أكل عيش لــ مصطفى محمود

أكل عيش  لــ  مصطفى محمود


المتناهي في الصغر والمتناهي في الكبر، هذان هما المداران اللذان يدور في فلكها أدب مصطفى محمود، بل وفکر مصطفى محمود. المتناهي في الصغر هو البداية الأولى للحياة، والمتناهي في الكبر هو النهاية الأخيرة للكونه وفيها بين الحدين يقع الإنسان، فية التطور في الحياة، ومحور الوعي في الكون
على أنه إذا كان المتناهي في الصغر لا قيمة له في طبيعته وإنما قيمته في معناه وكان المتناهي في الكبير لا أمية له في ذاته وإنما أهميته فيها وراءه من معنى، فالأميبا الحية أو الجرم السماوي كلاهما إن دلا على شيء فإنما يدلان على الإنسان وإن كانت لها أهمية فمن خلال الإنسان. وإذا كان « الميكر و سکوب» هو وسيلتنا في إدراك المتناهي في الصغر وكان « التلسكوب ، وهو أداتنا في إدراك المتناهي في الكير فإن الوعي أو البصيرة النافذة في سبيل الوصول إلى الإنسان. الجامع بين المتناهيين في الصغر ولي الكبير.
وكما يحتوي الإنسان في داخله على هذين البعدين يحتوى الوعي كذلك على بعدين آخرين، يحتوي على « العقل » و « الشعور، فعند مصطفى محمود أن الوعي هو سبيل الوصول إلى المعرفة. وليست هي المعرفة التلقائية
أكل عيش  لــ  مصطفى محمود

التي تتم بدون معاناة بل هي عملية شاقة قوامها فاعلية العقل ونشاطه، وقوامها العمليات الذهنية بما تنطوي عليه من تدليل واستدلال. وعلى ذلك فالوعي عند مصطفی محمود أعلى من العقل وليس أدنى منه، أو هو على الأصمع معرفة فائقة للعقل تسمو على كل لون من ألوان النظر الاستدلالي الخالص، أو على حد قول الفيلسوف هتری پرجسون: « إن الوعي ليس إلا ضربا عاليا من التفكير .
وليس معنى هذا أن الوعي هو الشعور، وإنما الوعی شيء آخر، فالشعور مقصور على التقاط المعطيات وإيرادها في تياره، أما الوعي فقادر على تعقل هذه المعطيات. ومع ذلك لا يمكننا أن نفصل بين الوعي والشعور، أو أن تباعد بینها، لأن كلا منهما لا ينفصل عن الآخر، ولا يمكن أن يفهم في استقلالى عنه، فليس الوعي عند مصطفى محمود مغايرا للشعور، بل هو مجانس له، وليس أدني بل هو أعلى أو هو على حد قول وليم جيمس : « إدراك فائق للشعوره







من فوق هائنين الركيزتين المحور پنين. الوعي والإنسان. الوعي كأداة للمعرفة، والإنسان كموضوع للمعرفة، انطلق مصطفى محمود في كتبه وكتاباته سواء الفلسفي منها على مستوى التفكير، أو الأدبي على مستوى التعبير
وهو لم ينطلق أنطلاقة أي كاتب تقليدي يقول ما عنده، ثم يستدير ليقول ما عند الآخرين، وإنما انطلق بأمكانيته

الفنية الهائلة التي جمع فيها إحساسي الأديب وإدراك الفيلسوف، ومزج هذين البعدين بأسلوب عصري جديد فيه عمق الفكرة ودفء العبارة، فيه البصر الذي يوحي بالبصيرة، والمادي الذي يؤدي إلى المعنوي، والرؤية التي تلتقي بالرؤيا كأروع ما يكون اللقاء، هو يتعاطى الأشياء بعقله، ثم يعبها بوجدانه، ثم بجسدها بقلمه فإذا هي مسرحية أو رواية أو قصة قصيرة، وإذا هي، لا أقول بناء دراما ولا نسقا روائيا ولا حدا فلسفيا، ولكنها قطعة من الواقع وشريحة من الحياة، أو هي بنية حية فيها رسم الواقع وفيها نبض الحياة.. إنها كلوحة الفنان التعبيري تستمد ألوانها من الأنبوبة مباشرة
أسمعه يقول في وداع الغاية ه:
الطفولة الإنسانية الحلوة.. كنت أراها حولي. الطفولة بكل براءتها، وخطاياها.. ومرحها.. وانطلاقها النشوان، كانت ترقص على نقرأت أشجار النيك المجوفة.. لا يسترها شي... لم يكن عند واحد من هؤلاء الأطفال الكبار شيء يخيفه.. كل منهم كان يغني من أحشائه،، وكان يعطى نفسه كلها للحظة التي يعيشها لا افتعال.. لا خجل.. لا تمثيل، لا غرض من وراء أي شيء.. وإنما الكل يرقص لأنه فرحان. لأنه يعيش بجماع قلبه، وشعرت بالدماء تدب

أكل عيش  لــ  مصطفى محمود 



إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget