أمتي فى العالم لــ طارق البشرى

أمتي فى العالم  لــ  طارق البشرى



يمثل الأستاذ طارق البشري علامة فكرية متميزة في مصر والأمة العربية الإسلامية؛ سواء من حيث مستوى القضايا التي يتناولها أو منهج النظر والمعالجة الذي يتميز به. وفي هذا الكتاب يتجلى هذا التميز بمستوييه ضمن مجموعة متساندة ومتكاملة من الافتاحیات التي قدم بها الأستاذ البشري لحولية (أمتي في العالم والتي تعبر بدورها عن عمل علمي وبحثي متمیز آزره البشري رؤية وتناولا.
تأتي فكرة حولية (أمني في العالم والتي بدأ العمل بها عام 1997 وصدر منها حتى 2013 أحد عشر عددا منها عدد خاص عن الأمة في قرن»- محاولة لتجديد الوعي بالأمة الإسلامية مستوى للإدراك والبحث العلمي من ناحية، كماهي ملتقى للانتماء والتكامل من ناحية ثانية، ومحل للفاعلية الحضارية ضمن عالم اليوم من ناحية ثالثة. وينت هذه الحولية منهج نظرها في قضايا الأمة الإسلامية على ثلاثية عالم الأفكار وعالم النظم والمؤسسات والرموز وعالم الأحداث والتفاعلات، سواء داخل أقطار الأمة أو فيما بين بعضها البعض أو في تعاطيها مع العالم الخارجي؛ بحيث تغطي أكبر مساحة ممكنة من مجريات العالم الإسلامي وأحواله المتجددة
ومن ثم تناولت أعداد حولية (أمتي في العالم) موضوعات متعددة

ومتنوعة لكنها متواصلة، يربط بينها الحالة العامة التي تشهدها الأمية الإسلامية منذ نهايات القرن العشرين وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وحتى اليوم. فبدأت بالنظر في (العولمة) بوصفها الإطار العالمي لمرحلة نهاية التسعينيات الذي عصف بالجميع، لتؤكد أكثر صدقية عنوان الحولية؛ وهو أن أمة الإسلام لا تعيش بمعزل عن العالم الراهن بقدر ما هي في قلب تفاعلاته وتحولاته الكبرى. تلا ذلك اهتمام بطبيعة العلاقات البيئية الإسلامية - الإسلامية) واهم محدداتها وخصائصها التي تكشف عنها أحوال وأحداث اللحظات الأخيرة من القرن العشرين.
جاء العدد الخاص (الأمة في قرن) والذي صدر في ستة أجزاء كبيرة ومتكاملة ليغطي مساحة العددين الثالث والرابع، وليقدم نظرة في حصاد حركة الأمة الإسلامية، في محاور عديدة، تؤشر على أن الأمة عاشت ولا تزال تعيش أزمة واسعة الأطراف متعددة الأبعاد، مشدودة بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وبين الأصيل من أفكارها والدخيل، وبين طبائع الاستبداد وتحكم القلة ومطالب الديمقراطية والخيار الشعبي، وبين مصالح الداخل واستقلاله وحصار الخارج واختراقه للداخل واستغلاله، وأن الطريق إلى المستقبل لم يصبح بعد معبدا، بل لا يزال يتطلب مزيدا من الاجتهاد والتجديد.
ثم توالت تضايا محنة الأمة في القرن الحادي والعشرين بداية من تصدير الأزمة الأمريكية المتعلقة بواقعة الحادي عشر من سبتمبر 2001 (الذي سماء البشري باليوم الأمريكي وذكر أنه ليس من أيامنا أيام العرب إلى ربوع العالم الإسلامي باسم الحرب الدولية على






الإرهاب، والتي توجهت بداية إلى افغانستان و محيطها (العدد الخامس)، ثم تحولت بعدوانها إلى العراق لاحتلاله من قبل أمریکا وتحالفها الدولي عام 2003 (العدد السادس)، ثم الهجوم السياسي والثقافي على الأنظمة والمجتمعات المسلمة بضرورة (الإصلاح الشامل السياسي والتعليمي والديني، ولو من الخارج، ضمن ما أضحى يسمى باستراتيجية (الشرق الأوسط الكبير) 2004-2005، وتوازيا وتواليا مع حالة عالمية ترفع راية الحوار بين الحضارات) عملت فيها الأهداف السياسية على التلبس بأثواب ثقافية حقيقية واستغلالها والانحراف بها (العددان السابع والثامن).
جاء العدوان الإسرائيلي على غزة 2008-2009 فيما أسماه الأستاذ البشري (الحرب الثانية عشرة) ليكمل المرحلة الثانية من الاستراتيجية الدولية للحرب على الإرهاب، لكن هذه المرة على قوى المقاومة الوطنية والإسلامية وبقيادة إسرائيلية سبقها العدوان على لبنان وحزب الله اللبناني 2006... ليؤكد من كل طريق أن الأمة العربية والإسلامية تحت العدوان المتصل من قبل الغرب والكيان الصهيوني الذي زرعه في أحشائنا، الأمر الذي يجعلنا نعيد النظر في طبيعة العلاقات مع الآخر) باتساع مستوياتها وأبعادها والنهج الأمثل في التعامل معها (العددان التاسع والعاشر).
لقد جاءت الثورات العربية منذ نهاية عام 2010 وعبر العام 2011، وفي قلبها ثورة 25 يناير المصرية، لتنضاف ضمن حولية أمتي في العالم لثنائية (التحديات والاستجابات)، وتحل موضوعا للبحث والدراسة خاصة في مدن إمكان أن يتولد عنها تغییر ونهوض حضاري

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget