أسرار الوجه لــ ليلان يونغ

أسرار الوجه   لــ  ليلان يونغ



تحدثك الوجوه بكل ما تريد معرفته عن الشخصية الإنسانية يحدثك الناس عن شخص يتميز بلا وجه صریح صادق»، أو يتصف بتعبير مضني بالهمومه أو لا سيماء بهجة مرحة »، وتتحدث عن وجوه أنيسة ووجوه بائسة ، وذقون راهنة ، وشفاه سخية ، وأفواه خسيسة ، وجباه ذكية ، وعيون مغرية أو مغرية ، شكيبة ، أو مؤئية أو عابثة ، وتصغي لما يحدثونك به دون أن تفكر بالطريقة التي
تمكننا من تحديد أو تعريف الهيئة أو المظهر الذي يكسب الشخصية هذه الصفة المميزة أو تلك.
ويمكنك ، على نحو احتمالي ، أن تتحدث عن وجود غاضبة ، ووجوه سعيدة ، ووجود غاضبة أو سعيدة ، أو حزينة ، أو متألمة ، أو جريحة ومتضررة ، إتك تتحدث عن هذه الوجوه في الوقت الذي تتأملها . لكن معرفة الناس بهذه الوجوه تتوقف عند هذا الحد . .
تميز الصينيون على غيرهم من سائر البشر پدراستهم الدقيقة والكاملة للوجه الإنساني، وهم يدعون هذه الدراسة الثاقبة «سيانغ ميان »، وتعزف المعاجم
سيانغ ميان » بأنه « قراءة الوجوه » أو « ملامح الوجه الدالة على المزاج والخلق » أو « معرفة مصير الإنسان بالتدقيق في سماء وجهه ». والحق يقال أن سيانغ ميان هي الطريقة الوحيدة التي تمدك بالقدرة على قراءة خلق أي شخص تصادفه ، ومعرفة حسن طالعه أو سوء طالعه .
وضع كثير من الباحثين دراسات عن سيانغ ميان . وأشار جوزف نیدهام ، الأستاذ في جامعة كامبريدج ، في موسوعة « العلم والحضارة في الصين » إلى قدم سيانغ ميان . وبهذا الخصوص ، كتب نيدهام معلقة لا تتمثل الحصيلة الرئيسية الدراسية سيماء الوجه وقراءة الكف في الاكتشاف المبكر الذي قام به أهل الصين ، إذ تمكنوا من استخدام سيانغ ميان لتعيين هوية الشخص من دراسة بصمات الأصابع ه د






مارس الصينيون طرقا عديدة للتنبؤ دامت فترة زمنية ، تجاوزت سبعة آلاف سنة ، وكان الأباطرة ورسميو الحكومة يستدعون الخبراء لكي يقدموا النصيحة لهم حول أمور تتعلق بالرحلات ، والحملات العسكرية ، والزيجات ، وشؤون الدولة ، وحول كل ما يمكن أن يكون له تأثير في الإنسان ، والطبيعة ، والأرض والسماء .
تميزت طريقة سبانغ ميان الصينية بأهمية كبرى ، امتدت طوال فترة تجاوزت ألفي عام ، وظل هذا العلم سرا ، يلقنه المرشدون لمريديهم وتلامذتهم . وكانت الكتب الموضوعة تحفظ في مكتبيات القصر ، ونوضع تحت تصرف الأباطرة ، لكن الكتب الموضوعة خرقت والقصور نهبت خلال التاريخ العاصف ، المشحون بالحروب والثورات الدامية .
وإن ما تعرفه عن سيانغ مبان ، في أيامنا هذه ، تحذر إلينا ، بمعظمه ، خلال العصور عن طريق التعليم الشفهي . ولقد أضاف إليه مدرسيو وطلاب سيانغ ميان الذين نجولوا في بلدان كثرة سعيا إلى ملاحظة ودراسة وجوه الناس .
تضاءلت أهمية هذه الطريقة التنبؤية الأخرى في الصين، أو أصبحت مجرد ألعاب مسلية يستحسنها الناس أثناء لقاءاتهم ، وعلى الرغم من كل الصعوبات ، فقد ظلت ميانغ ميان على قيد الحياة ، هذا ، لان الوجه ، وهو مزاة الروح ، يكشف بوضوح حقيقي أفكار الإنسان الداخلية ، ونواياه ، ومشاعره أكثر من أي شيء
أخر
وفي الوقت الحاضر ، تمارس العائلات الصينية ميانغ ميان دون ذكر لهذه الطريقة بالاسم ، وبالفعل ، حذرني أهلي من مغبة الزواج من رجل يتميز بأننين لهما فصان صغيران ، أو يتصف بأنف مسطح .
يلاحظ كل من يعاشر الصينيين ، أو يحيا معهم ، عادة التحديق في الوجه . ومتی حلق الصينيون في وجهك ، أدركت أنهم يسعون إلى تقويم شخصيتك.
تتمثل العلاقة الوثيقة التي يقيمونها بين شخصيتك ووجهك في التعبير الذي أتت به حكمنهم القديمة : .
لا يمكنك أن تضرب رأس إنسان ، إنما لا يحسن بك أن نضربه على وجهه ؛ ولا بحسن بك أن تتهجم على شخصيته ، حتى ولو شتمنه »
ثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام وهي أن الوجوه الجميلة أو الوسيمة لبست ، بالضرورة ، « طبية ه . فقد ينصف امرؤ ببشاعة الخطيئة ، ومع ذلك ينعم ہوجه

يطفح بالسعادة والنجاح والبركة ، هذا ، لان الجباه العالية ، والأنوف المستقيمة المتميزة ، بمنخرين كاملين سمينين ، والآذان السميكة المتميزة بفصوص كبيرة ، والذقون المستديرة أو المكورة ، أو الخال الواقع قرب القسم الأعلى من الأذن ، تشكل بمجملها بعض الملامح التي يرغب الناس فيها أكثر من غيرها ، وبخاصة أنها تجلب الحظ الأوفر.
تستهل طريقة ميانغ ميان دراستها بالتعرف على هيئة أو مظهر الوجه ، و تطابق ملامحه ، وعلى هذا الأساس ، يمكنها ، في المرحلة الأولى ، أن تتبين الخطوط العريضة للطباع والخلق . وفي المرحلة الثانية ، تتفحص أجزاء الوجه ، الواحد تلو الآخر : الحين، الحاجبين ، العينين ، الأنف ، الفم و الأسنان، الأذنين، الوجنتين والذقن.
وتدرس سيانغ ميان الحالات الهامة وتفسر المغزى المتضمن فيها ، ومناطق خاصة في الوجه تحدثنا عن الصحة ، الثروة ، والمهنة ، وسيرة الحياة ، والأصدقاء والعلاقات العائلية والحب .
تعتقد سيانغ عيان أن التناقضات التي تواجهها في الحياة مردهاه إلى التناقضات القائمة في الوجوه . هذا ، لأن التناقض عنصر أساسي من عناصر الشخصية الإنسانية ، وترينا سيانغ ميان موقع التناقضات الداخلية ، وتختبر قدرة القسمات في سبيل تحديد القمة التي يحتمل أن تهيمن في أية ظروف معينة.
وإذا شئنا الحصول على أفضل ما يمكننا الحصول عليه من سيانغ ميان ء ترتب علينا أن نأخذ كلية وجه الشخص الذي نتفحصه بعين الاعتبار ، وعندئذ ، تستطيع أن تفرد قمة مهيمنة في الوجه الذي يجذب اهتمامنا ، ونقرأ ما يتصل بالمغزى الذي يتضمنه في هذا الكتاب .
جدير بالأهمية أن تقول : لا شيء ، حتى الجراحة التقويمية أو التعويضية ذاتها ، قادر على إحداث تغيير في الطياع والقدر الذي يبوح به الوجه ، وإن ما نتعلمه عن شخصيتنا من دراسة الوجه ، من خلال ما تقدمه لنا سيانغ ميان ، يمكن أن بوجه سلوكنا المقبل ، ونستفيد من مهنتا ، وتحسن علاقاتنا مع الأخرين . ولا شك ، أن دراسة وجوه الآخرين تمتنا يفهم أفضل ، والواقع ، أن الرغبة في التعرف على الناس دون التحدث إليهم ممكنة في أي وقت، وفي أي مكان، وتلك إن كنا نمارس سيانغ ميان .

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget