إخلع رداء التوتر لــ لويس ليفى

يخوض عدد كبير جدأ منا في الحياة مرتديا ثياب الغضب، أو القلق، أو الإرهاق، كما لو أنها ثياب العيد، ويبدو أننا نعتقد أن هذه الأثواب هي صيحة من صيحات الموضة، ثق بي، إنها ليست كذلك، إذا أردت أن تبتكر صيحة جديدة في الموضة، فما رأيك في ارتداء ثياب الفرح أو السعادة أو العاطفة؟ لقد حان الوقت لخلع رداء التوتر وارتداء ثوب الرضا.
وها هو الضمان الذي أقدمه إليك. إذا اخترت نشاطا واحدا فقط من هذا الكتاب وداومت على القيام به في الأسابيع الثلاثة القادمة،
فستشعر بالتحسن. وأنا أضمن ذلك.
هذا الكتاب يدور حول الاعتناء بنفسك، وهو شيء لا يفعله الكثير منا بشكل جيد. هل تفعله؟ اعترف: إنه آخر شيء في قائمة الأشياء التي تقوم بها والذي لا يتم عمله مطلقة. ولكنك الآن قد لاحظت مدى الإنهاك الذي تشعر به جسديا وذهنيا، ووجدت شيئا في هذا الكتاب بشدلف إليه. وهذه خطوة أولى رائعة.
في الخمسينيات من القرن الماضي، وعدونا بأنه بحلول التسعينيات من نفس القرن سنعمل عشرين ساعة فقط في الأسبوع، وستكون أكبر

مشكلة لدينا في وقت الفراغ. وبطريقة ما، فإن ما فعلته التكنولوجيا التي كان من المفترض أن تخلق لنا وقت الفراغ هو النقيض تماما. فصرنا نعمل لساعات أكثر، ولدينا موارد أقل، ونقضي وقتنا بأكمله * محاولة عمل المزيد والمزيد أسرع وأسرع. وبدلا من الحصول على وقت فراغ أكبر، فإن معظمنا صار لديه وقت فراغ أقل، وحتى عندما يتوفر لدينا بعض اوقات الفراغ بالفعل، فإننا نحاول ملأها بأكبر شكل ممكن. فمتى كانت آخر مرة جلست فيها ونظرت إلى خارج النافذة واستغرقت في أحلام اليقظة أو مشيت ببطء بجوار النهر أو شاهدت السحب، أثناء حركتها يجب أن توجد مساحة في حياتنا فقط لكي نحيا".
وكطفلة في الخمسينيات من القرن العشرين، ظللت أنتظر وقت " الراحة" هذا أن يظهر بشكل سحري في حياتي. ولكن هذا لم يحدث معي. فهل حدث معك؟ لقد ظللت أتساءل إن كنت أرتكب خطأ ما، ولكنني لاحظت أنه ليس أنا فحسب، فذلك بحدث لمعظمنا. وكإنسانة ذات مهنة حرة ولديها طفل بالغ، فإن لدي قدرأ من السيطرة على حياتي أكثر بكثير مما هو متاح لدى معظم الناس. لذا، فإذا كنت أنا أشعر بالإرهاق والانغمار بسبب جدول أعمالي وكل ما علي أن أفعله، فهذه ليست علامة جيدة لكم
والأخبار الجيدة هي أن كل شيء متضمن هذا الكتاب الصغير يمكن عمله بسهولة، وببساطة، وبسرعة، ودون تكلفة. والأخبار السيئة هي أنه ليس بإمكاني أن أفعل أيا من هذه الأشياء لك.






التوتر stress -طبقا لقاموس ويستر- هو "حالة من الشد الجسدي أو الذهني الناتج عن عوامل تنزع إلى تغيير توازن موجود". في الأصل، كان التوتر مصطلحا في علم المعادن يستخدم لبيان القوة التي يبذلها كائن غير حي ضد آخر، أما في الوقت الحالي، فعندما نتحدث عن التوتر فنحن نتحدث عن البشر.
إن أجسادنا ليست مهيأة لمواكبة التكنولوجيا التي نحن أذكياء بها بكفي لابتكارها، فمن الناحية الجسمانية، نحن لا نزال بدائيين إلى حد بعيد، وردود أفعالنا في المواقف المثيرة للتوتر هي نفس ردود أفعال أجدادنا الأصليين، فأجسادنا تستجيب للتوتر عن طريق ضخ الأدرينالين إلى أجهزتنا الجسدية كطريقة للإعداد المواقف القتال أو الهروب". فضلاتنا تقبض، ونكون على استعداد للقتال أو الهرب للنجاة بحياتنا.
ولسوء الحظ، كانت هذه الاستجابة مناسبة عند مواجهة الحيوانات المفترسة مثل الأمور مسيفة الأسنان، ولكنها غير مناسبة عند التعامل

مع ماكينة الصرف الآلي البطيئة أو الشخص الذي يحمل ۱۵ بندأ ويصمم على الوقوف في الصف المخصص لعشرة بنود أو أقل. فتلك الاستجابة الجسدية مصممة لمنحنا أفضل فرصة ممكنة للنجاة
في المواقف الخطيرة. ولم يكن القصد من وراء استجابة القتال أو الهروب هو استخدامها عند التعامل مع جهاز الفاكس الذي تنحشر فيه الأوراق ويتوقف عن العمل. ورغم هذا، فإنها الاستجابة الجسدية الوحيدة التي نمتلكها للتوتر، لذا فبدلا من استخدامها بحرص كما فعل أجدادنا القدماء، فإننا نستخدمها طوال اليوم
وبينما تستمر التكنولوجيا الإسراع من إيقاع حياتنا، نصبح أكثر توترة لأننا غير قادرين جسمانية على الإسراع بالطريقة التي تعمل بها الآلات من حولنا، ولكننا نحاول مواكبتها ونستمر في المحاولة فقط لنجد أنفسنا نتقهقر إلى الوراء، ونشعر بمزيد من الإنهاك، ونتساءل ما الخطأ فينا،
ليس هناك أي خطأ فينا على الإطلاق. إننا فقط غير مجهزين لمواكبة الآلات، وقد آن الأوان للتوقف عن المحاولة
إننا نعيش في عالم النانو ثانية، وهذا يفرض عبئا على أجسادنا وعقولنا. فعندما يتم ضخ الأدرينالين بشكل متواصل في أجهزتنا، فنحن نعتمد على أرجوحة الغدد الصماء. ففي البداية بزداد نشاطنا ثم ننهار، يجب على كل شخص منا أن يتحمل مسئولية إيجاد أماكن "أبطأ" لنفسه
وفي بعض الأحيان، أذهب إلى البنك وأقف في الصف فقط لكي أذگر نفسي كيف كانت الأمور قبل ظهور ماكينات الصرف الآلي، يمكن أن
|

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget