تمثل هذه الطبعة القياسية الجديدة من الكتابات المجمعة لجون ماینارد
(The Collected Writings of John Maynard Keynes)
العمل التذكاري الذي تقدمه الجمعية الاقتصادية الملكية (Royal Economic Society) لكينز، فقد كرس جزا كبيرا من حياته الحافلة جدا لهذه الجمعية في عام 1911 أصبح وهو في الواحد والعشرين من العمر محرر دورية ( Economic Journal ) خلفا
وفي سياق وظيفته المزدوجة كمحرر و أمين سر، لعب کینز دورا أساسيا في صباغة سياسات الجمعية الاقتصادية الملكية. ويعود الفضل إليه إلى حد كبير في البدء في بعض أنشطة النشر الأساسية للجمعية تنشر طبعة حررها برافا Srafa ، من أعمال ریکاردو Ricardo ، وطبعة حررها ستارك Stark ، من الكتابات الاقتصادية أيتام
Bentham ، وتلك التي حررها جولييود Guillebaud ، من أعمال مارشال Marshal؛ بالإضافة إلى عدد كبير من المطبوعات التي سبق نشرها في الثلاثينيات من القرن العشرين.
حين توفي كينز عام 1946، كان من الطبيعي أن ترغب الجمعية الاقتصادية الملكية في إحياء ذكراه. وربما كان من الطبيعي بنفس الدرجة أن تختار الجمعية أن تحيي ذكراه عن طريق إصدار طبعة من أعماله الكاملة، کینت نفسه كان يستمع دائما بالطباعة الفاخرة، والجمعية - مساعدة السادة ماكمیلان Macmillan ، في النشر ومطابع جامعة كامبريدج - کانت تواقة إلى إعطاء كتابات کیز شکلا دائما يليق به. استنشر الطبعة الحالية اكبر قدر مستطاع من أعماله في مجال الاقتصاد. ولن تتضمن أي مراسلات خاصة أو شخصية ولن تنشر الرسائل التي بحوزة أسرته؛ فهذه الطبعة مهتمة بكينز كعالم اقتصاد.
تقع كتابات كينز في خمس فئات رئيسية. أولا: الكتب التي كتبها ونشرها ککتب، ثالا: مجموعات من المقالات والكتيبات التي وضعها بنفسه أثناء حياته
مقالات في الإقناع Essays in Persuasion و مقالات في السيرة Essays in Biography)، ثالثا: كم كبير من الكتابات المنشورة لكنها غير مجمعة - مقالات ورسائل كثيث لصحف، والمقالات التي نشرت في دوريات واحتوتها مجموعته التي وضعت في مجلدين، والعديد من النشرات. رابعا: كتابات قليلة لم تنشر من قبل، خامسا: مراسلات مع غيره من الاقتصاديين و الأشخاص المهتمين بالاقتصاد أو الشئون العامة
سنحاول هذه السلسلة أن تنشر سجلا كاملا لأعمال کیتز المهمة كعالم اقتصاد . وتهدف إلى نشر كل الفئات الأربع الأولى المذكورة فيما سبق بأكملها. أما الاستثناء الوحيد فهو عدد قليل من المقالات المنشورة في أكثر من مكان في نفس الوقت والتي كتب فيها كنز نفس المادة تقريا لتنشر في عدة صحف أو في عدة دول بدون اختلافات مهمة أو أساسية. في هذه الحالات، ستنشر هذه السلسة واحدة فقط من النسخ المختلفة عن طريق اختيار أكثرها إثارة للاهتمام
أما نشر مراسلات کیئز الاقتصادية فلا مناص من أن يكون انتقائيا. ففي عصر الآلة الكاتبة وخزانة الملفات، وخاصة في حالة هذا الرجل شديد النشاط والانشغال، يستحيل نشر كل قصاصة ورق أملاها على أحد حول مسألة غير مهمة أو مؤقتة . لكننا تهدف إلى جمع ونشر أكبر قدر ممكن من المراسلات التي قام کینز فيها بتطوير
أفكاره في سياق مناقشاته مع زملائه الاقتصاديين بالإضافة إلى المراسلات الأكثر أهمية المكتوبة عندما كان كينز في قلب الشئون العامة.
وبعيدا عن كتبه المنشورة، تمثلت المصادر الأساسية لمن أعدوا هذه السلسلة في مصدرين اثنين. أولا: قيام کینز في وصيته يجعل ريتشارد كان Richard
Kahn، منفذا لوصيئه و مسئولا عن أوراقه الاقتصادية, وقد وضعت هذه الأوراق في مكتبة مارشال بجامعة كامبريدج وأتيحت للاستخدام عند عمل هذه الطبعة. لم يكن لكيز سكرتيرا حتى عام 1914، وكانت أوراقه الأولى بالأساس عبارة عن خطابات مهمة كتبها بخط يده وأحتفظ بها. وفيما يتعلق بتلك المرحلة ، تتمثل معظم المراسلات التي بحوزتنا في كتابات تلقاها أكثر من الكتابات التي كتبها. خدم کینز في وزارة المالية خلال الأعوام (1914-1918) و(19401946)، ومع فتح السجلات الرسمية للإطلاع العام صار الكثير مما كتبه متاخا. و من عام 1919، وحتى ما بقي من حياته، كان لكيز سكرتير يساعده، وقد تولت السيدة ستيفنز Stevens، هذه الوظيفة لسنوات طوال، ولهذا يتوفر لدينا في معظم الحالات النسخ الكربونية من خطاباته الشخصية وأصول الخطابات التي تلقاها في آخر خمسة وعشرين عاما من حياته العملية.
بالطبع حدث أن كتب کیت بخط يده في بعض الأوقات خلال هذه الفترة. في بعض هذه الحالات ، ومساعدة من كان يتراسل معهم - ممكنا من جمع كلا الجانبين من بعض النقاشات المهمة، وكنا مهتمين - لنكون منصفين مع كلا الجانبين - بان نشر كتابات كلا المتراسلين كاملة.
أما المصدر الرئيسي الثاني ، فمجموعة من سجلات القصاصات التي حفظتها والدة کینز، فلورنس کینز Florence Keynes، زوجة نيفيل كينز Neville Keynes عبر سنوات طوال، ومنذ عام 1919، أحتوت سجلات القصاصات هذه على كل كتابات كينز التي تتناول أمورا طارئة، وكل رسائله للصحف تقريبا و مدارا كبيرا من المواد التي تساعد المرء على أن يرى ليس ما كتبه فقط وإنما ردود أفعال الآخرين عليه أيضا. وبدون سجلات القصاصات هذه التي كانت محفوظة بعناية بالغة، كانت مهمة أي محرر لأعماله أو كاتب السيرته ستكون أصعب بكثير جدا.
تتمثل خطة الطبعة، كما هو مستهدف الآن، في الآتي: ستكون من خمسة
إرسال تعليق