هذا المؤلف يقع في ثلاثة أجزاء يعني الجزء الأول منها بتحليل السكان من الشيعة القاطنين منهم المدن أو الضاريين في مناطق القبائل. ويعني الجزء الثاني بالنشاط السياسي الذي قامت به الشيعة في العراق في الفترة الواقعة بين عامي 1414 و 14121.
ويشتمل هذا الجزء على البحث في المقاومة المسلحة التي أبدتها الشيعة ضد الحملة البريطانية في جنوب العراق بدها بنزول القوات
البريطانية في القاو في السادس من شهر تشرين الثاني سنة 1914 حتى احتلال بغداد في الحادي عشر من آذار سنتي 1437.
كذلك يشتمل هذا الجزء على وصف الحصار النجف الذي فرضته القوات البريطانية في أعقاب اغتيال الضابط مارشال في النجف على يد اللجنة الثورية الإسلامية يوم التاسع عشر من شهر آذار سنتي 14318. ثم شمل هذا القسم أيضا الحديث عن دور الشيعة القيادي أثناء اضطرابات سنة 1920 تلك الاضطرابات التي كانت الخزينة البريطانية أربعين مليون جنيه وهو مبلغ ضخم كان سبب مداولات ومشادات في مجلس العموم البريطانية
وأخر فصل في هذا الجزء من البحث يتناول مؤتمر القاهرة الذي عقد سنة 1921 والذي رأسه السير ونستون تشرشل. في هذا المؤتمر ته وضع مشروع للسياسة البريطانية في العراق والتي من شأنها أن تقلل من النفقات، وذلك بإقامتي حكومة تكون واجهتها عربية ، كما أن هذا الفصل يتناول أيضا المخاوف التي أبدتها الأوساط الشيعية تجاه هذا الحكم المصطنع. أما الجزء الثالث والأخير فمحاولة لتقييم النتائج والاستنتاجات التي توصل لها المؤلف، والتي تتعلق بالسياسة البريطانية المتبعة في العراق مع تقد موضوعي لتلك السياسة
الدور الذي لعبته الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث صفحة مهمة جدا في التاريخ السياسي للعراق لأن أهميته جاء مواكبا للفترة التكوينية الأولى لنشاة الدولة العراقية الحديثة 21
19, لقد قمت بالبحث الميداني الخاص بالموضوع صيف 1968 وحظيت بمقابلة السيد محسن الحكيم المجتهد والمرجع في النجف وقد تلطف فأوعز إلى أعوانه أن يقدموا في كل عون في وسعهم كي أحصل على ما أبتغيه في بحثي هذا وكان أبناءه مهدي وعبد العزيز ومحمد باقر من أبرز من عاونوني في مهمة البحث، ومن أبرز من قابلتهم في تلك الفترة د. فاضل الجمالي رئيس الوزراء العراقي السابق وقد كان وقتها (1968) في ضيافة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة و همفري تريفليان Humphrey Trevelyan سفير بريطانيا في بغداد ود. مهدي البصير الملقب بشاعر الثورة العراقية 1920 والسيد رابح العطية زعيم قبيلة الحميدات في منطقة الشامية وأحد المندوبين الذين قابلوا ويلسون (حاکم العراق آنذاك) في الثاني من حزيران 1920. أما في إنجلترا فقد قابلت السير هاول ( E
. B . Howell ) وكان سابقا حاك للبصرة وحاكا لبغداد، كذلك قابلت اللواء لونجریج S
. H . Longrig وحصلت على معلومات بالمراسلة من السيد إدموند Edmonds الضابط السياسي المساعد في شمال العراق خاصة في كركوك والسليمانية.
إن الدور الذي لعبته الشيعة في تطور العراق الحديث السياسي صفحة مهمة جدا في التاريخ السياسي لهذا القطر، ووجه أهميته أنه اتخذ شكله النهائي في أثناء الفترة التكوينية الأولى في نشأة الدولة العراقية الحديثة. ولأن الشيعة كانت أكثرية مغلوبة على أمرها في العراق فإن أدباء الشيعة وعلياءها في العراق لم يعتوا بدراسة هذه الناحية، فلم تظهر لهم مؤلفات في هذا الحقل. غير إن بعضهم عالجوا نواحي هذه القضية بطريقة خفية خشية أن يتهموا بالميول الطائفية. ونذكر على سبيل المثال في معالجة هذا الموضوع ما كتبه السيد جعفر باقر المحبوبة في مؤلفه الموسوم بلماضي النجف وحاضرهاه (النجف، 1958) والسيد عبد الرازق الوهاب في مؤلفه اكربلاء في التاريخه النجف، 1935) والسيد عباس علي في الزعماء الثورة العراقية بغداد 1950) وهو كتاب يتناول سيرة السيد محمد حسن الصدر مبعوث المجتهد الأكبر إلى لواء الدليم في أثناء اضطرابات سنة 1920. ونذكر اخيرا دراسة السيد عبد الرزاق الحلي الموسومة به الشاعر محمد باقر الشبيبي» الذي غرف بشاعر الثورة، وذلك لقصائده الحساسية، ولدوره الرئيسي في اضطرابات 1920. وهذه الدراسات التي جئنا على ذكرها تعالج نواحي مختلفة للدور الذي لعبته الشيعة في التطور السياسي في العراق الحديث، ولكن واحدا منهم لم يعالج القضية من جميع جوانبها في صورة شاملة. ولذا أعتبر نفسي سعيدا أن يتاح لي المجال لأن أكرس بحثي هذا لمعالجة هذه القضية. وإنه من الضروري لا بل من الممتع أن يتصدى مؤلف المعالجة هذا الموضوع.
إرسال تعليق