التاريخ الحقيقى للعرب لــ بيير روسى
هذه ترجمة كتاب بيير روسي ( مدينة ايزيس التاريخ الحقيقي للعرب )، الصادر عن دار Nouvelles Editions Latines يباريس عام 1976، نضعه بين أيدي القراء العرب في طبعته الثانية بعد أن تفدت الأولى منذ زمن بعيد، أي بعید صدورها في عام ۱۹۸۰ .
ولقد ألح الكثيرون ، وخاصة الصديق السيد الدكتور محمد سلمان وزیر الإعلام ، على ضرورة إعادة نشره من جديد لأهميته القومية
البالغة ، فامتثلنا لهذا الإلحاح ، وأعددناه ، من جديد للطبعة الثانية التي نأمل ، بعد صدورها عن دار البشائر ، أن تكون ممتازة في شكلها مثلما هي ممتازة في مضمونها .
مؤلف الكتاب السيد بيير روسي ، صديق العرب الذي أصدر كتبا كثيرة حول القضايا العربية وقضية فلسطين منها خاصة ، وفيها وقف إلى جانبنا لأن قضيتنا عادلة
أما في هذا الكتاب فهو يقف إلى جانب حضارتنا التي رآها أما لجميع الحضارات ، ولقد التقينا به في باريس في عام ۱۹۷۹ ، في دار الشرق التي يرأسها والتي خصصها لدراسات تتعلق بشرقنا العربي ... التقينا به ، فازددنا معرفة به ، بعد أن ترجمنا كتابه الهام هذا ، وسمعناه يتحدث بحماسة عن فلسطين العربية ، وعن حكم لليهود لم يذم فيها سوى ثلاثين عاما ، سيعود العرب بعدها إلى مسرح التاريخ أمة تقدم الخير لها وللإنسانية جمعاء , وها هم أولاء الصهاينة صهيونيو القرن العشرين ينقبون في أسفل المسجد الأقصى ليعثروا على حجر أو قطعة خشب من بقايا معبد سلیمان ، فلم يوفقوا إلى
لقد آن الأوان الذي ينبغي للعالم الشرقي أن يبدأ فيه اكتشاف حقیفه تاريخه وثقافته اللتين ، لولاهما ، لغدا الغرب فارغة . ولقد أتي على الناس حين من الدهر كانت مدارس الغرب، وجامعاته قد خففت فيه ، بمخطط ، القيمة الواسعة الحضارة امتدت عدة آلاف من السنين بين نهري السند والرین و جبال البيرينه ، رغبة منها في تمجيد أثينا وروما ، في حين كانت هاتان العاصمتان قد انشاهما الشرق ، وسكنهما الشرق ، وعلمتهما وكونت ثقافتهما الأنهار ، والمدن كممفیس ، وبابل ونينوى وبعلبك وقرطاجة ، التي أصبح العرب اليوم ورثتها المخلصين .
وإنه لخطأ فادح ذلك القول الذي يدعي أن الاسكندر او بومبی او نبصر قد احتلوا ، أو بالأحرى قد حضروا ، الأراضي المتوسطة والآسيوية الشاسعة التي تتحدث عنها كتب تاريخ الغرب ، كما أن من الخطأ الفادح ايضا ان يكون أرسطو أو افلاطون قد أثرا في الفكر العربي . إن الحقيقة ، هي على العكس من ذلك .
لقد اتفق أن النهضة العربية قد رافقت نهضة الحقيقة ، نهضة دفعت الجهاز الجامعي الأوربي إلى إيضاح دقیق ، لتقسيم الغرب ، ولجعل الشرق العربي تلميذ هذه الحقائق المتناقضة ، كما لو أنها جعلت منبع النهر مصيبه ونهايته . إننا لنأمل أن يلغي المفكرون والعلماء العرب ، هذا الدجل الذي بات تاريخهم ضحية له ، إن عليهم ، الا ينسوا ما تعلموه من أساتذتهم الأوربيين فحسب ، بل عليهم أن يتمكنوا من ذلك أيضا . إن هذا يحقق بوساطتهم ، إصلاحا
يحطم العقلية التي كانوا تشربوها. إن هذا يستتبع هزة أساسية لراحة عقلية كانت تصلهم ، مجاملة ، بمفكري الغرب الذين لم يكن المفكرون العرب إلا النماذج الطبعة لها إن لم يكونوا النسخ المطابقة لها ، إنهم سيكتبون ، يمزيد من القوة والشجاعة ، تاريخا منيوضح قدر أبنائهم ، لأن المقصود اليوم هو إعادة الإرث إلى الأطفال العرب ، ذلك الأرث الذي سيضمن عظمة مستقبلهم .
وإنه لمن غير المنطقي أن يفرض علماء الغرب الموسوعبون عن طريق فكرهم العلمي ، ميثولوجيا مؤسسة على الأساطير التوراتية ، أو على مخطوطات مزعومة ، إغريقية أو رومانية ، مكتوبة ( من كتبها ؟ ) بعد قرون عديدة من الحوادث التي رووها بالتفصيل ، وإنها لفضيحة كذلك أن يعطوا الحياة والمادة الشخصيات حلم أقاموا هم أنفسهم أعمدة عقيدتها ، وإنها المرفوضة نظرية عرقية اللغات هذه التي اخترعوها ، مقسمين العالم تعسفة ، إلى سامییں وآريين ، أي إلى شعوب لم يستطع أي تحليل علمي أن يثبت وجودها ، وإنه لمن الحمق كذلك ، أن يعطي هؤلاء العلماء أنفسهم ، انطلاقا من وثائق لا وجود لها ، أو مشكوك فيها ، أو لا معنى لها ... من الحمق أن يعطوا الحق لأنفسهم في إعادة الحياة لعضور كاملة مفقودة في ليل الزمان . إنه ادعاء وابتذال أو أحكام مسبقة من التشهير ضد الشرق ، وإنها روح استعمار أبوي تحاول فرض نفسها ، تلك هي الأفكار الرئيسة التي جعلت جياد الباحثين الأوربيين تتجه ، بحجة العلم ، نحو كتابة التاريخ .
إن اليوم الذي يعود فيه هذا التاريخ إلى دقة وثائق مفهرسة لا يطعن فيها ، الهر اليوم الذي سيقوم فيه علم الوثائق مقام جدول فرضیات تؤلف كذلك الشيء الأساسي للتعليم الجامعي ... ومن الواضح أن الشرق العربي بكل ثرواته الميتافيزيكية ، وبمعرفته وقدرته ، سيطور في الأفق حضاراته الواسعة المنيرة ، وسيغدو من المؤكد أن الإسلام ، الذي جمع من قبل في نفسه منابع
هذه ترجمة كتاب بيير روسي ( مدينة ايزيس التاريخ الحقيقي للعرب )، الصادر عن دار Nouvelles Editions Latines يباريس عام 1976، نضعه بين أيدي القراء العرب في طبعته الثانية بعد أن تفدت الأولى منذ زمن بعيد، أي بعید صدورها في عام ۱۹۸۰ .
ولقد ألح الكثيرون ، وخاصة الصديق السيد الدكتور محمد سلمان وزیر الإعلام ، على ضرورة إعادة نشره من جديد لأهميته القومية
البالغة ، فامتثلنا لهذا الإلحاح ، وأعددناه ، من جديد للطبعة الثانية التي نأمل ، بعد صدورها عن دار البشائر ، أن تكون ممتازة في شكلها مثلما هي ممتازة في مضمونها .
مؤلف الكتاب السيد بيير روسي ، صديق العرب الذي أصدر كتبا كثيرة حول القضايا العربية وقضية فلسطين منها خاصة ، وفيها وقف إلى جانبنا لأن قضيتنا عادلة
أما في هذا الكتاب فهو يقف إلى جانب حضارتنا التي رآها أما لجميع الحضارات ، ولقد التقينا به في باريس في عام ۱۹۷۹ ، في دار الشرق التي يرأسها والتي خصصها لدراسات تتعلق بشرقنا العربي ... التقينا به ، فازددنا معرفة به ، بعد أن ترجمنا كتابه الهام هذا ، وسمعناه يتحدث بحماسة عن فلسطين العربية ، وعن حكم لليهود لم يذم فيها سوى ثلاثين عاما ، سيعود العرب بعدها إلى مسرح التاريخ أمة تقدم الخير لها وللإنسانية جمعاء , وها هم أولاء الصهاينة صهيونيو القرن العشرين ينقبون في أسفل المسجد الأقصى ليعثروا على حجر أو قطعة خشب من بقايا معبد سلیمان ، فلم يوفقوا إلى
لقد آن الأوان الذي ينبغي للعالم الشرقي أن يبدأ فيه اكتشاف حقیفه تاريخه وثقافته اللتين ، لولاهما ، لغدا الغرب فارغة . ولقد أتي على الناس حين من الدهر كانت مدارس الغرب، وجامعاته قد خففت فيه ، بمخطط ، القيمة الواسعة الحضارة امتدت عدة آلاف من السنين بين نهري السند والرین و جبال البيرينه ، رغبة منها في تمجيد أثينا وروما ، في حين كانت هاتان العاصمتان قد انشاهما الشرق ، وسكنهما الشرق ، وعلمتهما وكونت ثقافتهما الأنهار ، والمدن كممفیس ، وبابل ونينوى وبعلبك وقرطاجة ، التي أصبح العرب اليوم ورثتها المخلصين .
وإنه لخطأ فادح ذلك القول الذي يدعي أن الاسكندر او بومبی او نبصر قد احتلوا ، أو بالأحرى قد حضروا ، الأراضي المتوسطة والآسيوية الشاسعة التي تتحدث عنها كتب تاريخ الغرب ، كما أن من الخطأ الفادح ايضا ان يكون أرسطو أو افلاطون قد أثرا في الفكر العربي . إن الحقيقة ، هي على العكس من ذلك .
لقد اتفق أن النهضة العربية قد رافقت نهضة الحقيقة ، نهضة دفعت الجهاز الجامعي الأوربي إلى إيضاح دقیق ، لتقسيم الغرب ، ولجعل الشرق العربي تلميذ هذه الحقائق المتناقضة ، كما لو أنها جعلت منبع النهر مصيبه ونهايته . إننا لنأمل أن يلغي المفكرون والعلماء العرب ، هذا الدجل الذي بات تاريخهم ضحية له ، إن عليهم ، الا ينسوا ما تعلموه من أساتذتهم الأوربيين فحسب ، بل عليهم أن يتمكنوا من ذلك أيضا . إن هذا يحقق بوساطتهم ، إصلاحا
يحطم العقلية التي كانوا تشربوها. إن هذا يستتبع هزة أساسية لراحة عقلية كانت تصلهم ، مجاملة ، بمفكري الغرب الذين لم يكن المفكرون العرب إلا النماذج الطبعة لها إن لم يكونوا النسخ المطابقة لها ، إنهم سيكتبون ، يمزيد من القوة والشجاعة ، تاريخا منيوضح قدر أبنائهم ، لأن المقصود اليوم هو إعادة الإرث إلى الأطفال العرب ، ذلك الأرث الذي سيضمن عظمة مستقبلهم .
وإنه لمن غير المنطقي أن يفرض علماء الغرب الموسوعبون عن طريق فكرهم العلمي ، ميثولوجيا مؤسسة على الأساطير التوراتية ، أو على مخطوطات مزعومة ، إغريقية أو رومانية ، مكتوبة ( من كتبها ؟ ) بعد قرون عديدة من الحوادث التي رووها بالتفصيل ، وإنها لفضيحة كذلك أن يعطوا الحياة والمادة الشخصيات حلم أقاموا هم أنفسهم أعمدة عقيدتها ، وإنها المرفوضة نظرية عرقية اللغات هذه التي اخترعوها ، مقسمين العالم تعسفة ، إلى سامییں وآريين ، أي إلى شعوب لم يستطع أي تحليل علمي أن يثبت وجودها ، وإنه لمن الحمق كذلك ، أن يعطي هؤلاء العلماء أنفسهم ، انطلاقا من وثائق لا وجود لها ، أو مشكوك فيها ، أو لا معنى لها ... من الحمق أن يعطوا الحق لأنفسهم في إعادة الحياة لعضور كاملة مفقودة في ليل الزمان . إنه ادعاء وابتذال أو أحكام مسبقة من التشهير ضد الشرق ، وإنها روح استعمار أبوي تحاول فرض نفسها ، تلك هي الأفكار الرئيسة التي جعلت جياد الباحثين الأوربيين تتجه ، بحجة العلم ، نحو كتابة التاريخ .
إن اليوم الذي يعود فيه هذا التاريخ إلى دقة وثائق مفهرسة لا يطعن فيها ، الهر اليوم الذي سيقوم فيه علم الوثائق مقام جدول فرضیات تؤلف كذلك الشيء الأساسي للتعليم الجامعي ... ومن الواضح أن الشرق العربي بكل ثرواته الميتافيزيكية ، وبمعرفته وقدرته ، سيطور في الأفق حضاراته الواسعة المنيرة ، وسيغدو من المؤكد أن الإسلام ، الذي جمع من قبل في نفسه منابع
إرسال تعليق