خطاب ضد الإسلاموفوبيا لــ ستيفان فايدنر



تجاوزت صور مظاهرات حركة بيغيدا العنصرية المعادية للإسلام ألمانيا التبلغ ارجاء مختلفة من العالم. لكن أصواتا كثرة ارتفعت منددة بهذه الحركة، منها صوت الكاتب المتخصص في الأدب العربي، الألماني ستيفان فايدنر، الذي يقدم في هذا الكتاب تحليلا فاضحا لحركة بيغيدا وللايديولوجيا التي تقف وراءها. إنها الأيديولوجيا العنصرية نفسها التي نجدها في بلدان غربية أخرما يمضي
ستيفان فايدتر على خطة إدوار سعيد في تفكيكه للثقافة العربية، ليكتشف بأن العداء الإسلام يكمن في كل مكان، وليس فقط عند متظاهري حركة بيغيدا العنصري

ولد ستيفان فایدنر في كولونيا عام 1967. تعلم العربية في مرحلة مبكرة وسافر في سن السابعة عشرة إلى المغرب والجزائر وتونس. درس الثقافة العربية والفلسفة في غوثينغن ويون، وكان من بين أساتذته تیلان ناغل وآنه ماري شيمل وستيفان فيلد. نشر ترجماته الأولى للشعر العربي عام 1993. ونشر بعدها ترجمات لأدونيس و محمود درويش وبدر شاكر السياب ولشعراء عرب آخرین
يعتبر ستيفان فایدنر أهم مترجم للشعر العربي إلى الألمانية، وقد حصل على جوائز عديدة، منها حصوله على جائزة الأكاديمية الألمانية للغة والشعر. يعمل منذ العام 2001 رئيس تحرير مجلة فكر وفن، التي يصدرها معهد غوته باللغات الثلاث: العربية، الفارسية، والإنجليزية. كما أصدر العديد من الكتب، منها: كتاب «إغراءات محمدية» الذي صدرت ترجمته العربية بعنوان: «الأسئلة المخفية»، وكتاب للأطفال والشباب عن الإسلام يحمل عنوان: «الله هو الربا، کا صدر له کتاب متميز يحمل عنوان: «دلیل صراع الثقافات». یعیش ستيفان فایدنر اليوم في كولونيا، ويتردد باستمرار على العالم العربي.

يعرف أغلب القراء العرب أن العداء للإسلام أو ما پستی: الإسلاموفوبيا في أوروبا ليس بالظاهرة الجديدة؛ فبإمكاننا تتبع جذورها إلى القرون الوسطى، حتی زمن الحروب الصليبية. لكن نوع العداء للإسلام الذي نواجهه اليوم في أوروبا، هو ظاهرة جديدة نسبيا، خصوصا في المانيا. إذ منذ الوحدة الألمانية - فحسب - عام 1989 ونهاية الحرب الباردة سيتحول العداء للإسلام إلى مشكلة حقيقية. نعم، كانت هناك عنصرية وعداء للأجانب في ألمانيا قبل ذلك الوقت، کاهو الحال في بلدان عدة، لكن لم يتم خلال ذلك التمييز بين مهاجرين مسلمين ومهاجرين غير مسلمين قادمين من جنوب أو شرق أوروبا (لقد كان للمهاجرين الإيطاليين في ألمانيا في الستينيات والسبعينيات سمعة أسوا من سمعة المهاجرين المسلمين)، ورغم أن أغلب العمال المهاجرين أتوا من تركيا، إلا أنه تم النظر إليهم في البداية كمهاجرين فقط لا كمسلمين. وحين كان يدور الحديث عن الإسلام قبل 1989، فإنه كان يرتبط إما بالسياسة العالمية، مثلا بالصراع العربي - الإسرائيلي، أو كان يدور كحدیث عادي عن ثقافة لاحضور لها في المانيا، كما لو أن الإسلام مجرد






ظاهرة تاريخية مثل روما القديمة، وبالفعل؛ فقد درست اللغة العربية لمدة طويلة في الجامعات الألمانية كلغة ميتة لم يعد أحد يتحدث بها. وفي إطار هذه العلاقة المجردة بالإسلام وبثقافة من الماضي البعيد كان هناك أحيانا تقدير كبير للإسلام نجده مثلا عند شاعر كبير مثل غوته في كتابه الديوان الغري الشرقي، أو لدی فریدریش ریکرت أو هاینریش هاینه و آخرین غيرهم، خصوصا في الحقبة الرومانسية. ويمكننا القول إنه لا يزال جزء كبير من الإنتلجنسيا الألمانية - حتى يومنا هذا - تمتلك صورة إيجابية، بفضل هؤلاء الشعراء، عن الإسلام كثقافة مجردة وفي الآن نفسه تاريخية. وهو ما يوضح أيضا لماذا يقدر عدد كبير من الألمان الإسلام کثقافة تاريخية، ولكنهم يرفضون - عمليا - المهاجرين من أصول إسلامية، كا يرفضون الإسلام المعاصرة
يقترب عدد المسلمين في ألمانيا من أربعة ملايين نسمة، أي ما يقارب خمسة في المائة من الشعب الألماني، أغلبهم مسلمون من أصول مهاجرة، أما عدد الألمان الذين اعتنقوا الإسلام فيبقى قليلا. وبالطبع؛ إن أغلب المهاجرين المسلمين يحملون الجنسية الألمانية ويعيشون في الغالب منذ
جيلين أو ثلاثة في ألمانيا. أماصورة اندماجهم الاقتصادي والسياسي والثقافي بالمجتمع الألماني وهل هي جيدة أم سيئة، فهو أمر يتعلق بمستواهم الدراسي وبالطبقة الاجتماعية التي ينحدرون منها. فالمسلمون اليوم في ألمانيا يعملون في وسائل الإعلام ويشغلون مناصب وزراء (وإن على مسنوی حكومات الولايات) وزعماء أحزاب، بل إن منهم کتابا باللغة الألمانية حصلواعلى جوائز كبيرة، لكن كثيرا من المسلمين - مع ذلك

إرسال تعليق

[blogger]

MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget