القراءة المثمرة لـ عبد الكريم بكار

القراءة المثمرة  لـ عبد الكريم بكار



فقد كان الأمة الإسلام تاريخ حافل بالإنجازات الكبرى في شتى المجالات، وهو على درجة من الوضوح تغنيه عن أي شرح... والمتابع لتاريخ النمو الحضاري في الإسلام يلحظ بوضوح أنه كان في توتره مقترنا دائما ب (القراءة) وحب العلم والشغف بالمعرفة، وكثرة العلماء والباحثين في ميادينها المختلفة، مما لا يدع مجالا لأي شك في أن الولع بالمزيد من الاطلاع، واصطحاب الكتاب هو
أحد الحلول المهمة للأزمة الحضارية التي تعاني منها أمة الإسلام.
وإذا أمعنا النظر في واقع الأمم الصاعدة اليوم؛ لمسنا
القراءة المثمرة  لـ عبد الكريم بكار

للوهلة الأولى أنها اعتمدت النهوض بالتعليم وتيسير سبل التثقف أساسا لتقدمها الحضاري في جوانب الحياة كافة. وفي المقابل فإن الشعوب التي توصف اليوم بأنها متخلفة، تشترك جميعا في أنها لا تملك بنية معرفية صحيحة، كما أن بين معظم أفرادها وبين الكتاب نوعا من الجفاء، ونوعا من الخلل في أسلوب التثقف ، وفي الحساسية نحو المعارف الجديدة .
سيكون من المؤسف أن تحتاج أمة، أول كلمة نزلت في کتابها ودستورها الثقافي كلمة (اقرأ) إلى من يحثها على القراءة، ويكشف لها عن أهميتها في استعادة ذاتها وكيانها! |
ومع هذا، فإن علينا أن نواجه مشكلاتنا بواقعية وشجاعة، ونكف عن التغني بأمجاد الآباء والأجداد، والإشادة بانتصارات لم نخض معاركها.
ولعل الله - جل وعلا - يقدر لهذه الرسالة الصغيرة أن تشكل إسهامة متواضعة في تحسين موقفنا من الكتاب، وتعاملنا معه. إنه سميع مجيب.

إن فطر الله - جل وعلا - لبني الإنسان على التساؤل وحب الاستكشاف أتاح لهم أن ينموا كينوناتهم المعرفية، وأن يندفعوا دائما نحو معرفة المزيد دون أن يجدوا أي حدود للتشبع أو الارتواء. كان العلم في القديم يقوم على (النقل)، فكان التعلم والتعليم عبارة عن أفعال مقترنة بالزمان؛ حيث يتمان وفق تتابع زمني، وحين يموت العالم، فمن الممكن أن يذهب معه أفضل ما يعرف.
وحين صار للغات أبجديات، وتمتع الإنسان بنعمة الكتابة انتقلت المعرفة من حيز الزمان إلى حيز المكان، وصار الحفظ والتوثيق والاسترجاع والنشر، مما هو متاح على أوسع نطاق، وبذلك أمكن للناس أن يطوروا معارفهم على نحو مدهش، وصار للبشرية بذلك تاریخ جدید!.
إن هناك دواعي كثيرة ، تفرض على الواحد منا أن يتعلم، ويقرأ، ويكتسب الخبرات مدى الحياة، منها:






ا- إن الذي يدعو الإنسان إلى مزيد من التعلم، هو العلم نفسه، إذ إنه كلما زادت المعرفة، اتسعت منطقة المجهول . والتقدم نفسه يعمل على زيادة حاجة الإنسان الشديدة إلى المعرفة؛ حيث إن التوغل في حقول المعرفة، يتيح إمكانات ومجالات جديدة، ويولد دوافع جديدة للتقدم الأوسع نطاقا .
المثقف الذي يرغب في الحفاظ على قيمة ثقافته وكرامتها، مطالب بأن يعيد تكوين ثقافته على نحو مستمر و متجدد. وعندما يشعر بالاكتفاء بما لديه من معلومات ، سيضع نفسه على شفا الانحطاط . وإذا كان متخصصا فإن أمواج القفزات العلمية في تخصصه ستقذف به نحو الشاطئ، ليجد نفسه في النهاية خارج
التخصص
الوضع الذهني للرجل متوسط الثقافة . فضلا عن الضعيف - يسف وينحط بسبب ما يحتشد من النظريات والأفكار والمذاهب التي لم يعد بإمكانه المساهمة فيها، حتى لو أبدی اهتماما بها.
إن جهلنا ينبسط مع تقدم المعرفة، كما ينبسط سطح التماس لكرة ما مع العالم الخارجي عندما يكبر قطرها، وهذا پشگل تحدية متزايدة لكل قارئ .


القراءة المثمرة  لـ عبد الكريم بكار 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget