هل تريد أن تكون ناجحا في عملك وأن يتبقى في جعبتك من الوقت ما يكفي لحياة خاصة حافلة؟ كم جميل أن يتحقق ذلك؟ لكن هذا الحلم الجميل غالبا ما ينتهي بالنسبة للكثيرين منا مع بوادر أول أزمة عاصفة حيث تأخذ الأمور بالسير خلافا لما هو مخطط لها: مشروع هام مهدد بالفشل لا مجال لإنقاذه إلا عبر تكثيف ساعات العمل الإضافية والتضحية بالعطلة الأسبوعية وشطب الإجازة من البرنامج وتأجيلها إلى أجل غير مسمى، وغالبا ما يرافق ذلك شحنة شبه حتمية من التوتر على صعيد الحياة الخاصة
حياتنا مليئة بالأسفار والمواعيد، لا وقت لأستراحة قصيرة يلتقط فيها المرء أنفاسه: پهرع بعضنا طوال حياته من موعد إلى موعد ومن محطة إلى أخرى، إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي
يكتشف فيه أنه ماعرف في حياته كلها يوما يخصصه للاهتمام بعائلته أو أصدقائه، وما وجد لديه يوما من الوقت ما يسمح بالاستمتاع بتلك اللحظات الجميلة التي تزين الحياة وتعطيها معناها، لكن هذا الاكتشاف كثيرا ما يأتي متأخرة ، و الحالة الأسوأ فإنه قد لا يأتي إلا في المستشفى، وتحديدا في غرفة العناية المشددة... |
ليس جديدا أن ما خشيناه قد حصل وأن داء العجلة الذي اشتهر باسمه الأمريكي Hurry sickness قد اجتاح المجتمع الألماني وأخذت رقعة انتشاره تتوسع يوما بعد يوم - إننا نعتقد اليوم أن علينا أن نعمل دائما على تسريع وتيرة عملنا أكثر فأكثر والارتقاء بأدائنا إلى أقصى درجات الكمال، إن نظرة سريعة إلى ساعتنا أو إلى مفكرتنا التي تفيض بما فيها من مواعيد، لكفيلة بأن تدفع واحدنا إلى حالة من الهلع، فنجده پهرع لتوه كالملسوع خوفا من أن يفوته قطار الوقت، وما التزايد المطرد الذي تسجله اليوم الأمراض المرتبطة عضوية بحالات الإجهاد والتوتر، كالأزمات القلبية والقرحات المعدية والتوتر العصبي بمختلف درجاته، إلا بعض من نتائج ذلك الاعتقاد الخاطئ، والأكثر مرارة أننا أصبحنا ننساق حتى في أوقات فراغنا وراء عجلة العمل المتسارعة، وبات صعبا علينا، حتى بعد انقضاء ساعات العمل اليومية أو في عطلة نهاية الأسبوع، أن نجد ساعة من الوقت للاسترخاء أو للهو والمرح أو للاستمتاع بشيء من مظاهر الرفاه. لقد اعتدت في حلقات البحث التي دأبت على
تنظيمها حول موضوع إدارة الوقت أن أسأل المشاركين في اليوم الأول عما يتوقعون أن يتعلموا في تلك الحلقات، وقد كانت معظم التوقعات في أوائل الثمانينات تدور حول فكرة واحدة تقول: "إنجاز أكبر قدر من المهام والأعمال في أقصر وقت ممكن! أما اليوم فقد تفير الأمر بشكل جذري
إن الرد السليم على موضة السرعة التي تجتاح عصرنا إنما يكمن في السعي إلى تحقيق التوازن بين التسريع والتصغير، أي بين الإسراع في إنجاز الشيء من جهة والتقليل من شأنه من جهة أخرى، وكذلك الحال بين مقتضيات العمل التي تحكم الحياة المهنية من
جهة والحاجات والرغبات التي تسود الحياة الخاصة من جهة أخرى إن إدارة الوقت بشكلها المطلوب للتعاطي مع مقتضيات المرحلة المستقبلية تعني إدارة الحياة: إدارة الذات والتشكيل الفاعل للحياة وليس كافيا للنجاح في أمر كهذا أن تقتني مفكرة جيدة أو واحدا من أجهزة تنظيم الوقت الإلكترونية المتطورة. وليس كافيا
كذلك أن تقوي نية صادقة خالصة تخصيص مزيد من الوقت الأسرتك وهواياتك الأهم من هذا وذاك أن تنجح في اكتشاف إيقاعك الذاتي وسرعتك الذاتية. تعلم أن تعيش وقتك بشكل واع، وأن ندركه بكل جوارحك وتستمتع بكل لحظة من لحظاته. انزع فتيل السرعة من حياتك اليومية. إن من يضبط سرعته لا يصبح بالضرورة أبطأ، بل إنه يحقق على صعيد عمله تحسنا واضحا من حيث الجودة والفاعلية، وعلى صعيد حياته الخاصة مزيدا من الرفاه والسعادة. حكم قلبك قدر المستطاع في اختيار ما تفعل.
حياتنا مليئة بالأسفار والمواعيد، لا وقت لأستراحة قصيرة يلتقط فيها المرء أنفاسه: پهرع بعضنا طوال حياته من موعد إلى موعد ومن محطة إلى أخرى، إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي
يكتشف فيه أنه ماعرف في حياته كلها يوما يخصصه للاهتمام بعائلته أو أصدقائه، وما وجد لديه يوما من الوقت ما يسمح بالاستمتاع بتلك اللحظات الجميلة التي تزين الحياة وتعطيها معناها، لكن هذا الاكتشاف كثيرا ما يأتي متأخرة ، و الحالة الأسوأ فإنه قد لا يأتي إلا في المستشفى، وتحديدا في غرفة العناية المشددة... |
ليس جديدا أن ما خشيناه قد حصل وأن داء العجلة الذي اشتهر باسمه الأمريكي Hurry sickness قد اجتاح المجتمع الألماني وأخذت رقعة انتشاره تتوسع يوما بعد يوم - إننا نعتقد اليوم أن علينا أن نعمل دائما على تسريع وتيرة عملنا أكثر فأكثر والارتقاء بأدائنا إلى أقصى درجات الكمال، إن نظرة سريعة إلى ساعتنا أو إلى مفكرتنا التي تفيض بما فيها من مواعيد، لكفيلة بأن تدفع واحدنا إلى حالة من الهلع، فنجده پهرع لتوه كالملسوع خوفا من أن يفوته قطار الوقت، وما التزايد المطرد الذي تسجله اليوم الأمراض المرتبطة عضوية بحالات الإجهاد والتوتر، كالأزمات القلبية والقرحات المعدية والتوتر العصبي بمختلف درجاته، إلا بعض من نتائج ذلك الاعتقاد الخاطئ، والأكثر مرارة أننا أصبحنا ننساق حتى في أوقات فراغنا وراء عجلة العمل المتسارعة، وبات صعبا علينا، حتى بعد انقضاء ساعات العمل اليومية أو في عطلة نهاية الأسبوع، أن نجد ساعة من الوقت للاسترخاء أو للهو والمرح أو للاستمتاع بشيء من مظاهر الرفاه. لقد اعتدت في حلقات البحث التي دأبت على
تنظيمها حول موضوع إدارة الوقت أن أسأل المشاركين في اليوم الأول عما يتوقعون أن يتعلموا في تلك الحلقات، وقد كانت معظم التوقعات في أوائل الثمانينات تدور حول فكرة واحدة تقول: "إنجاز أكبر قدر من المهام والأعمال في أقصر وقت ممكن! أما اليوم فقد تفير الأمر بشكل جذري
إن الرد السليم على موضة السرعة التي تجتاح عصرنا إنما يكمن في السعي إلى تحقيق التوازن بين التسريع والتصغير، أي بين الإسراع في إنجاز الشيء من جهة والتقليل من شأنه من جهة أخرى، وكذلك الحال بين مقتضيات العمل التي تحكم الحياة المهنية من
جهة والحاجات والرغبات التي تسود الحياة الخاصة من جهة أخرى إن إدارة الوقت بشكلها المطلوب للتعاطي مع مقتضيات المرحلة المستقبلية تعني إدارة الحياة: إدارة الذات والتشكيل الفاعل للحياة وليس كافيا للنجاح في أمر كهذا أن تقتني مفكرة جيدة أو واحدا من أجهزة تنظيم الوقت الإلكترونية المتطورة. وليس كافيا
كذلك أن تقوي نية صادقة خالصة تخصيص مزيد من الوقت الأسرتك وهواياتك الأهم من هذا وذاك أن تنجح في اكتشاف إيقاعك الذاتي وسرعتك الذاتية. تعلم أن تعيش وقتك بشكل واع، وأن ندركه بكل جوارحك وتستمتع بكل لحظة من لحظاته. انزع فتيل السرعة من حياتك اليومية. إن من يضبط سرعته لا يصبح بالضرورة أبطأ، بل إنه يحقق على صعيد عمله تحسنا واضحا من حيث الجودة والفاعلية، وعلى صعيد حياته الخاصة مزيدا من الرفاه والسعادة. حكم قلبك قدر المستطاع في اختيار ما تفعل.

إرسال تعليق