القوقعة لـ مصطفى خليفة

القوقعة  لـ  مصطفى خليفة


حتى ربع الساعة الأخير هذا، لم تواس سوزان من محاولة إقناعي بالبقاء في فرنسا، أخذت تتكرر على مسامعي نفس الحجج التي سمعتها منذ شهور عندما أعلمتها بقراري التهاني بالعودة إلى الوطن والعمل هناك أنا ابن عائلة عربية تدين بالمسيحية والمذهب الكاثوليكي. نصف العائلة يعيش في باريس ، لذلك كانت الأبواب مفتوحة أمامي للدراسة في هذا البلد، دراستي كانت سهلة وميسرة وخاصة إنني كنت أحمد الفرنسية علي قبل قدومي إلى باريس ، درست الإخراج السيتعافي وتفوقت في دراستي . وها أنا أعود بعد
تخرجي إلى بلدي ومدينتي سوزان أيضا أبنة عائلة عربية، ولكن كل عقلتها كانت قد هاجرت وتعيش في فرنسا، أصبحنا صديقين حميمين في السنتين الأخيرتين من دراستي ، وكان يمكن أن أتزوج بمباركة العتلتين لولا إصراري على العودة إلى الوطن، وإصرارها على البقاء في فرنسا. قلت لها حسا لأخر نقاش في الموضوع ونحن في المطار : سوزان .. أنا أحب بلدية مدهشني أحب شوارعها وزواياها. هذه ليست رومانسية فارغة، إنه شرور أصيل احفظ العبارات المحفورة على جدران البيوت القديمة في حينا، أعشقها، أحن إليها. هذا أوه، أما ثانيان فهو أنني أريد أن أكون مخرجا متميزا، في رأسي الكثير من المشاريع والخطط، إن طموحي كبير، في فرنسا سوف أبقي عربية، أعمل كأي لاجيء عندهم، يفضلون علي ببعض الفتات ... لا... لا اريد. في بلدي أنا صاحب حق ... وليس لأحد ميزة التفضل علي، بقليل من الجهد أستطيع أن أثبت وجودي، هذا إذا فخينا جابا حاجة الوطن لي وأمثالي. لذلك قراري بالعودة نهائي، وكل محاولة لإقناعي عكس ذلك عمث. ران صنعت استمر بضع دقائق. سمعنا الداء. آن أوان صعود الطائرة، وقضاء شربنا ما تبقى في كؤوسنا من برة دفعة واحدة، نظرت إليها متلرأ، لمحت مشروع دمعة في عينيها، ألقت بنفسها على صدري، قبلتها سريعة. لا أطيق هكذا موقف" قلت : أتمنى لك السعادة - وأنا كذلك، أرجو أن تفقهه، حافظ على نفسك رصدت الطائرة.
: يوميات متلصص
إن التلصص الذي مارسته لم يكن تلصصا جنسيا - وان لم يخل الأمر من ذلك هذه اليوميات كلمت معظمها في السجن الصحراوي، وكلمة ( عتمت ) في الجملة السابقة ليست دقيقة ففي السجن الصحراوي لا يوجد أقلام ولا أوراق للكتابة في هذا السجن الضخم الذي يحتوي على سبع ساحات إضافة إلى الساحة صفي، وعلى سبعة وثلاثين مهجعة، وعلى العديد من المهاجع الجديدة غير المرقمة والغرف والزنازين الفرنسية (السيلول ) في الساحة الخامسة، والذي ضم بين جدرانه في لحظة من اللحظات

أكثر من عشرة الاف سجين، في هذا السجن الذي كان يحتوي على أعلى نسبة لحملة الشهادات الجامعية في هذا البلد، لم ير السجناء - وبعضهم قضى أكثر من عشرين عاما - اية ورقة أو قلم. الكتابة الذهنية أسلوب طوره الإسلاميون. " أحدهم كان يحفظ في ذهنه أكثر من عشرة آلاف است، هم السجناء الذين دخلوا السجن الصحراوي، مع أسماء عائلاتهم، مدنهم أو قراهم، تاریخ اعتقالهم، أحكامهم، مصيرهم
عندما قررت كتابة هذه اليوميات كنت قد استطعت بالتدريب تحويل الذين إلى شريط تسجيل، سجلت لهه كل ما رأيت، وبعض ما سمعت. والأن أفرغ "بعض" ما احتواه هذا الشريط - هل أنا نفس ما گفته قبل ثلاثة عشر عاما ؟! ... شعم ... ولا. نعم صغيرة، ولا كبيرة. نعم، لأنني أفرع وأكتب "كتابة حقيقية" بعضا من هذه اليوميات ولا.. لأنني لا أستطيع أن أكتب وأقول كل شيء . هذا يحتاج إلى عملية بوح ، وللبوح شروط . الظرف الموضوعي والطرف الأخر 20 نیسان وقفت على سلم الطائرة قليلا اتملي أبنية المطار. انظر إلى الأضواء المعيدة، أضواء مدينتي. إنها لحظة رائعة نزلت، أخذت حقيبتي وجواز السفر في يدي، إحساس بالارتياح، إصاص من يعود إلى بيته وزواياه الملونة بعد طول غیاب. طلب مني الموظف الانتظار، فرا جواز السفر، رجع إلى أوراق عقده، بعدها طلب مني الانتظار، فانتظرت اثنان من رجال الأمن استلما جواز السفر وبلطف مبالغ فيه طلها مني مرافقتهما. أنا وحقيبتي - التي لم ارها بعد ذلك - ورطة في سيارة الأمن على طريق المطار الطويل، ارقي الأضواء
على جانبي الطريق، ارقب أضواء مدينتي تقرب، التفت إلى رجل الأمن الجالس إلى جواري، اساله - خير إن شاء الله ؟ .. لماذا هذه الإجراءات ؟! يصاب سبابته على شقتهه، لا ينطق بأي حرف، يطلب مني السكوت، فأسكت! رحلة من المطار إلى ذلك المبنى الكليب وسط العاصمة. رطة في المكان ومنذ تلك اللحظة ولى ثلاثة عشر عاما قادمةرحلة في الزمان. "عرفت فيما بعد أن أحدهم، وكان طالبا معطا في باريس، قد كتب تقريرا رفعه إلى الجهة الأمنية التي يرتبط بهاء يقول هذا التقرير التي قد تفوهت بهارات معادية للنظام القادم، وإنني تلقظت بعبارات جارحة بحق رئيس الدولة، وهذا الفعل يعتبر من الشهر الجرائم، يعدل فعل الخيانة الوطنية إن لم يكن أقسی۔ وهذا جرى قبل ثلاث سنوات على عودتي من باريس". تلك التقرير فادني إلى هذا المبنى الذي يتوسط العاصمة - قريبا من بيتنا هذا المهني الذي أعرفه جيدا ، فلطالما مررت من أمامه. گفت حينها ثارا بالغموض الذي يلقح والحراسة الشديدة حوله.






رجلا الأمن يحفراني، اشتدت قبضاتهما على ساعدي عندما ولحنا الباب إلى العمر الطويل . في آخر العمر شب، صاح عندما رأنا - أهلهن موسی ..شو ؟! أخضر ولا أحمر؟ - کلو أخرى من بعض. من العمر إلى ممر آخر، درج ناظي، ممر طوي، غرفة إلى اليمن... قرع الباب... صوت من الداخل: أدخل. فتح مرافقي الباب بهدوء، ثم خيط الأرض بقدميه بقوة - احترامي سيدي .. هذا مطلوب جهناه من المطار .. سيدي. انسلت إلى ألفي رائحة مميزة، لا يوجد مثيلها إلا في مكان ضباط الأمن، هي خليط روائح العطور المختلفة السجائر الفاخرة، رائحة العرق الإنساني، رائحة الأرجل كل ذلك ممزوج برائحة التعدين. العذاب الإنساني. رائحة القوة. ما أن تصل الرائحة إلى أن الإنسان حتى يشعر بالرهبة والخوف، وقد شعرت بهما رغم اعتقادي أن التماسا ما وراء كل هذا۔ التفت إلينا شخص عملاق، أبيض الشعر ذو وجه أحمر، لمحت عند قدميه شاها مقرفصا معصوب العينين، قال العملاق - خذه لعند أبو رمزت جذبني المر القان، هذه المرة بعطف طاهر. ممرات وأدراج، كم يبدو البناء صغيرة من الخارج، بينما هو بكل هذا الأشاع من الداخل، خلال مسیرشا تصلي أصوات صراخ إنساني واستغاثات، كلما تقد منا أكثر تزداد هذه الأصوات ارتفاعا ووضوحة، نزلنا - على ما اعتقد إلى القبر، فتح أحد مرافقي المال، رایت مصدر الصراع والاستغاثة، فالجألتني صرخة ألم عالية إثر ضربة كلل على قمي الشخص المعند الرضا والمحشور في دولاب سيارة خارجي، رجلاه مرتفعتان في الهواء "احسست أن شيني بين فخذي قد ارتحق". بينما كنت مذهولا من رؤية الكابل الأسود يرتفع ثم يهوي على قدمي الشاب المحشور في دولاب السيارة الأسود ثم يرتفع نقرأ معه نقاط الدم ونقف اللحم الأنمي، جمدني صوت زاعق. التفت مرغما إلى مصدره، في زاوية الغرفة رجل محتقن الوجه، محمزه، والزبد يرعي على زاويتي فمه - طقش عيونه ..ولا حمار !! قفز أحد مرافقي قفزتين، واحدة إلى الأمام، وأخرى إلى الوراء، وإذا بشيء يوضع على عيني و ربط بطط خلق رأسي، ولم أعد أرى شيئا - و قوه على الحائط تفعة على ظهري، صفعة على رقبتي، بيداي إلى الخلف، أسير مرغما، يرتطم راسي بالجدار، أق. - ارفع يديك لفوق ..ولك كلب ..

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget