغل، وما يشجعة لدعوة من هم حوله إلى عالم القراءة، هذا العالم السحري البديع الذي لا يعلم

القراءة الذكية  لــ  ساجد العبدلي 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget