ترحال الطائر النبيل لــ محمد القشعمي

ترحال الطائر النبيل  لــ   محمد القشعمي



التقيته قبل عشر سنوات صدفة في معرض الكتاب بدمشق وكنت قد قرأت له رواياته الأولى.. وتعددت اللقاءات.. فقلت له : إنني معجب بما تكتب وبما يكتب عنك، ولدي ملف بما لم يجمع في كتاب مما نشر في الصحف والدوريات ، ضحك ولم يعلق..
في العام التالي فوجئت بصدور كتاب (( الكاتب والمنفى )) فوجدت أنه يضم بعض المقالات والمقابلات التي سبق أن جمعتها.. فقلت
له : لقد أفشلت مشروعي ! فضحك وقال: هل تحب أن نتبادل المواقع؟
وفي لقاء آخر، قال: أنت مثل ابن جني وأنا مثل المتنبي.. فأنت أعرف بشعري مني..
قلت: حاشا لله... يا أبا یاسر !
ثم سألته هل أنت أبو ياسر أو أبو عزة؟ قال : في العراق يدعون كل واحد باسم أول مولود حتى لو كانت أنثى ولهذا فعزة هي الأولى.. فأنا لا أرفض أن أدعى بها، وهناك من يدعوني بأبي ياسر وغيرهم بأبي عوف..

هروبا من أن يطغى اسم الذكر على الأنثى..
سألني بعض أصدقائي.. كم عمره؟ قلت: في بدايات الستين.. وتمنيت ألا يزيد عنها ليبقى يعطي ويبدع ويثري.. ولكني فوجئت عند تصفحي البعض كتبه أنه من مواليد ۱۹۳۳م، إذا فهو يطل على السبعين. ولهذا يجب أن نحتفل معه وأن نوقد معه شموع السبعين.. احتفاء واحتفالا وأماني بالمزيد من العطاء والمزيد من الإبداع ودعوات صادقة بطول العمر...
إن صدور كتاب الكاتب والمنفى" الذي قد يلتقي في الكثير مع ما سأقدمه للقارئ المهتم بسيرة هذا المبدع وعطائه لم يحملني على العدول عن مشروعي، وشجعني الاحتفال بميلاده السبعين على تحقيق هذه الرغبة التي غدت أكثر إلحاحا في هذه المناسبة.
صحيح أن هناك الكثير من الكتب والدراسات والبحوث والمقالات التي لم أحط بها فتعذرت إضافتها لهذه الإضمامة الصغيرة التي استعجلت لأقدمها في مناسبة - إطلالته على السبعين -






غادر ابراهيم بن علي بن عبدالرحمن المنيف قرية قصيباء بمحافظة عيون الجوي بالقصيم ضمن إحدى قوافل ((العقيلات)) التي تتاجر بالمواشي الإبل والخيول وأحيانا الغنم التي غالبا ما تتجمع خارج بريدة كبرى مدن القصيم للاستعداد للتوجه إلى بلاد الشام: سوريا فلسطين ونهر الأردن أو العراق ومصر للمتاجرة، فهم قد اعتادوا على تربية (الإبل) أو شرائها من البدو الرحل في المنطقة وتوزيعها على شكل مجموعات كل مجموعة تسمى (رغبة) ويعين أحد الرعاة ومرافقوه مسؤولين عنها. وتبدأ الرحلة وقد ينضم إليها بعض أهل القرى والمناطق المجاورة الأخرى، حتى الذين ليس معهم بضاعة يتاجرون بها يمكن أن يعملوا رعاة للإبل، صبيان أو رفقا، أو ملاحق.
قبل مائة وعشرين عاما غادر ابراهيم قاصدا بلاد الشام، وقد بدأ يتاجر بالجمال واستطاع أن يحضر معه وهو عائد في العام التالي بعض الأقمشة والمواد الغذائية وبعض المستلزمات الضرورية، مما شجعه على معاودة الكرة مرة ومرات كالمرة السابقة للبحث عن عمل و مصدر للرزق يسد غائلة الفقر والفاقة والعوز الذي يعيشه هو وأمثاله
ولهذا نعود لما ذكر في الكتب وما رواه الرواة

ورد في كتاب جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد" للشيخ حمد الجاسر، (المنيف - قال الشيخ العبودي، في معجم أسر القصيم ((مخطوط)) -: أسرة صغيرة من أهل قصيبا ارتحلت عنها وسافر أواخرهم إلى شرق الأردن.
ومن هؤلاء الدكتور ابراهيم بن عبدالله بن إبراهيم المنيف رئيس البنك العقاري للتنمية. [ ۱۹۸۰م ، وهم أبناء عم للمهنا أهل قصيباء من بني خالد". ويقول پراهيم المسلم في كتابه " العقيلات طلا، 1409ه/ ۱۹۸۹م - إن إبراهيم المنيف وعبدالله المنيف من العقيلات المقيمين بسوريا. ص (۱۳۱) وفي الصفحة (۱۰۰) نكر من بين أسماء العقيلات ومنهم (حمد المنيف وعبد الله إبراهيم المنيف).
ويروي الدكتور عبدالعزيز بن صالح الهلابي الأستاذ بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة الملك سعود بالرياض: أن إبراهيم بن علي المنيف عندما كان يافعا جاء إلى رئيس إحدى حملات العقيلات ((يحيى العقيل)) - أمير عيون الجواء وقتها – ومعه صالح بن شايع - ويكنى بالحوش والذي ورد ذكر أمه أم الخوش" في رواية التيه - يطلبون مرافقتهم إلى الشام.
وكان يحيى العقيل أحد رؤساء الحملات ينوي تجهيز حملته الاستعداد للتوجه للشام، فعندما قدم عليه إبراهيم المنيف وصالح الشايع وهما صغيرة السن وأبديا رغبتهما بمرافقتهم، ولعدم وجود أقارب لهم في الحملة، فقد طردهما رافضا أن يرافقاه.
فيسر الله لهم إحدى الحملات الأخرى.. ووصل إبراهيم المنيف إلى الشام، وبدأ وضعه المالي يتحصن وسرعان ما صار له شأن
r
م

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget