Latest Post

الكون  لـ  كارل ساغان


علقت مجلة «ذي كريستيان سيانس، (The Christian Science) على هذا الكتاب بقولها:
شهد العالم ذلك المسلسل التلفزيوني غير العادي الذي بثته معظم محطات الإرسال التلفزيونية العامة وأثار اهتمام عشرات الملايين من المشاهدين ليس بأعاجيب الفضاء فحسب، بل بإدراك وفهم أعمق المسائل العلمية المتعلقة بطبيعة العالم، وأصله وبالحياة والجنس
البشري، وليس کتاب «الكون، لكارل ساغان مجرد نص مكتوب للمسلسل التلفزيوني، بل هو قصة كاملة تعبر في أغلبها، وبتسلسل زمني دقيق، عن الجهود البشرية الكبيرة في الانجاز العلمي، ويعطي هذا الكتابه القارىء فرصة اكتشاف العالم في العمق.. ويجعل من كتابات ه: ج ويلز وجول فيرن مجرد كلام عادي ومبتذله
وعلقت صحيفة «شيكاغو ترييون، (Chicago Tribune) بما يلي:
ولم تمض سوى بضع سنوات، حتى أصبح ساغان «مستر علم»، أي ذلك الرجل المحترم على مستوى القاعدة الشعبية الواسعة القادر على الربط بین مادة الحياة وتاريخها من ناحية واتساع الكون والخلود من ناحية ثانية، وهو يفعل ذلك بتناسق وحيوية يقنعانك وإن مؤقتا على الأقل بأن شيئا آخر لا يمكن أن يكون أكثر اثارة أو أكثر أهمية.
الكون  لـ  كارل ساغان

وقالت «نيوزداي ( News Day)
،إن ساغان هو فلكي ينظر بعين إلى النجوم، وبأخرى إلى التاريخ، وبثالثة هي عقله الى الطبيعة الإنسانية .. ونحن نعجب به كثيرا بسبب طموحه ومعرفته الواسعة وأحيانا بسبب روعة أسلوبه في الكتابة وغالبا بسبب ما يثير فينا من ذهول نحو عالمنا وأنفسنا..
أما صحيفة «ذي سان دييغو يونيون» (The San Diego Union) فقد قالت مايلي
اعمل رائع في العلم الشعبي، ومشحون بجرعة غير عادية من الخيال والتصور
وقالت مجلة «جون باركهام ريفيوزه (Johan Barkham Reviews) |
يعرف ساغان تماما كيف يثير خيال القاريء العادي ويستحوذ على اهتمامه من الصفحة الأولى حتى الصفحة الأخيرة، وهذا هو الكتاب الذي يفتح أذهاننا ويأخذنا معه في أجمل الرحلات، وهو مكتوب بأسلوب رائع وموضح الى حد مدهش.
وعموما فحتى القارىء الذكي يجب أن يقرأ قصة ساغان عن الكون ويهتم بها، ويتعلم منها ويستوعبها بعمقه
وقالت «ذي أميركان راشناليست (The American Rationalist)
رائع.. وإن بحث ساغان هذا عن الإنسان في الطبيعة خال من الوهم والتشاؤم وهو تصور مفحم
ولكن ماذا قيل عن مسلسل الكون، التلفزيوني؟
قالت جامعة ولاية أوهايو الأميركية التي منحت الجائزة السنوية للتفوق التلفزيوني
شوهد المسلسل الذي استقطب أكبر عدد من المشاهدين في تاريخ العروض التلفزيونية العامة الأميركية، والمعروف به الكون، من قبل أكثر من مئتي مليون إنسان في أكثر من ستين بلداء
وربما يكون مسلسل «الكون، الإسهام الأكثر أصالة وتميزا بین البرامج التلفزيونية التي قدمت خلال السنوات الثلاث الماضية.. فهو متفوق في كل مستوياته، وهو يوحي بالإضافة إلى كونه يقدم المتعة والتعليم والأنباء والإثارة بالاهتمام الكبير بوضوح الفكر والعلم .. وبالاحترام الاستثنائي لجمهور






المشاهدين
إن مسلسل الكون، هو نصر للدكتور ساغان وللبرامج التلفزيونية العلمية، وللشعب الأميركي.
وقال رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست» (Washington Post)
ان مسلسل الكون يفي بوعد أنصار التلفزيون الذين كانوا يقولون دائما : إنه يمكن استخدام الأساليب التقنية لإغناء معلومات المشاهدين دون إزعاجهم، وبتقديم المزيد من المرح والألعاب لهم.. وهو يعطيك مقياسا جديدا يمكنك أن تحكم بوساطته على سائر البرامج التلفزيونية، |
وكذلك قال مانح جائزة جورج فوستر بيبودي للبرامج التلفزيونية المتفوقة ما يلي
مثير للاهتمام والفضول والبهجة.. وهو أي مسلسل «الكون يمثل نجاحا فوريا لأولئك الذين يتطلعون إلى الجودة الحقيقية في التلفزيون..
ويقول آخرون عن هذا الكتاب ما يلي:
الناشر: هذا الكتاب هو الأكثر مبيعا في 12 بلدا. بيعت منه خمسة ملايين نسخة في 80 دولة، وهو الأكثر مبيعا أيضا بين كل الكتب العلمية التي نشرت حتى الآن باللغة الإنكليزية، وبقي الكتاب الأكثر مبيعا لمدة 70 أسبوعا في لائحة الكتب الأكثر مبيعا في صحيفة نيويورك تايمز»..
- قسم مراجعة الكتب في صحيفة «نيويورك تايمز: كتاب جذاب واسع الخيال مشوق للقراءة ومتنوعه
صحيفة ميامي هيرالد» :Miami Herald)
مثير للإعجاب في مجالات أبحاثه وفي اقتراحاته وهو يدفعنا إلى الدهشة،، ونحن نشك فيما اذا كان أي إنسان قادرا على أن يفك نفسه من برائن هذا الكتاب في اللحظة التي يقع فيها عليه، وبالتالي لا يبقى له خيار سوى الاستسلام
- المسؤول عن الرد على الشكاوي في كليفلاند: كتاب و الكون» هو اشبه ما يكون بمنهج دراسي علمي في كلية ما، كان بودك أن تدرسه ولكنك لم تستطع ايجاد الأستاذ الذي يمكنه أن يعلمك إياه، أنه رائع، فساغان یکتب بأسلوب جميل .. يتسم بالحماس والعاطفة ويكاد يلامس كل جوانب المعرفة الإنسانية، وهو كتاب رائع جدا في دقته وواقعيته،


الكون  لـ  كارل ساغان 



المخ ذكر أم أنثى ؟  لـ  عمرو شريف


وتدل بداية الكتاب على تميز وتفرد وتجديد في المنهج العلمي. حيث يبدأ بتأملات وتساؤلات، يعقبها إجابة العلماء وطرح للمفاهيم التي تعتمد عليها الدراسة. ثم يعرض كيف تنشأ الأنوثة والذكورة.
ويقوم الكتاب بعد ذلك بدراسة جوانب التشابه والفروق بين مخ الذكر ومخ الأنثى، في جميع النواحي التشريحية والهورمونية
والجزيئية. ثم يعرض تأثير كل ذلك على الحياة البيولوجية والنفسية، كما يتطرق إلى الوظائف العقلية المختلفة كالذكاء والذاكرة، وانعکاس كل ذلك على سلوك كل من الجنسين.
وإذا كانت نساء العالم يطالبن بالمساواة مع الرجال، ولهن الحق في ذلك، فإن قراءة هذا الكتاب تبين لنا أن المساواة ليست في صفهن، لا لأنهن يتميزن ويتفوقن على الرجال في بعض المظاهر البيولوجية والنفسية والاجتماعية، بل لأنه ببساطة لا يمكن بيولوجيا مقارنة بنية ووظيفة مخ الإناث بمخ الذكور!! |

المخ ذكر أم أنثى ؟  لـ  عمرو شريف

وليسمح لى القارئ أن أعرض بعض المقتطفات من كتابي «التشريح النفسي للشخصية المصرية، (۲۰۰۹)، من الفصل الذي بعنوان «مخ الإنسان ذلك المجهول: الغضب والهلع والاكتئاب مجرد تغيرات في كيمياء المخ:
ما زال المخ البشري حتى الآن يحير العلماء. ورغم التقدم العلمي الرهيب، فما زال الكثير من خباياه مجهولا. وإذا كان العلماء قد استطاعوا التعرف على مكونات المخ تشريحيا ووظيفيا، مما مكنهم من علاج الكثير من أمراضه، فإنهم في بحثهم عن العقل الذي هو جوهر المخ اكتشفوا أنهم ما زالوا أمام لغز كبير.
وللإجابة عن السؤال حول ماهية العقل، نقول: إن العقل هو الوظيفة العليا في المخ، وتضم العاطفة والتفكير والسلوك. وقد كان العقل دائما محل خلاف

على مر العصور، فقد وضعه الفلاسفة في أماكن مختلفة في الجسم، فقال أفلاطون أن العقل يقع في المخ، وجاء أرسطو ليقول أنه موجود في القلب. وأخيرا عرفنا أن العقل موجود في المخ.
وفي السنوات الأخيرة، نشطت الأبحاث العلمية التي تريد التعرف على العقل بصورة أعمق. وذلك من أجل الوصول إلى حقيقة الذكاء والوعي والذاكرة واللغة واتخاذ القرار والانفعال. لقد كان يظن أن أماكن هذه الوظائف محددة وثابتة في المخ، ثم أثبتت الأبحاث الحديثة أنها نشاطات وظيفية، ليست محددة في مكان ثابت
هناك كم كبير من الاتصالات شديدة التعقيد، تم بين خلايا المخ وبين مراكزه المختلفة لأداء وظيفة واحدة مثل الذاكرة، التي تتطلب تشغيل آلاف من الخلايا العصبية في وقت واحد، وبأسلوب منظم، خلايا تحتل أماكن كثيرة بخلاف الأماكن التشريحية التقليدية المعروفة سابقا
و من دراسات العلياء الجادة لمعرفة حقيقة العقل، أبحاثهم حول الوعي، لقد وجدوا أن الوعي يعتمد أساسا على نشاط التكوين الشبکی، الذي هو مجموعة من الخلايا العصبية الموجودة في جذع المخ، والتي تحافظ على النشاط الدائم لقشرة المخ، حتى أن بعض العلماء يرون أن الروح موجودة في هذا التكوين الشبكي! ويبقى الإنسان واعيا ومستيقظا ما دام هذا التكوين الشيکی يقوم بتنشيط القشرة المخية، وينام الإنسان فور توقف عمل هذا التكوين
وإذا كان المعتقد سابقا أن تشریح مخ المرأة يشبه تقريبا تشریح مخ الرجل، مع فارق بسيط في الحجم لصالح مخ الرجل، يرجع إلى صغر الجمجمة عند






المرأة، فإنه لا توجد علاقة مباشرة بين حجم المخ ونسبة الذكاء. فالفيل مثلا يملك ما أكبر من الإنسان ولكنه ليس أذكى منه. وعندما تم تشریح مخ أينشتين بعد وفاته، لم يجد العلماء أي فرق بينه وبين مخ أي متخلف عقلى. إن الاختلاف هو في طريقة أداء الخلية العصبية في المخ لوظائفها.
لو أكملنا رحلتنا الخيالية مع العقل وسألنا: هل نستغل قدراتنا العقلية بنسبة ٪۱۰۰ أم أقل من ذلك بكثير؟ وللإجابة نقول: إنه إذا كنا لا نعلم بالتحديد ما هي طاقات المخ البشري، فلا شك أن الإنسان لا يستغل إلا قدرا ضئيلا من إمكاناته العقلية، ولا أحد يعرف بالضبط - حتى الآن - ماذا يحدث لو استطعنا استخدام قدر أكبر من قدرات المخ، ربما ينتج عن ذلك تداخل في الوظائف.
ولا شك كذلك أنه يمكن تحسين أداء العقل البشري عن طريق التدريب. فالذاكرة مثل المكتبة، يمكن تحسين الخدمة بها عن طريق العناية بترتيبها، وليس بالضرورة زيادة سعتها
و في مجال البحث عن اختلاف عمل مخ الرجل عن مخ المرأة، أجريت عدة أبحاث تم فيها تصوير نصفي المخ لدى مجموعات من الرجال والنساء أثناء عملهم، حتى تكتمل الصورة وظيفيا كا اكتملت تشريحيا.
ومنذ ما يقرب من عشر سنوات، توصل العلماء والباحثون إلى وجود اختلافات بسيطة في التشريح بين مخ الرجل ومخ المرأة. ولكن لزمت هذه الأبحاث الصمت تجاه الإجابة عن مدى تأثير هذه الاختلافات على عمليات التفكير عند كل من الجنسين.


المخ ذكر أم أنثى ؟  لـ  عمرو شريف 



المتلاعبون بالعقول  لـ  هربرت شيللر


يقوم مديرو أجهزة الإعلام في أمريكا بوضع أسس عملية تداول - الصور والمعلومات، ويشرفون على معالجتها وتنقيحها وإحكام السيطرة عليهاء تلك الصور والمعلومات التي تحدد معتقداتنا ومواقفنا، بل وتحدد سلوكنا في النهاية، وعندما يعمد مديرو أجهزة الإعلام إلى طرح أفكار وتوجهات لا تتطابق مع حقائق الوجود الاجتماعي، قاتهم يتحولون إلى سائسي عقول، ذلك أن الأفكار التي
تنحو عن عمد إلى استحداث معني زائفاء وإلى إنتاج وعي لا يستطيع أن يستوعب بإرادته الشروط الفعلية للحياة القائمة أو أن يرفضها، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، ليست في الواقع سوى أفكار مموهة أو مضللة
إن تضليل" عقول البشر هو، على حد قول پاولو فرير، و آداة للقهره، فهو يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى تطويع الجماهير الأهدافها الخاصة .. فباستخدام الأساطير، التي تفسر وتبرر الشروط السائدة للوجود، بل وتضفي عليها أحيانا طابعا خلايا، يضمن المضللون التأييد الشعبي لنظام اجتماعي لا يخدم في المدى البعيد المصالح الحقيقية للأغلبية، وعندما يؤدي التضليل الإعلامي للجماهير دوره بنجاح، تنتفي الحاجة إلى اتخاذ تدابير اجتماعية بديلة.
المتلاعبون بالعقول  لـ  هربرت شيللر

على أن تضليل الجماهير لا يمثل أول أداة تتبناها النخب الحاكمة من أجل الحفاظ على السيطرة الاجتماعية، فالحكام لا يلجأون إلى التضليل الإعلامي كما يوضح فرير- إلا عندما يبدأ الشعب في الظهور أولو بصورة قجة) كارادة اجتماعية في مسار العملية التاريخية، وأما قبل ذلك، فلا وجود للتضليل (بالمعنى الدقيق للكلمة)، بل نجد بالأحرى قمعا شاملا، إذ لا ضرورة هناك التضليل المضطهدين، عندما يكونون غارقين لآذانهم في بؤس
الواقع.(2)
والواقع أن القمع أي كيت الفرد وإخضاعه كلية لم يقتصر على أي كيان جغرافي أو سياسي منفرد، فاغلب البشر تعرضوا للقمع، على مر العصور وفي كل أرجاء العالم، من خلال وضع من الإفقار الكامل يطرح نفسه على أنه «طبيعة. (ويكون ذلك صحيحا في حالات قليلة)، على أنه لا يعدو، في أغلب الحالات، أن يكون النتيجة المترتبة على التقسيم الاجتماعي غير المتكافي، فحتى وقت قريب لم يكن هناك سوى قلة نادرة من البلدان التي شاء الها حظها السعيد أن تجمع بين الموقع الجغرافي وكفاية المصادر الأولية والأسبقية التاريخية المواتية، مما وفر لها وسيلة الإفلات من مخاطر الندرة والكوارث الاقتصادية المتكررة ، ومع ذلك فقد ظل القمع، حتى في تلك المواقع المتميزة نسبيا، قدر أغلب الناس حتى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر،
ولقد مثلت أمريكا الشمالية، منذ البداية، حالة شديدة الخصوصية فهي القارة الغنية بالموارد، المتحررة من القيود الاجتماعية التي تبلت أوروبا وآسيا، والمنتزعة نهائيا ودون رجعة من سكانها الأصليين بالقوة المسلحة وبالخداع والحيلة، وقد تم تطويرها بمعدلات سريعة وفقا لمبدأ أخلاقي اقتصادي استغرقت بلورته وتطويره قرونا عديدة في أوروبا الغربية، |
وإذا استثنينا السود والملونين الآخرين، الصفر والحمر والسمر وهو استشاء يشمل الملايين فان القمع لم يكن يمثل الأداة الرئيسة للسيطرة الاجتماعية في أمريكا، ولم تدع الحاجة لاستخدام القمع ووضعه موضع التنفيذ إلا في مناسبات متباعدة وقصيرة الأمد بوجه عام. فمنذ العصر الكولونيالي (آي فترة الاستيطان في القارة، ظل المهيمنون على النظام الاجتماعي يمارسون بفعالية تامة تضليل الأغلبية البيضاء (أي استمالتها

والتمويه عليها) وقمع الأقلية الملونة
فقد تمثلت ، العبقرية المرعبة للنخبة السياسية الأمريكية منذ البداية وكما لاحظ جورفيدال، في قدرتها على إقناع الشعب بالتصويت ضد أكثر مصالحه أهمية اق)





ولا ريب في أن الشروط الخاصة جدا للحياة الأمريكية المصادر الأولية الوفيرة للقارة التي تم استيطانها بسهولة، وانتقال المهارات التكنولوجية من الخارج إلى داخل البلاد دون عوائق، وغياب القيود السياسية التقليدية، والأمان التام من وقوع أي عدوان عسكري خارجي طوال فترة التطور قد أتاحت مرونة مادية غير مسبوقة تاريخيا، وترقيا اقتصاديا واجتماعيا ملموسا لقسم كبير من السكان، على أن هذه المزايا المؤثرة، ورغم توزعها بتوسع نسبي على النطاق الاجتماعي، لم تكن متاحة بالنسبة للقطاعات العريضة من السكان الملونين وأفراد الطبقة العاملة، أو لم تنل منها إلا النزر اليسير، ومع ذلك فقد أدت هذه التحسينات الملموسة للغاية على مستوى الواقع المعيش، إلى جعل خيوط السيطرة الأجتماعية والهيمنة السياسية دقيقة للغاية، أو غير مرئية باستثناء فترات الأزمة الدورية في النظام،
وعلى رغم أنه من الصحيح تماما، في تصوري، وصف الولايات المتحدة بأنها مجتمع منقسم يمثل فيه «التضليل الإعلامية إحدى الأدوات الرئيسة للسيطرة، في أيدي مجموعة صغيرة حاكمة من صناع القرار من أصحاب الشركات ومسؤولي الحكومة، فإن من المفيد أن نورد تحفظا تحذيريا واحدا في هذا الصدد،
فحقيقة التمايز بين من يملكون ومن لا يملكون، ينبغي ألا تقيم على أنها تعني وجود فاصل جامد لا يمكن تخطيه بين الفئتين، يناضل قية والذين يملكون الذين تحددت شويتهم سلفا، من جيل لأخر، للحفاظ على وضعيم المتميز، صحيح أن ذلك قابل للحدوث بل ويحدث بالفعل، إلا أنه لا بعد تفسيرا كافيا للديناميات الأجتماعية المؤثرة في الواقع، فمن الضرورة بمكان أن تتذكر أن الموقف قد يختلف بالنسبة لكثير من الأفراد
إن الأداء الوظيفي العادي لنظام السوقي، القائم على الملكية الخاصة ينتج باستمرار إضافات جديدة للطبقات العليا، تماما مثلما يضيف للقطاعات


المتلاعبون بالعقول  لـ  هربرت شيللر



الماركسية والإسلام  لـ  مصطفى محمود



الحرية هي نقطة البدء
وليست الحرية هي أن نجد ما تأكله ( كما يعرفها بذلك الماديون أصحاب فلسفة المضمون الاجتماعي للحرية ) فالحيوان يجد ما يأكله . وضمان الطعام لا يكفي ليجعل من الإنسان إنسانا .. فالإنسان حیوان حريفكر لنفسه ، ويقرر لنفسه ، وقد يختار الجوع فيصوم ، وقد
يختار الموت دفاعا عن قضية فيموت .. وقد يتطوع في حرب انتحارية يعلم أنه لن يعود بعدها ، لأنه قرر أن يقول : الا..
وفي هذه القدرة على أن يقول : لا ، للظلم ، ولاء للباطل ، يكمن المعني الوحيد لحريته .
فإذا سلمناه هذه الحرية فإنا نسليه في الوقت نفسه الوسيلة الوحيدة لخلاصه . فلا فضيلة لمن يطيع القانون خوفا .
وأمام الخوف والإرهاب يمكننا أن نتصنع الفضيلة ، ولكن لا يمكننا أن نكون فضلاء حقيقة لأن الخوف بسلينا الكرامة .. والعطاء يستحيل أمام من يذكرني في كل لحظة أني مجبر مكره على العطاء، وأي عطاء هذا الذي
الماركسية والإسلام  لـ  مصطفى محمود

سوف أعطيه .. ربما أعطبت بالقول والكلام وبالكذب والنفاق ، ولكني لن أعطى بالفعل .. والنتيجة هي مجتمع المخاوف والزلفي ، وطلب الحماية بالتقرب إلى السلطة وطلب الأمان بالكذب على الرؤساء وطلب المنفعة بالتجمع في شلل .
والإجادة والإتقان والعمل بضمير وإخلاص قيم لا يمكن إحكام الرقابة عليها ، والنتيجة أن الحاكم لن يجد الوسيلة إلى ذلك المستوى من الإنتاج الذي يحلم به لأن المحبة مفتقدة ، والخوف هو الذي يقف رقيبا على جميع الآلات.
أما الكلام عن نشر الأخلاقيات الجديدة بالتلقين المستمر عن طريق الإذاعة والشعارات والملصقات فهو تفاؤل ساذج . فالأخلاق تنمو بتفاعل من الداخل وليس بالإملاء .. والتلقين مجرد طلاء من الخارج ، إن لم يجد السطح الملائم لاستقباله فإنه يجف ويسقط من فوقه بعد قليل.
التغيير الأخلاقي أعمق كثيرة من مجرد التلقين ؛ إنه اقتناع داخلی ، وارتباط وجداني ، واعتناق يحتاج إلى الحرية المحضة ،
والجندي الجبان لا يمكن أن يتحول إلى جندی شجاع بعد برنامج إذاعة .. والمؤثرات العفوية التي يمكن أن تلقيها كلمة إذاعية في قلب جندي ما تلبث أن تتبخر بعد أول طلقة ،، وإنما شجاعة المحارب لا تكون إلا نتيجة إيمان واقتناع ومحبة مطلقة لشيء يؤمن به ويدافع عنه حتى الموت .. هذا الشيء لا يمكن أن يعتنقه إلا عن حرية كاملة وأختيار .. الحرية هي روح الموقف الأخلاق .
وبدون الحرية لا أخلاق ولا إخلاص ولا إبداع ولا إتقان ، ولا واجب ؛ من أجل أن نلتزم بواجب لابد أن نأخذه على عاتقنا بكامل حريتنا ، لا لمجرد تكليف من رئيس .
وتأجيل الحرية بدعوى الوصاية على الشعب في مرحلة انتقال هو قرار في الوقت نفسه بتأجيل الصدق والأمانة والشجاعة الضرورية لقيام المجتمع السليم ،
الحرية إذن هي نقطة الانطلاق.|






ولكن الحرية الآن موضوع مختلف عليه ، وكل فرقة سياسية تفهمها فهما خاصا
وقد ظلت الدماء تسيل بطول التاريخ في صراع المبادئ والطبقات ، وكان القتلة من جميع الأطراف يقتلون دائما باسم الحرية وتحت رايتها
والحرية اليوم عند أهل المين غير الحرية عند أهل اليسار.
الحرية في النظام الرأسمالي هي أن تفعل ما تشاء ، ومثلك ما تريد .. إن شئت امتلكت صحيفة ودار نشر ومحطة إذاعة ومجمعة للحديد والصلب ومنجما للنحاس وآبارا للبترول ، مادمت تدفع الضريبة وتملك الثمن . . ولكن هذه الحرية سوف تتفاقم آليا لتصبح احتكارة يتحكم في السلعة وفي السعر وفي البورصة ، وبالتالي سوف تسلب الآخرين حرياتهم وتستغلهم وتتحكم في رقابهم .. ومن رأس المال الذي سوف يتضاعف تلقائيا سوف يصبح في إمكانك أن تشتري أصوات الناخبين ، وتدخل البرلمان ، وتؤلف حزبا ، وتوجه دفة الحكم لصالحك ، وتثير الحروب لتشغيل مصانعك ولتر ویج ما تنتج من بنادق ودیا بات ، و بالتالي سوف تزداد الرقعة التي تتحكم فيها في رقاب الآخرين ، وسوف تتضاعف قدرتك على سلب الحريات ، لتتحول في النهاية إلى استعمار وإلى تدمير وتخريب وقتل تصدره إلى الخارج كل يوم .. وحرياتنا في مقاومتك لن تتجاوز صرخات في الهواء وقصاصات ورق .. مجرد عواء في ځواء .
وحريتك بهذا المعنى تضمنت عبوديتنا من البداية ، ، وسوف تنتهي إلى عبوديتك أنت في النهاية .. عبوديتك لرأس المال الذي وقفت نفسك على خدمته .. وفي النهاية سوف تصبح وقودا للحرب التي تشعلها .
والحرية بهذا المعنى تناقض نفسها ، فهي تقضي على حرية الآخرين ، وفي النهاية تقضي على حرية صاحبها .
وهذا رفضنا الحرية بالمعنى الرأسمالي .


الماركسية والإسلام  لـ  مصطفى محمود 



الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود


كل شيء يتغير ۰۰ أن المثل القائل بأن لا شيء باق على الأرض مثل صحيح .. فلا شيء باق في الحقيقة .. حتى المثل العليا کالجمال والحق والخير دائمة التبدل والتطور هي الأخرى ؟
كان حقا مشروعا في الأزمان الغابرة أن يبيع أي تاجر هلفوت عددا من العبيد أو يشتريهم علنا في الأسواق ۹۰ و كان المشتري لا
بخجل حينما بزن بضاعته الآدمية .. ويتحسسها اذا كانت امرأة ۰۰ ويعاینها عارية قبل أن يدفع الثمن .. كان كلا البائع والمشتري مستريحي الفهير ، وكانت السلعة البشرية ترضى بنصيبها على أنه قدر " وعلى أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ۰۰ ولكن هذا الحق أصبح الآن باطلا ۱۰ وسقط من حساب القانون ۰۰ لأن الزمن نفسه قد سقط من حساب التاريخ .. والناس قد ماتوا .. وماتت معهم أحكامهم وظهر ناس جدد بعقول جدد وموازين جديدة *
الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود

حقوق البابا المقدسة .. وحقوق الكرادلة والمطارنة التي كانت تحكم الى جوار الملك وتحرق الناس على الصلبان ۰۰ وتلقي بهم في اعماق السجون ۰۰ وتعزل الوزارة .. وتجيش الجيوش .. هذه الحقوق قد تقلصت ۰۰ وانكمشت قلم تبق منها الا الابتهالات التي يقدمها الشماس فریده ۰۰ والدموع التي يسكبها القسيس على المنيع ليطلب لزبائنه الرحمة ..

كان الكردينال في الماضي يكتب لمریدیه صكا يصرف من بنك الجنة .. قيمته كذا من القيادين والعز
ب .. وكان يعينهم في والبلاط بكلمة من فمه .. أما الآن فغاية ما يملكه أن يقول الجيش في تبتل ووفقار ۰۰
- سوف اصلی من أجلك يا ولدي .. سوف أطلب لك الخلاص من الرب "
وحقوق الملك لم تكن أحسن حظا من حقوق الكرادله ۰۰ فقد تحول الملك من عملاق يحكم الى باشكاتب يبصم ۰۰ وطلع له عفریت يجثم على أنفاسه اسمه البرلمان .. وطلع للبرلمان عفریت خر اسمه الشعب .. كان كعصا موسی ابتلعت كل الأفاعی ۰۰
والخير والشر خضعا لناموس التطور . فتغيرت معاني الرذيلة .. ومعانى الفضيلة ..
كانت المراة رمزا للشيطان .. وكانت الغريزة الجنسية خطيئة تحمل أوزارها المراة وحدها .. فاصبحت المرة الأن نصفا مكملا للرجل .. وأصبحت الغريزة حالة فسيولوجية تنظم لصالح المجتمع ومرة أفراده .
وتحولت نظرة القانون للمجرم ۰۰ فأصبحت تنظر الى شره في داخل اطار ظروقه وبيئته وتزن حريته وحدود امكانه وتحكم عليه حکما اكثر عدالة ۰۰
ثم بدا القانون الحديث بنظر الى المجرم نظرته إلى الريفي الذي يلزم غزله في مستشفي ورعايته واصلاحه بالطعام الجيد والنصح والتعليم *
وسقطت هالات القياسة عن معظم الآلهة القديمة ، واصبح كل شي قبل النقاش والجدل والمراجعة |
بعضنا فهم الحياة على انها لذة نمضي يبحث عن الشبع ۱۰ مفی يبحث عن اللبن والعسل والحضن الدافيء والثروة واللقب والنصب .. وعاش حياله شهرة" مجرد شهوة الى الملعام " والجنس " والغني .. والقوة . والحكم :.
وبعضنا فهم الحياة على أنها ارتفاع فوق الحياة .. على اتها خلق اشیاء او فكرة او مذهب ، وعاش في محنة الخلق يصنع للعقول خبزها وهو نفسه يحيا بلا خبر ''





ويعضنا فهم الحياة على انها اهدار للحياة وانتحار .. فعكف على قتل نفسه تنلا بطيا بالخمر والمخدرات والقمار والدعارة والتهتك ۰۰ وسكب على المصابه الكحول وأشعل فيها النار دفعة واحدة او اخنصر الطريق وعلق نفسه من طرف حبل .. -
وبعضنا رفض أن يفهم .. ورفض أن يحاول .. وجلس على قارعة الحياة يتفرج بلا مبدا وبلا مذهب .. وبلا عقيدة .. وبلا أله : مجرد متفرج تمر من خلاله الحياة دون أن يقبلها أو يرفضها
وبعضنا عجز عن الفهم أصلا وارتح عليه فوقف أمام الحياة مبهوتا سليب الارادة في حالة من القلق والحيرة والتبلبل ۰۰ والوله والهذيان : وقف يصيح .. يا رب .. يا متجلی .
الحياة ليست اذن سكة واحدة مؤدية الى مكة كما يعنند صاحبنا المغربي .. ولكنها خمس سكك متقاطعة .. مرصوفة بالخمر والزهر والدم والعرق والدموع ۰۰ خمس سكك تؤدي الى خمس ارباب يحاكمون عقول الناس في الأرض .. فأي رب من هؤلاء تعبد ۰۰
هل تعبد اللذة .. أم تعبد الألم .. أم تعبد المجد - ام تعبد نفسك .. أم تعبد الله .. ام انك مزيج من هؤلاء العبدان كلهم تقفي مع كل رب ساعة من حياتك وتركع في كل محراب ركعة ..


الله والأنسان  لـ  مصطفى محمود 



اللاهوت العربى واصول العنف الدينى  لـ  يوسف زيدان


اللاهوت العرب قبل الإسلام، وامتداده في علم الكلام. ذلك هو عنوان البحث المختصر الذي ألقيته بمؤتمر (القبطيات) المنعقد بمقر الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، في منتصف شهر سبتمبر ۲۰۰۸، بحضور عدد كبير من كبار الباحثين الدوليين في ميادين التراث المصري) القبطي. كان انعقاد المؤتمر، قد تزامن مع ازدياد الصخب والضجيج، بصدد روايتي عزازیل. بل كانت هذه الضجة قد
بلغت في صخبها المنتهى، حسبما ظن وقتها؛ فكان من العسير على كثير من المشاركين بالمؤتمر، أعنى أولئك المستقرين منهم مسيقا؛ أن يتقبلوا ما قدمته يومها من أفكار ورؤى تتعلق بالامتداد التراثي الواصل بين المسيحية والإسلام، فقد كان معظمهم يهمني أصلا، بما يتوهمونه من عدائي للتراث القبطي، وهو اتهام لا محل له عندي بل هو عندي عجيب!
كان منظمو المؤتمر، من المتخصصين والقسوس والأساقفة العقلاء الواعين، يعرفون أن تلك الاتهامات محض توهمات، وكانوا يعرفون أنني أرى في الزمن القبطي مرحلة تاريخية من تراث مصر والمنطقة. وهي مرحلة لا بد من دراستها، وإلا فلن نفهم بقية المراحل. وهذا كل ما في الأمر. ومن ثم، فقد أصر هؤلاء الأفاضل، بل ألوا، من أجل حضوري المؤتمر؛ لألقي بحثي في اليوم الأول منه، وأدير الجلسات الخاصة بالمخطوطات في اليوم الثالث، وهو ما تم في اليومين. ولكن نظرا لالتهاب بواطن الكثيرين، يومها، رأي الأنسب أن يكون البحث الذي ألقيه مختصرا، ومقتصرا على بعض الأفكار التي سوف ترد وافية كاملة، في هذا الكتاب الذي بين أيدينا.
وبداية، فإنني من خلال هذا المصطلح الجديد (اللاهوت العربي) الذي أطرحه
اللاهوت العربى واصول العنف الدينى  لـ  يوسف زيدان

هنا للمرة الأولى، أؤكد أن ثمة نقاطا مفصلية، مهمة ومهملة، تجمع بين تراث الديانتين الكبيرتين: المسيحية والإسلام. بل تجمع هذه النقاط المفصلية الواصلة، بين تراث الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، التي هي، فيما أرى، ديانة واحدة ذات تجليات ثلاثة
ومن المفيد أن أشير أو لا، قبل الدخول إلى الفصول والتفاصيل التي قد تطول، إلى بعض النقاط الاستهلالية التي تلقي الضوء على تلك المنطقة الكثيقة، المعنية الوعرة، التي نحن بصدد الدخول إليها، ولسوف نورد هذه النقاط الافتتاحية، المفتاحية، من خلال مجموعة الأقوال التالية:
القول الأول : في سماوية الدين بالضرورة
جرت عادة الناس في بلادنا، في أيامنا الحالية، أن يصفوا اليهودية والمسيحية والإسلام، تحديدا، بأنها ديانات سماوية. ولم يكن غالبية الأوائل ولا الأواخر من العلماء، يستعملون تلك التسمية أو هذا الوصف للديانات الثلاث. غير أن صفة
السماوية) طفرت في ثقافتنا المعاصرة فجأة، كوصف عام و اسم معتاد للدهانات الثلاث، ثم شاع مؤخرا استخدامها في كتاباتنا وكلماتنا اليومية من دون انتباه إلى أن أي دين، آيا كان، هو بالضرورة سماوي لغة واصطلاعا! فالسماء في اللغة، أي من حيث المفهوم الأصلي للكلمة، تعني العلو، ومن هنا، وحسبما يقول العلامة اللغوي الشهير این منظور وغيره كثيرون من علماء العربية: فإن كل ما أظلك وعلاك هو سماء.. فالسماء، في حقيقة الأمر، لفظ لا يقع معناه على شيء محسوس محدد، وإنما على أي سقف كان، ولو كان سقف الغرفة. وقد قيل للسحاب سماء؛ لأنه يعلو ويظل لا أكثر من ذلك ولا أقل





ومن هنا، لم يعتد الأوائل من علمائنا بصفة السماوية، ولم يعتادوا استخدام و صب السماوي) للإشارة إلى واحدة من هذه الديانات الثلاث المشهورة. وإنما قالوا، مثلما قال القرآن الكريم، بالكتابية، نسبة إلى أهل الكتاب (التوراة، الإنجيل) وبالكفار

الذين لا يؤمنون بالله. وأيضا، لم يستخدم وصف وثني بالمعنى الاصطلاحي في فجر الإسلام، وإنما أشير في القرآن إلى أن الكفار يعكفون على أصنام وأوثان، يعبدونها من دون الله"، فهم بهذا المعنى (يكفرون) العبادة الحقة وينكرون آیات الألوهية الساطعة في الكون، آيا ما كان الذي يكفرون به، أي بخفون ويغطون. إذ لفظ الكفر يعني اصلا: الإخفاء والتغطية، ولذا وصف الزراع الذين يدفنون البذور في الأرض، بالكفار". ولذلك، فقد يكون الكفر صنما مقدسا عند عرب قلب الجزيرة قبل الإسلام، أو تارا معبودة عند المجوس، أو كواكب منيرة في السماء عند الصابئة . وهؤلاء (الكفار) جميعا، يتعالون بما يعيدونه من محسوسات، فبتسامون بها إلى مرتبة الألوهية حين يصيرونه معاليا عن وجوده الفيزيقي، ومجاورا لحده الفعلي، فيكون بلفظ فلسفي (ترنسندنتالي)، أي أنهم يتعالون بمعبوداتهم إلى سقف سماوي بفارق واقعها المحسوس، بحسب ما يتوهمونه في معبوداتهم. ومن هنا نقول إن كل دین، مهما كان، هو سماوي بالضرورة في نظر معتنقيه
ولعل الأصځ، إذا أردنا تمييز الديانات الثلاث عن غيرها، أن تصفها بأنها دبانات رسالية أو (رسولية لأنها أتت إلى الناس برسالة من السماء، عبر سل من الله و انبیاء يدعون إليه تعالى ويخبرون عنه التأس. سواء جاء هذا المخبر عن الله بكتاب، فكان رسولا؛ أو علت دعوته على كتاب سابق، فكان نیا، ومن هنا كانت اليهودية هي رسالة موسى و أنبياء العهد القديم، الخيار الأوائل منهم أو الصغار المتأخرين. وابتدأت المسيحية بنبوءة يوحنا المعمدان؛ یحیی بن زکریا، ذلك الصوت الصارخ في البرية مؤذنا بمجيء بشارة المسيح، الذي أكمل دعوته (كرازته) تلاميذه الذين

