الله والأنسان لـ مصطفى محمود

الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود


كل شيء يتغير ۰۰ أن المثل القائل بأن لا شيء باق على الأرض مثل صحيح .. فلا شيء باق في الحقيقة .. حتى المثل العليا کالجمال والحق والخير دائمة التبدل والتطور هي الأخرى ؟
كان حقا مشروعا في الأزمان الغابرة أن يبيع أي تاجر هلفوت عددا من العبيد أو يشتريهم علنا في الأسواق ۹۰ و كان المشتري لا
بخجل حينما بزن بضاعته الآدمية .. ويتحسسها اذا كانت امرأة ۰۰ ويعاینها عارية قبل أن يدفع الثمن .. كان كلا البائع والمشتري مستريحي الفهير ، وكانت السلعة البشرية ترضى بنصيبها على أنه قدر " وعلى أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ۰۰ ولكن هذا الحق أصبح الآن باطلا ۱۰ وسقط من حساب القانون ۰۰ لأن الزمن نفسه قد سقط من حساب التاريخ .. والناس قد ماتوا .. وماتت معهم أحكامهم وظهر ناس جدد بعقول جدد وموازين جديدة *
الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود

حقوق البابا المقدسة .. وحقوق الكرادلة والمطارنة التي كانت تحكم الى جوار الملك وتحرق الناس على الصلبان ۰۰ وتلقي بهم في اعماق السجون ۰۰ وتعزل الوزارة .. وتجيش الجيوش .. هذه الحقوق قد تقلصت ۰۰ وانكمشت قلم تبق منها الا الابتهالات التي يقدمها الشماس فریده ۰۰ والدموع التي يسكبها القسيس على المنيع ليطلب لزبائنه الرحمة ..

كان الكردينال في الماضي يكتب لمریدیه صكا يصرف من بنك الجنة .. قيمته كذا من القيادين والعز
ب .. وكان يعينهم في والبلاط بكلمة من فمه .. أما الآن فغاية ما يملكه أن يقول الجيش في تبتل ووفقار ۰۰
- سوف اصلی من أجلك يا ولدي .. سوف أطلب لك الخلاص من الرب "
وحقوق الملك لم تكن أحسن حظا من حقوق الكرادله ۰۰ فقد تحول الملك من عملاق يحكم الى باشكاتب يبصم ۰۰ وطلع له عفریت يجثم على أنفاسه اسمه البرلمان .. وطلع للبرلمان عفریت خر اسمه الشعب .. كان كعصا موسی ابتلعت كل الأفاعی ۰۰
والخير والشر خضعا لناموس التطور . فتغيرت معاني الرذيلة .. ومعانى الفضيلة ..
كانت المراة رمزا للشيطان .. وكانت الغريزة الجنسية خطيئة تحمل أوزارها المراة وحدها .. فاصبحت المرة الأن نصفا مكملا للرجل .. وأصبحت الغريزة حالة فسيولوجية تنظم لصالح المجتمع ومرة أفراده .
وتحولت نظرة القانون للمجرم ۰۰ فأصبحت تنظر الى شره في داخل اطار ظروقه وبيئته وتزن حريته وحدود امكانه وتحكم عليه حکما اكثر عدالة ۰۰
ثم بدا القانون الحديث بنظر الى المجرم نظرته إلى الريفي الذي يلزم غزله في مستشفي ورعايته واصلاحه بالطعام الجيد والنصح والتعليم *
وسقطت هالات القياسة عن معظم الآلهة القديمة ، واصبح كل شي قبل النقاش والجدل والمراجعة |
بعضنا فهم الحياة على انها لذة نمضي يبحث عن الشبع ۱۰ مفی يبحث عن اللبن والعسل والحضن الدافيء والثروة واللقب والنصب .. وعاش حياله شهرة" مجرد شهوة الى الملعام " والجنس " والغني .. والقوة . والحكم :.
وبعضنا فهم الحياة على أنها ارتفاع فوق الحياة .. على اتها خلق اشیاء او فكرة او مذهب ، وعاش في محنة الخلق يصنع للعقول خبزها وهو نفسه يحيا بلا خبر ''





ويعضنا فهم الحياة على انها اهدار للحياة وانتحار .. فعكف على قتل نفسه تنلا بطيا بالخمر والمخدرات والقمار والدعارة والتهتك ۰۰ وسكب على المصابه الكحول وأشعل فيها النار دفعة واحدة او اخنصر الطريق وعلق نفسه من طرف حبل .. -
وبعضنا رفض أن يفهم .. ورفض أن يحاول .. وجلس على قارعة الحياة يتفرج بلا مبدا وبلا مذهب .. وبلا عقيدة .. وبلا أله : مجرد متفرج تمر من خلاله الحياة دون أن يقبلها أو يرفضها
وبعضنا عجز عن الفهم أصلا وارتح عليه فوقف أمام الحياة مبهوتا سليب الارادة في حالة من القلق والحيرة والتبلبل ۰۰ والوله والهذيان : وقف يصيح .. يا رب .. يا متجلی .
الحياة ليست اذن سكة واحدة مؤدية الى مكة كما يعنند صاحبنا المغربي .. ولكنها خمس سكك متقاطعة .. مرصوفة بالخمر والزهر والدم والعرق والدموع ۰۰ خمس سكك تؤدي الى خمس ارباب يحاكمون عقول الناس في الأرض .. فأي رب من هؤلاء تعبد ۰۰
هل تعبد اللذة .. أم تعبد الألم .. أم تعبد المجد - ام تعبد نفسك .. أم تعبد الله .. ام انك مزيج من هؤلاء العبدان كلهم تقفي مع كل رب ساعة من حياتك وتركع في كل محراب ركعة ..


الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget