أفكار صغيرة لحياة كبيرة: التقاط لبعض معان الحياة ، وتسجيلا لمواقف وصور ذات أهمية فيها. حكمة سمعتها .. قرأتها .. رأيتها . وخشيت أن تطير من ذهني فقررت صيدها ، وتقديمها قربانا لك ! . قصة رمزية تلخص حكمة ، أو تشحذ همة ، أو ثوجب عملا" . وأحببت أن أدونها ليسبح معها ذوي الألباب ، ويستفيد من مغزاها طلاب الحكمة
عصير أيام من سبقوني .. وحرارة تجربة مرة بي .. وفكرة ترجمتها مواقف الحياة المتكررة ، صاغت معالم هذا الكتاب
الأنانية والكبر والغرور ، آفات تحيل حياة المرء منا إلى جحيم مستعر والذين يعيشون ولديهم هذه الصفات لا ينعمون أبدا بالعيش الهانئ ء ولا يعرفون طعم السعادة التي يتذوقها من يعيش حياة البساطة والإيثار. إن ( الأنا) ذلك الصوت السخيف بداخل المرء منا والذي يجعلنا دائما في
انتظار انبهار الآخرين بنا لهو شيء جد مؤسف.
ذلك الدافع الذي يجعلنا دائما حريصين على أن يعرف الناس أننا أفضل منهم ، وأجمل منهم ، وأكثر إيمانا واحتراما وانجازا منهم لهو إشارة الخلل في تكويننا النفسي ، ومرض يحتاج إلى علاج ولحظات صدق
وتأمل بين المرء ونفسه ومن عدالة الأقدار أنها تضع المتكبر تحت ضغط نفسي متواصل ، فهو يخشى دائما أن يكتشف الآخرين أنه أقل مما يدعي ، فيبذل المزيد
من الجهد ليخفي عيوبا ، أو يبرز محاسنا ، تؤكد للجميع أنه كما يقول. على العكس من ذلك فإن المتواضع يخفي من كنوز محاسنه ، تحت رمال
تواضعة
حتى إذا اكتشفها الناس أدركوا عظم وأهمية وقوة الشخص الذي يتعاملون معه ، والذي ما تفتأ الأيام تخبرهم عن عظيم خصاله ، وكريم
طباعة إن النفس تهوى الإطراء والتمجيد ، لكن النفس التي يروضها صاحبها ويجبرها على أن تتسم بالتواضع وتحاول دائما أن تظهر الجانب الخير عند الناس هي التي تستشعر بصدق حلاوة العطاء وسكينة
التواضع . الغريب حقا أن الشخص الذي يند كبره ويصفع غروره ويوقظ تواضعه هو شخص يتولى الحديث عن عظمته عمله ، نعم أعماله العظيمة تتحدث
نيابة عنه وتخبر الجميع بعظمته وجماله وأحسن تفسير هذا الأمر وليم جيمس - أبو علم النفس الحديث . حين قال : أن تتخلى عن إعجابك بنفسك متعة تضاهي إقرار الناس بهذا الإعجاب . ولكن إلى أن تجرب طعم هذه المتعة ذق بعضا من تعب التعود على
التواضع والبساطة
استمع دائما أخي إلى الآخرين وكن شغوفا بإشباع نزوتهم في الحديث عن أنفسهم ، أما أعمالك وإنجازاتك وجميل صفاتك فاتركها تتحدث نيابة
عنك.. فهي أفصح منك لسانا .. غرور
هو إشراقة : ما يجعل غرور البعض غير محتمل هو تعارضه مع
غرورنا الشخصي... فرانسوا دو لا روشفوکول
إرسال تعليق