اللاهوت العربى واصول العنف الدينى  لـ  يوسف زيدان 




الكلاب لا تأكل الشيكولاتة  لـ  عمر طاهر


قبل أن ينفرد بالكتاب يشتري الشيكولاتة التي يحبها من "أون ذا رن" مع كوب كبير من الأمريكان كوفي بدون لبن، ويجلس على أقصر سور مطل على النيل يستمتع بمزيج القهوة والشيكولاتة، ويتمنى لو أن كل الاختراعات في العالم لها مثل هذا الطعم، يذوب في المزيج وهو يقول لنفسه: إن كل اختراعات البشرية مجتمعة لا توزاي عبقرية اللحظة التي اخترع الله فيها شجرتي الكاكاو والين، بل
إن البشرية يمكنها أن تكتفي بهما فتخرج منهما الطاقة والطعام، وتبني بخشب أشجار الكاكاو بيوتا عظيمة وتصنع من زبدنه ما يكفي من دهن لإشعال مئات آلاف القناديل، وتداوي بالكافيين الموجود في البن أرق الروح وحزنها، سيكون حساء الكاكاو رفيقا مدهشا في عشاء الأيام الباردة، وستكون حبات البن الخضراء شهية عندما تنضج على النار مع لحم الطيور، سيغرق العالم في يقظة البن وبهجة الشيكولاتة، وهكذا يمكن أن يتفرغ على أكمل وجه للمهمة الأصلية له على الأرض .. العبادة.
الكلاب لا تأكل الشيكولاتة  لـ  عمر طاهر

قلت لبرما: هل تعتقد أن هناك ناسا على الكوكب كمالة عدد؟ فقال: مستحيل، كل شخص موجود هنا لا غنى عنه على عكس ما يبدو، قد تعتقد أن الحياة ستكون أجمل بدون هؤلاء الأشخاص، لكن أؤكد لك أنها كانت ستسير إلى الأسوأ بدونهم.
قلت له: مش فاهم.
فقال: لولا الجار المؤذي ما فكرت يوما في البحث عن سكن جديد وتغيير العتبة، الجار المؤذي موجود في الكوكب ليدفعك لعمل نقلة في حياتك ما كنت لتفكر فيها لولا وجوده، الناجح يلهمك، والفاشل أيضا يلهمك ربما بدرجة أكبر، هناك نماذج بشرية تدفعك للأفضل بأن تتعلم منها ومن تجربتها وتقلدها، وهناك نماذج بشرية تدفعك للأفضل بأن تتعلم منها ألا تصبح مثلها أبدا
قلت له: ذكرتني بمقولة للخواجات: "إذا لم تستطع أن تكون قدوة فلتكن عبرة". قال: هو كده بالضبط، كل شخص موجود في مكانه له دور حتى لو لم تفهمه في ساعتها، لا بد من وجود محمود المليجي حتى يصبح فريد شوقي ملك الترسو، لا بد من وجود الشخص المزعج الذي لا يرفع يده

عن الكلاكس حتى تتعلم منه حسن إدارة دواسة الفرامل في سيارتك فتزيد ثقتك في نفسك فلا تعش حياتك مذعورا مثل
هذا الرجل، لا بد من وجود الشخص اللزج الزنان الذي يقول الك: "مش هنرقص في فرحك بقي؟" بالرغم من أنه هو بالذات لا يغادر ترابيزته طول الفرح، لكن لولاه ولولا لزاجته ما كنت لتسعى لهذه الخطوة.
قلت له: والفقراء یا برما؟





قال برما: الفقراء هم سر حركة الكون، النقاش الذي لا يعمل ما دام في جيبه عشرون جنيها، كيف كنا سنعيش بدونه ما لم تعوزه الحاجة للعمل؟ "إحنا أصلا كلنا بنشتغل عند بعض"، الثري برأس المال والأقل ثراء بالجهد، تخيل لو الجميع لديهم طاقة جبارة للعمل اليدوي ولا أحد يمول هذه الطاقة ليحولها إلى ثمرات، أو أن الجميع أثرياء جدا ستجد البشرية وقتها عبارة عن أشخاص بكروش يجلسون في الظل يعدون نقودهم ثم يلتهمونها من الجوع، لا بد من وجود ناس أقل منك حتى تحمد الله على ما أنت فيه تحمده فيزيدك، ولا بد من وجود ناس أغنى منك حتى تحسدهم فيضيق بك الحال

فتحترم نفسك فتصبح شخصا أكثر صفاء فتحمد الله فيزيدك ربما أكثر من الذين كنت تحسدهم من قبل.
تنهد برما ثم قال: قد تبدو بعض الناس متعبة في التو واللحظة لكنك ستتأكد لاحقا من أهمية وجود كل شخص.
قلت له: هناك أقارب ليس لهم أي لازمة في الوجود وحمل على الواحد یا برما
قال برمان الثابت علميا في قناعتنا أن "ما حدش بياخد أكثر من نصيبه"، هل فكرت يوما أن "ما حدش بياخد أكتر من نصيبة إلا بصلة الرحم"؟ هذا ليس كلاما من عندي، ده كلام النبي هو الذي قال فيما معناه: "أن من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه فليصل رحمه". ربما تكون هناك مشقة في التواصل معهم، ولكن على قدر المشقة في صلة الرحمة يكون رزقك، يا صديقي، ربنا بيرزق الناس بالناس، فما بالك إذا كانت هذه الناس قريبة؟
قلت له: والحاكم الظالم یا برما؟


الكلاب لا تأكل الشيكولاتة  لـ  عمر طاهر



MKRdezign

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Javascript DisablePlease Enable Javascript To See All Widget