العلمانية الجزئية والعلمانية الكاملة 2 لـ عبد الوهاب المسيرى

العلمانية الجزئية والعلمانية الكاملة 2 لـ  عبد الوهاب المسيرى


انتشرت في الآونة الأخيرة مصطلحات مثل: «التحديث و التوبر والعقلانية والعلمانية»... إلخ. وأحرز المصطلح الأخير على وجه الخصوص شيوعا غير عادي في منطقتنا العربية والإسلامية، بل على مستوى العالم، بحيث أصبح واحدا من أهم المصطلحات في الخطاب التحليلي (الاجتماعي والسياسي والفلسفي) الحديث في الشرق والغرب. ويظن كثيرون أن مصطلحا على هذه الدرجة من
الأهمية والمحورية والذيوع لابد أن يكون واضحا تمام الوضوح، محدد المعاني والأبعاد، وعلى هذا الأساس دبجت المقالات، ودارت النقاشات، وعقدت الندوات، ونشرت الدراسات التي تناولت القضية بكل موضوعية، وظن الجميع أنهم أدوا واجبهم وأراحوا ضمائرهم ! ولكن وضوح مصطلح «العلمانية، أمر بعيد كل البعد عن الواقع ، كما يلاحظ في الآونة الأخيرة أن ثمة دراسات بدات تظهر في العالم الغربي تتناول هذا الموضوع من منظور جديد، الأمر الذي يزيده إبهاما |
وهذه الدراسة جزء من دراسة أوسع عن العلمانية : المجلد الأول منها بتناول الحلولية ووحدة الوجود (باعتبارها مقدمات العلمانية، كما تبين طي الدراسة) . والمجلد الثالث يتناول ما بعد الحداثة (باعتبارها ثمرة العلمانية الشاملة، كما نبين أيضا في هذه الدراسة). وقد آثرنا أن تسرع بنشر هذا القسم العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة نظرا لأنه أهم المجلدات طرا، وسننشر المجلدين الأخيرين في غضون هذا العام بإذن الله وإن كنا قد قمنا بنشرهما إلكترونيا. وقد لخصت أطروحات الجلدين الأول و الثالث في ملحق هذا الكتاب.
وسنحاول هذه الدراسة أن تتناول قضية العلمانية (في جانبيها النظري والتطبيقي) من منظور نتصور أنه مختلف بعض الشيء عما هو سائد وشائع. فنحن

ترقی بین ما نسميه العلمانية الجزئية» (فصل الدين عن الدولة) وا العلمانية الشاملة ا
فصل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية عن الحياة في جانبيها العام والخاص). وتتكون الدراسة من مجلدين منفصلين رغم تداخلهما: المجلد الأول يتناول النظرية والتعريف بينما بتناول المجلد الثاني التطبيق. وينقسم كل مجلد بدوره إلى بابين و كل باب إلى عدة فصول. وندرس الباب الأول من المجلد الأول الإشكالية تعريف العلمانية، فيتناول الفصل الأول قضية إخفاق علماء الاجتماع في الشرق والغرب في وضع تعريف محدد لها. أما الفصل الثاني فيتناول التعريفات الموجودة بالفعل في المعجمين العربي والغربي لكل من مصطلح ومفهوم العلمانية . ويهدف هذا الفصل إلى تأكيد أن مصطلح العلمانية» مختلط الدلالة . ويرصد الفصل الثالث بعض المراجعات التي حدثت بشأن المصطلح في الشرق والغرب، وهو ما يعطينا الحق في إعادة تعريفه بطريقة نرى أنها أكثر تفسيرية من التعريفات المتنائفة ، المتداولة و الشائعة ، أما الفصلان الرابع والخامس، فيحاولان تفكيك بعض المصطلحات والمفاهيم المستخدمة في وصف الحداثة الغربية، والتي ترى أنها مصطلحات و مفاهیم نصف العلمانية الشاملة، وبعد تفكيك هذه المصطلحات نحاول إعادة تركيبها وتجريد نموذج تحليلي منها. وحتى لا تصبح العلمانية ظاهرة خارج الزمان والمكان ، بتناول الفصل السادس أسباب ظهور العلمانية في العالم الغربي، كما تحاول أن نفع أيدينا على بعض الأسباب الموجودة داخل المجتمعات الإنسانية عامة التي يمكن أن تؤدي إلى ظهورها، ويحاول الفصل السابع أن يطرح تعریقا نتصور أنه جديد للعلمائية وأن يستكشف الحلقات المختلفة لمتتالية العلمانية ، حتى يتسنى للقارئ أن يعرفها ويرصدها بنفسه في أي موقف أو مجالی جدید با وبخاصة تلك المواقف أو المجالات التي لم يفعلها هذا الكتاب .





وحتى نحن المقدرة التفسيرية للنموذج الذي نطرحه ، وحتي يمكن توضیح کثیر من جوانبه، يتناول الباب الثاني من المجلد الأول بعض تجليات النموذج العلماني . فيتناول الفصل الأول ما نسميه المطلق العلماني واللحظة العلمانية الشاملة النماذجية ، ويتناول الفصل الثاني ظاهرة التمركز حول الذات والتمركز حوله الموضوع أو الانتقال من الثنائية الصلبة (حيث للعالم مرکز) إلى الواحدية السائلة

الا مركز للعالم). أما الفصل الثالث فيتناولي حركة فكرية هي حركة الاستنارة باعتبارها تبديا مبكرا للنموذج العلماني. ويتناول الفصل الرابع والأخير حركة الغميزم أو التمركز حول الأنثي باعتبارها تبديا آخر لنموذج العلمانية الشاملة .
وننتقل بعد ذلك إلى المجلد الثاني، حيث تنتقل من النظرية إلى التطبيق، أي إلى عمليات العلمية الشاملة، حيث يتناول الفصل الأول من الباب الأولى عمليات الترشيد في الإطار المادي وأثرها في المجتمع الإنسائي . ويتناول الفصل الثاني أهم آليات علمية المجتمع، أي الدولة المطلقة . بينما يتناول الفصل الثالث شکلا آخر من أشكال العلمية، هو ترشيد الاقتصاد. ويتناول الفصل الرابع آليات علمية الفكر ومن أهمها الفلسفة الداروينية، أما الفصلان الخامس والسادس (أهم فصول الكتاب في تصورنا)، فيتناولان عمليات العلمية في المجالات المختلفة ابتداء من علمية الرؤية وانتهاء بعلمية الطعام و الجريمة ! ولا يكتفي هذا الفصل بالتعميم، بل يتطرق إلى عالم التفاصيل المحددة ، فيدرس أشكال العلمية المختلفة في كل حقل ومجال، وتأثيرها في الإنسان وبيئته الحضارية ومدى عمق هذا التأثير ومداه . ويتناول الفصل السابع ظاهرة الإمبريالية باعتبارها ألية علمية العالم.
وإذا كنا حتى الآن ترصد ظاهرة العلمانية الشاملة، فإننا في الفصل الثامن نفعل شيئا مختلفا.. حيث تدرس في القسم الأول منه بعض مؤشرات العلمانية الشاملة، ونورد بعض ما أوردته المعاجم والموسوعات التخصصية ، ثم نقترح مؤشرات جديدة تظن أنها أكثر شمولا وتفسيرية وعمقا، أما القسم الثاني من هذا الفصل، فيتناول بعض مشكلات العلمية الشاملة، وهي مشكلات أصبح الإنسان الغربي واعيا بها تمام الوعي، وأصبح الدارسون في الغرب لا يملكون ترف تجاهلها ،
ويتناول الباب الثاني من المجلد الثاني) بفصوله الخمسة إشكالية محددة هي علاقة العلمانية الشاملة باليهود واليهودية والصهيونية ، وهي إشكالية خلافية تشغل العقل العربي، لأسباب غنية عن التعريف .
ويوجد في نهاية المجلد الثاني ملحق يضم أهم المصطلحات والمفاهيم التحليلية التي نستخدمها، وقد رتبت المصطلحات ترتيبا موضوعا حتى يمكن

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget