- الكتاب يعتبر موسوعة علمية تاريخية
جمع فيها المؤلف بين التاريخ والعلم وفلسفة السرد في صورة تأريخية جيدة. - الكتاب تحتاجه المكتبة العربية اليوم
بشير من الإلحاح، لما يكتنف العالم العربي من تبعية للغرب اليهودي ، ومن جهل مطبق بدور العثمانيين وتاريخهم الحضاري والريادي في حكم العالم لمدة لا
تقل عن 100 عام - والسبب الذي دعى دار البشير لنشر هذا الكتاب أنه ليس عربئ التأليف ، ولكنه
مترجم ، وهذا في حد ذاته يعطي مصداقية للموضوع ويضعه في مصاف أمهات الكتب ، بل والمراجع العلمية التي
يرجع إليها طلبة العلم
الدولة العثمانية وسلاطينها: الدولة العثمانية:
لقد قدر للدولة العثمانية من بين دول الترك أن تصبح دولة، بل سلطنة مترامية الأطراف، وأن تمتد رقعتها الجغرافية لتحكم شعوبا ومللا ونحلا غير متجانسة، وأن تكون أطول دول الترك عمرا ويقاما.. إذ عمرت 623 عاما (1299-1923م) واختلف على عرشها أربعون حاکما: الثلاثة الأول منهم بكوات، والباقي سلاطين. ووليها من أيام السلطان یاووز سليم الأول ( 1740- 1526م) إلى انقراضها اثنان وثلاثون سلطائا خليفة، جمعوا في أيديهم السلطتين الزمنية والروحية... ودعي لهم على منابر العالم الإسلامي السني طوال 406 سنة.
لقد ورثت هذه الدولة حضارة السلاجقة، وملك بيزنطة، ومؤسساتهم العلمية والحضارية إلى جوار حضارة الدول التركية الأناضولية.. واستفادت من نظم الإدارة عند المماليك والإيلخانيين، وتأثرت بالبيزنطيين والصقالبة، ونبغ من العثمانيين في عهد السلاطين العظام طائفة من مشاهير علماء المسلمين، منهم ابن كمال باشا ( 14671533م) صاحب المكانة المرموقة منذ أيام سليم الأول، ورافقه عند ضم الشام ومصر والحجاز إلى حوزة الدولة العثمانية ، وأبو السعود أفندي (1490- 1575م) صاحب
التفسير، وسلطان المفسرين)، واحتلت اللغة العربية إلى جانب الدين الإسلامي المكانة الأولى في نفوس الأتراك، وكان يدرس بها كل العلوم الدينية والتطبيقية بل كان العالم التركي يضع مؤلفاته اولا باللغة العربية، وإذا ما أراد لها الانتشار بین بنی جنسه ترجمها بعد ذلك إلى اللغة التركية الشمة الدينية للدولة العثمانية:|
لقد كانت السمة الدينية من أهم السمات التي اتسمت بها تشريعات الدولة العثمانية ومعظم تصرفاتها؛ فقد كان للهيئة الإسلامية وضع معترف به، ومركز مرموق، وكان يطلق على رئيسها "المفتي" أو مفتی استانبول، ثم تغير هذا اللقب إلى "شيخ الإسلام" الذي كان يشرف على الهيئات القضائية، والمؤسسات ذات الطابع والنشاط الديني، وكان السلاطين أنفسهم حريصين على تدعيم سلطته، ويعملون على استغلالها کلا حزبهم أمر، أو أقدموا على مشروع خطير.. كان المفتي أو شيخ الإسلام يصدر فتوى تجيز الحرب دفاعا أو هجوما، وعقد الصلح، وغير ذلك من الأحداث الجسام.. وكانت الدولة العثمانية تهتم اهتماما بالغا بنشر التعبئة الروحية بين أفراد القوات المسلحة، وإثارة عاطفتهم وحميتهم الدينية وصولا إلى تهيئة الجنود روحيا قبل خوض المعارك (1)، واحتفظت منذ سليم الأول في سراي الحكم بالأمانات المقدسة، وتلقب سلیم بخادم الحرمين الشريفين منذ أن وصل إلى الشام 1516 = 922 ه.
وقد اعتمد العثمانيون المذهب الحنفی مذهبا رسميا للدولة، ولعب المفتون في استانبول ومراكز الولايات دورا هاما في مختلف المجالات. وكانت الأولوية في بدء الدولة العثمانية للقاضي عسكر الذي كان يرافق الجيش المحارب، ثم أصبح المفتي رئيسا للعلماء في عهد سليمان القانوني (1495- 1566م) وكان يلقب بشيخ الإسلام بناء على الدور الذي لعبه في التوفيق بين القوانين التي أصدرها سليمان القانوني وبين
إرسال تعليق